جهود يمنية رسمية وفنية لتطوير الحركة المسرحية

دعا وزير الثقافة اليمني الدكتور محمد أبوبكر المفلحي على هامش عرض مسرحية ''النخوة العربية'' في صنعاء كتاب المسرح إلى تأليف نصوص مسرحية ناضجة تتناول القضايا الوطنية المعاشة في المجتمع في شتى المجالات· وقال المفلحي عقب مشاهدته العرض المسرحي الذي قدمته فرقة مكتب ثقافة تعز بقاعة المركز الثقافي بصنعاء أن الوزارة تسعى إلى تنشيط المسرح اليمني الذي توقف منذ فترة طويلة· وحث الوزير المفلحي الجمهور المحب للمسرح على الحضور مساء كل أربعاء إلى المركز الثقافي بصنعاء لمتابعة الجديد الذي ستقدمه الفرق المسرحية بالمحافظات· وكان مخرج مسرحية ''النخوة العربية'' عبدالكريم مهدي قد أوضح أن فرقة تعز هدفت من عرضها المسرحي إبراز قضايا الأمة العربية وما تعانيه من تمزق في عصر التكتلات بقالب كوميدي ساخر كما سلطت الضوء على القضية الفلسطينية والموقف العربي المتخاذل أمامها· المسرحية من سيناريو وبطولة الفنان الكوميدي صلاح الوافي إلى جانب عدد آخر من الفنانين· وتوجد حالياً في عدن أكثر من تسع فرق مسرحية أهلية وشعبية ذات نشاط موسمي يقام على مسرح (الجيب) بالشيخ عثمان ومن أهم هذه الفرق: المسرح الوطني، المسرح الطليعي، فرقة المصافي الكوميدية، فرقة جمعية مسرح عدن، وغيرها من الفرق المسرحية المنتشرة في البلاد· غير أن المسرح اليمني بحد ذاته يعاني كثيرا من الضعف في الجانب الفني والمهني ابتداء من النص والسيناريو، ومروراً بمستوى الأداء الفني والتجهيزات التقنية وانتهاء بالحبكة المسرحية والإخراج النهائي والعرض· وأول عرض مسرحي جرى في اليمن كان عام 1910م في عدن وذلك بعرض مسرحية ''يوليوس قيصر'' لشكسبير وقد أداها عدد من أوائل رواد المسرح آنذاك· وتولي وزارة الثقافة اليمنية حاليا اهتمامها الكبير بالمسرحيين والفنانين وتحثهم لبذل كافة الجهود لمواجهة الصعاب والتحديات التي تواجه العمل المسرحي منذ وقت طويل والعمل على تفعيل الحركة المسرحية في مختلف المحافظات· ففي ندوة عقدت بمدينة تعز اليمنية حول المسرح عبر المشاركون في الندوة عن تفاؤلهم بمستقبل مسرحي واعد انطلاقا من المدرسة ومن خلال إتاحة الفرصة للطلاب والطالبات في إبراز مواهبهم الأدبية والتمثيلية وتشجيعهم، وكذلك تحفيز الكتاب والمتسابقين في جوائز النص المسرحي، وهو ما عكسته جوائز رئيس الجمهورية· حيث وصلت عدد النصوص المسرحية التي تقدمت للجائزة إلى 68 نصاً مسرحياً، وهو ما سيعالج الجزء الأهم في متطلبات المسرح· وأكد مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة فيصل سعيد فارع التي نظمت الندوة على أهمية المسرح في حياة الشعوب كونه يختزل كل الفنون ويتبنى مختلف القضايا من خلال النص والحركة والمشهد التمثيلي التعبيري، إضافة إلى كونه وسيلة تربوية تنمي روح المواجهة لدى الطالب· وكانت وزارة الثقافة اليمنية دشنت نهاية مارس الماضي بصنعاء فعاليات أيام المسرح اليمني في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بتقديم مسرحية تراجيدية بعنوان ''محاكمة قلب فنان'' من تأليف الكاتب المسرحي عبد ربه الهيثمي، وإخراج سلمى الظاهري· وتناولت المسرحية واقع المسرح اليمني ومعاناة الحركة الفنية المسرحية والتحديات والصعوبات التي يواجهها المسرح ومعاناة رموز الحركة المسرحية في اليمن، من خلال استعارتها لشخصيات مسرحية عالمية كأحدب نوتردام، ماكبث، هاملت، ياجو، هوب ليت ملكة المسرح اليوناني·