طاقة لا تنضب من الصحارى العربية

من بين مساحات الأرض الشاسعة، تبقى الصحارى هي الأماكن الأكثر غنى بالطاقة الشمسية. وتنطبق هذه الحقيقة بشكل خاص على كل من الصحراء الأفريقية الكبرى، وصحراء شبه الجزيرة العربية. وبعد دراسات مفصّلة أنجزتها مراكز بحوث أوروبية، أطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة لاستثمار مبلغ 400 مليار يورو في مشروع ضخم لتنصيب ألوف لوحات المرايا العاكسة فوق رمال الصحراء الأفريقية من أجل توليد الكهرباء الكافية لتعويض نقص الطاقة الكهربائية الذي ينتظر أن تعاني منه أوروبا في المستقبل. كما يأتي هذا المشروع تجاوباً مع توصيات حكومية تقضي بتشجيع البحث عن المصادر المستدامة للطاقة في إطار برامج تخفيض الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة. ويتدارس الأوروبيون الآن مشروعاً لتنفيذ خطة شاملة لتوليد كل ما يلزمهم من طاقة كهربائية من الصحراء الأفريقية. ويرى بعض المعارضين لهذا المشروع أن الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة تعود أسبابها إلى عدم الاستقرار السياسي في دول شمال أفريقيا، والافتقار إلى منظومة قانونية وبنية تحتية في تلك الدول ذات المساحات الصحراوية الشاسعة. وهناك عامل تقني يمكن أن يعيق هذا المشروع يتعلق بظاهرة العواصف الرملية التي تؤدي إلى غمر سطوح الخلايا الفولطية الضوئية بالغبار وبما يتطلب هدر الكثير من كميات المياه لتنظيفها في هذه المناطق التي تعاني من الجفاف. وأصبحت «مبادرة ديزيرتيك» الأوروبية التي رصد لتنفيذها مبلغ 573 مليار دولار، تمثل بالفعل أضخم مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم من دون منازع. عن صحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون»