الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيري شلبي·· كاتب ليلي

خيري شلبي·· كاتب ليلي
30 يوليو 2008 23:23
الروائي خيري شلبي يعتبر أكثر ابناء جيله انتظاما في الكتابة طوال اكثر من نصف قرن، وهو الوحيد بينهم الذي يقارب منجزه الروائي من حيث الضخامة والاتساع والتنوع منجز نجيب محفوظ، كما انه اكثرهم قراءة واطلاعا وتفاعلا مع جديد الابداع والكتابة بشكل عام، وهو يكتب بعد منتصف الليل، في حوالي الساعة الثانية صباحا حيث يكون قد تهيأ تماما، أكل وشرب ودخن وكلم الاصدقاء والأهم قرأ ما يكفي لانعاش ذاكرته وملكاته الابداعية، فهو يرى العملية الابداعية أشبه بطلمبة يدوية لضخ الماء، ولا تبدأ سحب الماء من باطن الارض وضخه إلا بعد صب الماء فيها، وهكذا القراءة بالنسبة للكاتب، فلابد ان ينهل من كتابات الآخرين حتى يبدأ كتابته· وخيري شلبي كاتب ليلي، عادة ما يبدأ حياته في المساء، غير انه كاتب بيتي، لا يكتب في المقاهي أو الاماكن العامة أو حتى مكاتب العمل وانما في البيت، وسط صالة متسعة مزدحمة ومكتظة بأطنان الكتب، ويكتب على مكتب متوسط انيق يكاد يختفي تحت رصات من الكتب في مختلف صنوف الثقافة والمعرفة، وفي وسطه مسند جلدي مرتفع قليلا ينكفئ عليه ويظل يكتب حتى الصباح، ولا يطلب اثناء الكتابة إلا الشاي بنوعيه الأخضر والأحمر والقليل من القهوة التركية، وهو يطلبها في البداية وحينما ينهمك ويتدفق يزهدها أو ينساها، غير أنه يتوقف عادة قبل ان ينهي الموضوع أو الحكاية، فهو من المؤمنين بنصيحة الكاتب الأميركي الشهير أرنست هيمنجواي حينما قال في كتابه ''الوليمة المتنقلة'' ما يعني ''إياك ان تنزح البئر، أترك دائما ما تبدأ منه في اليوم التالي''· وخيري شلبي يكتب يوميا وفق نظام صارم التزم به منذ شبابه الباكر، وينصح به الكُتاب الشباب، ويعتبره مرانا لابد منه للتعود على الكتابة وجعلها عادة يومية، ويعتبره أيضا من أهم أسباب غزارة انتاجه وانتظامه في الكتابة طوال ما يقرب من الستين عاما حتى انجز مشروعه الكبير الذي يقارب الثمانين كتابا· وهو يكتب بأقلام حبر يحرص على أن تكون أنيقة مميزة شكلا وخطا، ويكتب على ورق فولسكاب مسطر، وعادة ما يسطر الورقة من الجانبين، وأحيانا يلجأ، خصوصا في كتابة الروايات للكشاكيل أو الكراريس المسطرة، وهو يكتب في يوم ويراجع ما كتبه في اليوم التالي، وعادة ما يضحي بالكثير مما كتبه، فهو من المؤمنين بأن الصياغة النهائية للكتابة سواء كانت ابداعية او غيرها يصعب الوصول اليها من الكتابة الاولى فلابد من اعادة الكتابة مرات ومرات حتى يصل الى الصيغة المناسبة· وهو بالطبع يكتب وحيدا، وحينما يحين وقت الكتابة الابداعية، القصصية والروائية، يتوقف عن أي شيء حتى لو كان استقبال ضيوف مهمين وحتى لو لم تطاوعه الكتابة يظل قابعا على مكتبه يتأمل ويفكر طوال الوقت المخصص لها، ولكنها كثيرا ما طاوعته حتى انجز مشروعه الكبير المتنوع المتجدد طوال الوقت·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©