الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبير استراتيجي أميركي بارز: أزمة في العلاقات بين واشنطن والنظام القطري

27 ابريل 2018 01:49
دينا محمود (لندن) أكد الخبير الاستراتيجي الأميركي المرموق جيم هانسون وجود أزمة في العلاقات بين بلاده والنظام الحاكم في قطر، وشدد على ضرورة أن يشرع حكام الدوحة في إجراء تغييراتٍ واسعة النطاق على السياسات التي ينتهجونها في الوقت الراهن، إذا أرادوا إصلاح هذه العلاقات، وهو ما يبدو أمراً صعباً برأي محللين، خاصةً بعد انضمام شخصياتٍ ذات توجهات مناوئة للإرهاب وإيران إلى صفوف إدارة الرئيس دونالد ترامب، وعلى رأسهم وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون. وفي مقالٍ نشره الموقع الإلكتروني لشبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية الأميركية واسعة الانتشار، قال هانسون إن الإدارة الحالية في البيت الأبيض تتمتع بعلاقاتٍ جيدة مع العديد من الدول العربية «مع استثناءٍ محتملٍ لقطر»، وذلك في وقتٍ يتبنى فيه الرئيس ترامب ما يبدو أنه استراتيجيةٌ مختلفةٌ للتعامل مع الأزمة السورية، التي تلعب إيران - الحليف البارز لـ«نظام الحمدين» - دوراً أساسياً في تفاقمها، وجعلها أبعد ما تكون عن الحل. وفي المقال الذي حمل عنوان «هل ستؤتي استراتيجية ترامب الجديدة في سوريا أُكلها؟»، قال هانسون - الذي يرأس مركز أبحاث أميركياً يحمل اسم «مجموعة الدراسات الأمنية» - إن الرئيس الأميركي يعمل على «معالجة الأمر المتعلق» بالعلاقات المتردية مع نظام تميم بن حمد، وذلك في إشارةٍ على ما يبدو إلى اعتزام ترامب اتخاذ موقفٍ أكثر حزماً حيال هذا النظام في الفترة المقبلة، في ضوء الطابع الأكثر محافظةً لإدارته في تشكيلتها الحالية، إثر خروج وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون صاحب التوجهات المنحازة لقطر. وبلهجة متشددة، اعتبر الخبير الاستراتيجي الأميركي - الذي سبقت له الخدمة في القوات الخاصة لجيش الولايات المتحدة - أن أي رأب للصدع الراهن بين واشنطن والدوحة «سيتطلب (إجراء) بعض التغييرات الكبرى من جانب القطريين»، الذين يعانون من العزلة على الصعيدين الخليجي والعربي منذ قرابة أحد عشر شهراً، بفعل مواصلة النظام الحاكم في بلادهم تبني سياساتٍ داعمةٍ للإرهاب من جهة، ووديةٍ أكثر مما ينبغي مع أنظمةٍ مارقة ومستبدة، مثل نظام الملالي المُهيمن على السلطة في إيران من جهة أخرى. ولم يتردد هانسون في مقاله في توجيه اتهاماتٍ ضمنية لقطر باللعب على الحبال وتبني سياساتٍ تتناقض تماماً مع التصريحات التي يدلي بها قادتها أمام وسائل الإعلام، مُشيراً في هذا السياق إلى أن «القطريين لا يزالون يقدمون الكثير من الدعم للإرهاب»، وهو ما يشكل تكذيباً واضحاً من الكاتب لما زعمه أمير قطر تميم بن حمد عقب لقائه أوائل الشهر الجاري مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، من أن بلاده «لا تتسامح مع ممولي الإرهاب ومناصريه». المعروف أن وسائل الإعلام الأميركية شنت هجوماً ضارياً على النظام القطري بُعيد تلك التصريحات، حينما كُشِفَ النقاب عن أن رئيس الحكومة التابعة لهذا النظام عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، حضر عرساً أقامه أحد كبار ممولي الإرهاب في العالم، بعد