الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أميركا: نجاح الحوار يعطل الدور السلبي لإيران في اليمن

أميركا: نجاح الحوار يعطل الدور السلبي لإيران في اليمن
31 مارس 2013 23:57
عقيل الحـلالي (صنعاء) - جددت الولايات المتحدة، أمس الأحد، قلقها من “دور سلبي” لإيران في اليمن الذي يمر منذ 16 شهراً بمرحلة انتقالية ينظمها اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي. وقال السفير الأميركي لدى اليمن، جيرالد فايرستاين، لصحافيين في صنعاء: “ليس سراً أننا قلقون من الدور الذي تلعبه إيران في اليمن. نعتقد أن إيران لا تدعم الأمن الداخلي لليمن”، الذي يعاني اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في يناير 2011. وذكر أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، الذي انطلق في 18 مارس الماضي، “سيشكل العائق الكبير أمام الدور السلبي لإيران”. ويعد مؤتمر الحوار الوطني الشامل أهم إجراء في اتفاق “المبادرة الخليجية” الذي منع انزلاق اليمن في 2011 إلى أتون حرب أهلية بعد انقسام المؤسسة العسكرية إلى معسكرين موال ومناهض للرئيس السابق الذي تنحى بداية العام الماضي، لكن نجله الأكبر لا يزال على رأس أحد المعسكرين. وأشار السفير الأميركي إلى أن هناك “رغبة” يمنية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيبحث إعداد دستور جديد وحل الأزمات الكبرى في البلاد، على رأسها الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب، والتوتر المسلح في الشمال. ويشارك في مؤتمر الحوار، الذي يستمر ستة أشهر، 565 شخصاً يمثلون ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة، أكبرها مكون الرئيس السابق وحلفائه، يليه مكون “الحراك الجنوبي”، الذي يضم فصائل جنوبية متعددة تتزعم المطالب الانفصالية في الجنوب منذ مارس 2007. وعبر السفير فايرستاين عن سعادته إزاء مشاركة بعض فصائل الحراك وجماعة الحوثي المسلحة في الشمال في مؤتمر الحوار الوطني، وذكر أن “هناك تفاؤلاً بأن الذين لم يدخلوا الحوار سينضمون إليه لاحقاً”، في إشارة واضحة إلى قيادات بارزة في المعارضة الجنوبية الانفصالية أعلنت مقاطعتها الحوار الوطني مشترطة إقامة حوار شطري بين شمال وجنوب اليمن اللذين توحدا في مايو 1990. وقال: “سعداء بما تم إنجازه حتى الآن. نتطلع إلى أن تؤدي النقاشات الفعلية إلى تطور الأمور إلى الأمام”، متمنياً أن يكون المشاركون في مؤتمر الحوار “جادون”، و”يجدون حلولاً لمشكلات البلاد”. والولايات المتحدة، وهي واحدة من عشر دول تشرف على اتفاق نقل السلطة في اليمن، تساهم بدرجة رئيسية في عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة في هذا البلد. ورداً على سؤال “الاتحاد” بشأن أسباب تعثر المرحلة الثانية من عملية توحيد الجيش، قال السفير الأميركي إن هذه العملية مرتبطة بـ”الزمن وليس بعمل معين”، لكنه أشار إلى “تحقيق الكثير من التقدم” في هذا الجانب منذ صدور قرارات إعادة بناء القوات المسلحة على أسس مهنية ووطنية في 19 ديسمبر الفائت. وقال: “نتطلع الآن إلى أن يصدر الرئيس هادي قرارات تسمي قادة المناطق العسكرية”، لافتاً إلى أن الفريق العسكري الأميركي المشارك في هيكلة المؤسسة العسكرية اليمنية عاد مؤخراً إلى صنعاء “ليعمل مع وزارة الدفاع لاستكمال عملية الهيكلة”. وبشأن الدعوات المنادية بتمديد ولاية الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، المنتهية في فبراير، في حال استغرق الحوار الوطني مدة زمنية أطول، قال السفير الأميركي: “لسنا جاهزين لأن نناقش التمديد من عدمه” في الوقت الراهن، مؤكداً أن اليمن والدول العشر الراعية لاتفاق “المبادرة الخليجية” ملتزمة بإنجاز مهام المرحلة الانتقالية في موعدها المحدد. وقال: “هناك تفاؤل بأن اليمن سينجح في تحقيق الانتقال السلمي”، مؤكداً أهمية استقرار اليمن للمحيط الإقليمي والدولي بسبب موقعه الاستراتيجي وتركيبته السكانية التي قال إنها تمثل “نصف سكان شبه الجزيرة العربية”. وأشار إلى “إمكانية” فرض عقوبات دولية على نائب الرئيس اليمني الأسبق، علي سالم البيض، المقيم في المنفى منذ عام 1994، ويتهم بتلقي أموال من إيران لدعم الاحتجاجات، لكنه لفت أن فرض العقوبات على البيض مرهون بـ”نقاشات” في إطار منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، الذي حذر في 15 فبراير الماضي من “تقويض” جهود انتقال السلطة في اليمن وتوعد باتخاذ “تدابير” ضد معيقي المرحلة الانتقالية، وخص بالذكر الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، ونائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض.ولا يزال الرئيس السابق يتزعم حزب “المؤتمر الشعبي العام”، الشريك الرئيسي في عملية انتقال السلطة في اليمن. ونفى السفير الأميركي التحريض ضد استمرار صالح في قيادة حزب “المؤتمر”، موضحاً أنه ذكر في لقاءات صحفية سابقة أن “بقاء” الرئيس السابق على رأس الحزب “يشكل عائقاً أمام مُضي المؤتمر إلى الأمام”، حسب قوله. وقال أن حزب “المؤتمر” هو الوحيد المخول باختيار رئيسيه، لكنه توقع أن هذا الحزب “لن يحصل على أغلبية” في حال خاض الانتخابات المقبلة تحت قيادة صالح. من جهة ثانية، وصل وزير الخارجية الفنلندي، اركي تومي اريا، أمس الأحد إلى العاصمة صنعاء في زيارة قصيرة استمرت ساعات، التقى خلالها الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي. ولا تزال جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن تحتجز زوجين فنلنديين ونمساوي تعرضوا للخطف من وسط صنعاء في 21 ديسمبر الفائت من قبل مسلحين قبليين. وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إن وزير الخارجية الفنلندي سلم الرئيس هادي رسالة من نظيره الفنلندي، سولي نينيستو، تضمنت تقدير الأخير لجهود اليمن المبذولة من أجل “تحرير المخطوفين الفنلنديين”، والذي يعتقد بأنهما محتجزان في مكان ما بمحافظة البيضاء (وسط)، حيث ينتشر مقاتلو تنظيم القاعدة.وأبلغ هادي المبعوث الفنلندي حرص اليمن على سلامة الرهينتين، موضحا أن تحريرهما “مسؤولية الأمن اليمني”. وكانت وساطة قطرية نجحت أواخر الشهر الفائت في إطلاق سراح مواطنة سويسرية بعد مرور نحو عام على احتجازها لدى جماعة متطرفة في جنوب اليمن. وقال الرئيس اليمني: “لا بد من تحريرهما من خلال بذل كل السبل، ومنها استخدام القوه مع التحري وتوخي الحذر من اجل سلامتهما”، مشيراً إلى ما يعانيه اليمن جراء الأعمال الإرهابية” التي قال إنها أثرت سلباً على الاقتصاد الوطني. وأمس الأول، نفذ ناشطون وحقوقيون وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الداخلية في صنعاء للتضامن مع الرهائن الغربيين، وللتنديد بـ”الصمت” إزاء قضيتهم. ورفع ناشطون لافتة كتب عليها “متى سينتهي خطف مسلسل الأجانب في بلادنا”، فيما رفع آخرون لافتة كتب عليها “اختطاف الأجانب يفقد الدولة هيبتها داخل الوطن وخارجه”. وعلق الجيش اليمني هجوماً برياً على معاقل المتطرفين في البيضاء، أواخر يناير، حرصاً على سلامة الرهائن الغربيين بعد أن هدد تنظيم القاعدة بإعدامهم. وفشلت مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة اليمنية و”القاعدة” جرت في فبراير في التوصل إلى اتفاق بشأن المخطوفين الغربيين.إلى ذلك، كشفت صحيفة يمنية أهلية، أمس الأحد، عن تمركز “مجاميع” من تنظيم القاعدة في بلدة بمحافظة إب، جنوبي العاصمة صنعاء. وقالت صحيفة “الوسط”، عبر موقعها الإلكتروني، إن شخصا يلقب بـ”أبو المهاجر” يتزعم هذه المجاميع التي شاركت العام الماضي في القتال بين القوات الحكومية وتنظيم القاعدة في محافظة أبين الجنوبية. وكان “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، وهو أخطر وأنشط أذرع التنظيم العالمي، حسب تقارير غربية، استغل الاضطرابات الراهنة في اليمن في توسيع نفوذه على مناطق جديدة في هذا البلد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©