السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة ترامب الخارجية.. تهدئة مع الإعلام

1 يونيو 2017 01:09
حين أقلعت الطائرة الرئاسية الأميركية متجهة إلى العاصمة السعودية الرياض يوم الجمعة قبل الماضي، كان أسبوع دونالد ترامب مضطرباً بالفعل بسبب أربعة تقارير إخبارية كبيرة تتعلق بروسيا. وبحلول الوقت الذي هبطت فيه الطائرة في الرياض كانت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، قد نشرتا قصتين أخريين. فمغادرة الولايات المتحدة لا تعفي الرئيس من الخضوع للفحص. وبينما كان ترامب خارج البلاد، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترامب طلب من كبار القيادات الاستخباراتية أن ينكروا علناً، وفي وقت سابق لأوانه، وجود أي أدلة على التواطؤ بين حملته الانتخابية وروسيا أثناء انتخابات 2016. وذكرت الصحيفة أيضاً أن محققين اتحاديين يجرون تحقيقات في العلاقات الروسية لمستشار الرئيس البارز جارد كوشنر. ووزعت رحلة ترامب انتباه وسائل الإعلام، وهو ما يعتبر بالنسبة للبيت الأبيض تغيراً مرحباً به، بدلاً من التركيز المفرد على توجيه انتقادات للرئيس. والأكثر من هذا هو أن القصة الصحفية عن أول رحلة خارجية للرئيس كانت إيجابية أو على الأقل محايدة. ومن المؤكد أن وسائل الإعلام اهتمت بمشاركة ترامب في الرقص بالسيوف بالسعودية. لكن قصصاً صغيرة من هذا النوع ليست صحيفة اتهام في السياسة أو في المزاج الرئاسي، بل مجرد نوع من الفكاهة. لكن هناك مشاهد أهم من هذه، مثل الترحيب الكبير للزعماء السعوديين بترامب، وهو ما اعتبره بعض المحللين استعداداً للتغاضي عن الخطاب السابق شديد اللهجة للرئيس الأميركي عن المسلمين بصفة عامة وبلادهم بصفة خاصة. ومشهد آخر مهم وهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد للصحفيين أثناء ظهور مشترك مع ترامب أن «التعاون الاستخباراتي رائع ولم يكن أفضل من هذا قط» بين البلدين.. والمشهد الثالث هو أن ترامب أصلح ما بينه وبين بابا الفاتيكان البابا فرانسيس فيما يبدو أثناء زيارة للفاتيكان، بعد تبادل الانتقادات أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية. وخلاصة القول: البابا هو البابا على أي حال، والسعوديون ركزوا على الأعمال الاقتصادية. ربما يتعين التحلي بقدر من الشك في مثل هذه المواقف الدبلوماسية المعدة بعناية. لكن الرؤية كانت جيدة بشكل لا يمكن إنكاره للبيت الأبيض. وكل ثانية من الصور التي كانت فيها مصافحة وابتسامات على شبكة سي. إن. إن. يبدو أنها كانت «أنباء عاجلة» تدعو إلى خفقان القلب. وإذا أردنا الحديث عن «سي. إن. إن.»دعنا لا نتغاضى عن احتمال أن انتزاع ترامب من شرنقته الإخبارية كان شيئاً جيداً للغاية بالنسبة له. فالرئيس الأميركي يقع في الغالب في المشكلات حين يراقب الأنباء ويرد عليها آنياً على تويتر. واحتفظ الرئيس بسيل غير درامي من التغريدات في الوقت، الذي قضاه في الخارج حين لم يكن بوسعه بدء يومه ببرنامج «فوكس آند فريندس» ولا مصادفة في هذا على ما يبدو. وجاءت رحلة ترامب الخارجية لتكون راحة من الإفادات الصحفية اليومية للبيت الأبيض التي تزايد النزاع فيها قبل أن يغادر ترامب البلاد. والبيت الأبيض عليه أن يلوم نفسه لأن متحدثيه دأبوا على تقديم معلومات غير دقيقة للصحفيين. ورغم هذا فإن الرحلة أزالت مؤقتاً سبباً أساسياً وحيداً للصراع مع وسائل الإعلام. والآن وقد عاد ترامب إلى واشنطن فإن السؤال هو إذا ما كان البيت الأبيض يستطيع أن يستخدم الرحلة باعتبارها عملية إعادة ضبط دائمة؟ *صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©