يومين فحسب من التعهدات الزائفة التي قطعها تميم على نفسه أمام ترامب. واتهمت هذه الوسائل «نظام الحمدين» بالسعي إلى خداع الولايات المتحدة والتعامل مع الرئيس الأميركي على أنه «أحمق»، كما دعت وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير القطري في واشنطن لاستيضاح السبب وراء مشاركة رئيس حكومة بلاده في عرس نجل الإرهابي عبد الرحمن النعيمي المُدرج على قوائم أميركية وأوروبية للإرهاب، والذي يُعرف بأنه كان من أبرز جامعي الأموال لتنظيم القاعدة بأجنحته المختلفة في العالم، خاصة فرعه في العراق الذي كان معروفاً باسم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين». المفارقة أن النعيمي - الذي أثارت المشاركة القطرية رفيعة المستوى في عرس نجله غضب الأوساط الإعلامية الأميركية - مُدرج كذلك على قائمة أصدرتها الدوحة مؤخراً لشخصيات وكيانات أقرت بأنها داعمةٌ للإرهاب، في خطوةٍ اعتُبِرتْ محاولة مفضوحة من جانب سلطات الدويلة المعزولة للتظاهر باتخاذ خطواتٍ جدية على طريقة محاربة عمليات تمويل التنظيمات الإرهابية. وألمح جيم هانسون في مقاله إلى أن استمرار الأزمة القطرية، يشكل حجر عثرة على طريق نجاح الاستراتيجية الأميركية الجديدة في سوريا، التي يسعى من خلالها الرئيس ترامب إلى تكوين تحالفٍ يضم شركاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، بهدف إرسال قواتٍ إلى الأراضي السورية تضطلع بدور المساعدة على حفظ السلام وضبط الأمن هناك. وقال في هذا الصدد إن مسألة «جعل هذا التحالف فاعلاً من الوجهة العملياتية تنطوي على تحدياتٍ»، خاصةً وأن أميركا الآن «إزاء فرصة كبرى للمساعدة على تحقيق التغييرات التي تمس الحاجة إليها في الشرق الأوسط». وفيما يبدو نذيرَ سوءٍ بالنسبة للدويلة المعزولة، ألمح المحلل الاستراتيجي الأميركي البارز إلى أن هناك خطواتٍ صارمةً تعتزم إدارة ترامب اتخاذها لتطويق النظام الإيراني - الذي يرتبط بعلاقاتٍ وثيقة للغاية مع نظيره القطري منذ فرض العزلة على الأخير - قائلاً إن محور الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة حيال طهران يتركز على «التأثير الإيراني الخبيث وتوسيع (إيران) رقعة نفوذها عبر وكلاء في مختلف أنحاء المنطقة»، في إيماءةٍ لا تخفى من هانسون إلى النظام القطري. وتكتسب آراء المركز البحثي الذي يقوده جيم هانسون أهمية كبيرة في أروقة صنع القرار في العاصمة الأميركية، وهو ما يؤكده ما كشف عنه هانسون من أن مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض كلف مركزه بإلقاء نظرة فاحصة على خطط ترامب لنشر قوات من الشرق الأوسط في سوريا، وذلك بناءً على ورقة بحثية كان المركز قد أعدها العام الماضي بشأن سبل إرساء الاستقرار والأمن في العراق وسوريا بعد استكمال دحر تنظيم «داعش» الإرهابي . ويحاول النظام القطري تبرير علاقاته الوطيدة بإيران، بالزعم أنها تعود في جزءٍ كبيرٍ منها إلى حقل الغاز الطبيعي الضخم الذي يتقاسمه البلدان في مياه الخليج العربي، وهو الحقل الذي تبلغ مساحته نحو 9700 كيلومتر مربع، يقع ثلثاها في المياه الإقليمية القطرية والباقي في المياه الإقليمية الإيرانية، ويُوصف بأنه الأكبر من نوعه في العالم بأسره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©