الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطاقة الشمسية تتفوق على الوقود الأحفوري في العام الماضي

الطاقة الشمسية تتفوق على الوقود الأحفوري في العام الماضي
27 ابريل 2018 19:45
ترجمة: حسونة الطيب تمكنت سعة الطاقة الشمسية وللمرة الأولى في العام الماضي، من تحقيق نمو فاق كافة أنواع الوقود الأحفوري، بما في ذلك محطات توليد الكهرباء العاملة بالنفط والفحم والغاز، وفق تقرير صادر عن مشروع الأمم المتحدة الإنمائي وبلومبيرج نيو إنيرجي فاينانس. ويكشف التقرير، أن الطاقة المتجددة باستثناء الكهرومائية، تشكل 60% من نمو سعة الكهرباء في العام الماضي، مع توفير حصة قياسية بلغت 12% من توليد الكهرباء العالمية. وبينما حافظت استثمارات الطاقة المتجددة على ثباتها، يؤكد انخفاض التكاليف أنه من الممكن وبنفس القيمة المادية، شراء مستويات قياسية من السعة الجديدة. وفي هذا الإطار، استحوذت الدول النامية تتقدمها الصين، على حصة أكبر في السعة الإجمالية، في الوقت الذي تراجعت فيه الاستثمارات بشدة في عدد من الدول الأوروبية. وفي الوقت الذي تزيد فيه استثمارات الطاقة الشمسية وتنخفض تكاليفها، يعاني نمو سعة الغاز والفحم، من تراجع واضح بالإضافة إلى ارتفاع عمليات إغلاق بعض المحطات العاملة. وتعاني خطوط الإنتاج العالمية لمحطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم، من التقلص السريع، في الوقت الذي يتم فيه إغلاق المحطات القديمة في كل من أوروبا وأميركا. كما أن مستقبل المحطات الجديدة العاملة بالغاز، غير مبشر. وأدت الإضافة القياسية لنحو 98 جيجا واط من الطاقة الشمسية الجديدة في 2017، لزيادة السعة التراكمية العالمية بنحو الثلث إلى 399 جيجا واط. ونمت سعة الطاقة الشمسية في 2016 أيضاً بنحو الثلث، حيث تفوق السعة المُضافة في العام الماضي، كل ما تمت إضافته من الطاقة الشمسية قبل 2013. وحتى الوكالة الدولية للطاقة، التي دأبت على التقليل من قوة نمو الطاقة المتجددة، تتوقع بلوغ سعة الطاقة الشمسية 740 جيجا واط بحلول 2022. وبوضع الإضافات العالمية في الاعتبار، شكلت الطاقة المتجددة باستثناء محطات الكهرومائية الكبيرة، 61% من نمو سعة توليد الكهرباء في السنة الماضية. وبصرف النظر عن مساهمتها بمعظم السعة الجديدة المضافة في 2017، لا تزال الطاقة المتجددة، باستثناء محطات الكهرومائية الكبيرة، تشكل 12% فقط من توليد الكهرباء في العالم، رغم أنه رقم قياسي زاد بنحو الضعف منذ العام 2010. ويُعزى ذلك، لتميز طاقتي الرياح والشمسية بعوامل حمولة أقل، بالمقارنة مع محطات التوليد العاملة بالفحم والغاز والنووية، ما يعني أن كل جيجا واط من الطاقة المتجددة، يولد كهرباء أقل. وينبغي العلم أن محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم في أكبر الدول استخداماً لها في العالم من الهند إلى أميركا والصين، تولد أقل من 60% في الوقت الحالي. هذا بالمقارنة مع مزارع الرياح البحرية بحمولتها التي تتراوح بين 40 إلى 60%، مع الأخذ في الاعتبار أن الأولى تعمل عند الطلب. وللوصول إلى أهداف المناخ المستهدفة عالمياً، ينبغي توليد القدر الأكبر من الكهرباء من مصادر أقل نسبة في الكربون، حتى الوصول لدرجة الصفر بحلول 2045. وقد ارتبط انتعاش الطاقة المتجددة إلى حد كبير بالنمو الذي حققه قطاع الطاقة الشمسية وذلك نتيجة للانخفاض السريع في التكاليف. وفي الفترة بين 2009 إلى 2017، انخفض متوسط التكلفة العالمي لتوليد كل ميجا واط في الساعة بمحطات الطاقة الشمسية، بنسبة قدرها 72%، في حين انخفضت تكلفة طاقة الرياح بنحو 27%، خلال الفترة نفسها. وتقدر سعة الطاقة المتجددة الجديدة التي تمت إضافتها في 2011 عندما كان مستوى الاستثمارات متساوياً مع 2017 تقريباً، بنحو 82 جيجا واط من سعة الطاقة المتجددة العالمية. وبينما كانت الاقتصادات الرئيسة في منطقة اليورو، تدفع عجلة النمو الأول في قطاع الطاقة الشمسية، رجحت الكفة الآن لصالح الصين، التي أضافت ما يزيد على نصف السعة الجديدة في العام الماضي. وانعكس هذا التحول، في توجهات استثمارات الطاقة المتجددة حول أنحاء العالم. وتشكل الصين 45% من استثمارات الطاقة المتجددة، بإنفاق يقدر بنحو 127 مليار دولار في 2017، ما يجعلها تحتل المقدمة في استثمارات الطاقة النظيفة. وفي المقابل، قفزت استثمارات أوروبا في 2011، عندما كانت تشكل 45% من الإجمالي الاستثمار العالمي، قبل أن تتراجع إلى النصف خلال السنوات التي تلت. وانخفضت بنحو 36% في السنة الماضية إلى 41 مليار دولار، في أقل مستوى لها منذ العام 2004. وضمن هذه المنطقة، كان التراجع الأكبر من نصيب المملكة المتحدة، حيث عانت الاستثمارات من انخفاض بنحو 65% إلى 7.6 مليار دولار، بعد أن أوقفت الحكومة برنامج المساعدات لجزء كبير من طاقتي الرياح والطاقة الشمسية. ورغم قلة عدد سكانها، تفوقت أستراليا على المملكة المتحدة باستثمارات بلغت 8.5 مليار دولار. وتعرضت استثمارات الطاقة المتجددة في ألمانيا أيضاً، لتراجع كبير وصل 35% بواقع 10.4 مليار دولار، دون حجم استثمارات الهند المقدرة بنحو 10.9 مليار دولار في 2017، رغم تراجعها بنسبة قدرها 20%. ومن المتوقع تباطؤ هذه الاستثمارات على المدى المتوسط، في ظل فرض الهند لرسوم على واردات وحدات الطاقة الشمسية. وقد تفوقت استثمارات الصين والهند والبرازيل في العام الماضي المقدرة بنحو 144 مليار دولار، للمرة الأولى، على مجمل استثمارات الدول المتقدمة التي أنفقت نحو 103 مليارات دولار. وفي غضون ذلك، تمكنت الدول النامية، من زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة بنسبة قدرها 20% بالمقارنة مع 2016 إلى 177 مليار دولار، في حين انخفضت استثمارات الدول المتقدمة 19%. استمرار انخفاض تكاليف «المتجددة» تشير آخر الأرقام الواردة من بلومبيرج نيو إنيرجي فاينانس، لاستمرار انخفاض التكاليف، حيث تراجعت تكاليف طاقتي الرياح والشمس، بنحو 18% خلال الأشهر الأولى من العام الجاري. وتقول مديرة قسم اقتصادات الطاقة في بلومبيرج نيو إنيرجي فاينانس ألينا جيانا: «من المؤكد استمرار بعض محطات توليد الكهرباء قليلة التكلفة العاملة بالفحم والغاز، في لعب دور مهم لسنوات عديدة مقبلة. لكن الوضع الاقتصادي لبناء محطات فحم وغاز جديدة، آخذ في التدهور، في الوقت الذي بدأت فيه البطاريات في التعدي على المرونة والعائدات الضخمة التي تميزت بها المحطات العاملة بالوقود الأحفوري». وتنافس المحطات الجديدة العاملة بطاقتي الرياح والشمس، نظيراتها الأخرى العاملة بالوقود الأحفوري من حيث التكلفة في العديد من الدول حول العالم. كما أن بناء محطات جديدة تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أقل تكلفة من الصيانة المستمرة التي تتطلبها محطات الفحم والغاز القديمة. وبموجب انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة، تمكّن العالم من تحقيق سعة جديدة قياسية قدرها 157 جيجا واط في العام الماضي، باستثناء محطات الطاقة الكهرومائية الكبيرة. وتحققت هذه الزيادة البالغة 14% سنوياً، بصرف النظر عن نمو الاستثمارات المتواضع بنحو 2% فقط إلى 280 مليار دولار، دون الرقم القياسي البالغ 323 مليار دولار في 2016. نقلاً عن موقع: كربون بريف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©