الحوار الزوجي

من أفضل سبل حل المشكلات الزوجية اتقان فن يعد إدارة الحوار بين الزوجين، ومعنى إدارة الحوار هو الاتصال بين شخصين بينهما خلاف، يحاول كل منهما أن يقرب وجهة نظره من الآخر بالمناقشة والمحاورة الهادئة لتزول المشكلة التي تؤرق حياة أحدهما أو عليْهما· ومن الحكمة أن يتم تجاوز الحواجز والمشكلات الصعبة التي تواجه الحياة الزوجية، والتفكير بحل سليم يرضي الطرفين·· خاصة أن الاختلاف الدائم في الرأي يؤدي غالبا إلى اختلاف القلوب، إذ إنه لابد من التشاور وتبادل الرأي ولابد أن يشعر كل واحد أنه مشارك في الحياة الزوجية وأنه غير مهمل· وللحوار الزوجي مراحل وهي: الحوار الخارجي، والذي يمر بخمس مراحل بين الزوجين· وهي إلقاء التحية، تبادل الحديث عن مواضيع عامة، تبادل الآراء ''كأن يسأل الزوج ما رأيك في هذا الموضوع، وتسأله هي ما رأيك أنت في هذه الحادثة·· إلخ''، ثم الحديث المتبادل عن تقبل الأشياء ''أنا أحب هذا الأكل، وكذلك هذا اللون جميل''، وأخيرا تبادل الحديث عن الاحتياجات· وهناك خمسة مهلكات للحوار وهي الأقوال والأفعال التي تنهي الحوار الزوجي الخارجي قبل بدايته وهو ما يطلق عليه مصطلح مهلكات الحوار وهي: النقد الجارح: أثناء الحوار إذا وجه أحد الزوجين للآخر نقدا جارحا فإن ذلك الآخر يتبنى موقف الدفاع عن النفس وعدم تقبل الأمر مما يفسد الحوار البناء· الحكم بالخطأ: كأن يقول المتحدث ''أنت أخطأت في كذا''، حيث إن ابتداء الحوار بهذه الطريقة يقطع حبل النقاش، ويتسبب ذلك في أن تترك الأمور على حالها دون مناقشة بذريعة أن الأيام كفيلة بتتغير الأمور· اجترار السوابق: كثيرا ما يفسد الأزواج الحوار بينهما بأن يعمدا إلى فتح صفحة الماضي واسترجاع المشاكل السابقة وأخطاء كل طرف· التصريح بمعرفة المشكلة: كأن ترغب زوجة في مناقشة زوجها عن مشكلة ما، فما إن تبادر بالحديث حتى يقول الزوج: أعرف ما تودين الحديث عنه·· وبهذا يكون قد أغلق باب الحوار· خطوات ذهبية لحوار ناجح: الموضوعية: يجب على الزوجين ألا يخلطا بين ما حدث في الوقت الحاضر والزمن الماضي، كأن يحدث خطأ بسيط من أحدهما، فينهال الآخر لوماً بأنك فعلت كذا وكذا ويستحضر كل السلبيات دفعة واحدة· حسن اختيار الكلمات: انتقاء الكلمات سلاح ذو حدين، فإما أن يزيد المشكلة أو يقضي على الخلاف قبل تفاقمه، فالوضوح وتجنب الغموض مطلوب في المصارحة· اتباع الأسلوب الهادئ المباشر: الصوت مهم في المصارحة،ومن الأفضل أن يكون هادئاً لأن ارتفاع الصوت يظهر الغضب ويقطع الحوار، وكذلك إشارات الأيدي بانفعال· التوقيت المناسب: أنسب وقت للمصارحة متى كان الطرفان هادءيْن، وإذا كان أحدهما متوتراً فلن تكون هناك مصارحة بينهما· البدء بالإيجابيات لا بالسلبيات: حين يتناقش الزوجان في نقطة معينة وقعت من أحدهما لا تذكر سلبيات بداية الحوار وليكن الحديث عن الجانب الخير أولاً، فهذا يمهد لسماع السلبي· ملازم حنان الريسي مركز الدعم الاجتماعي شرطة أبوظبي