الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النصّابون الأنيقون!

5 أكتوبر 2009 23:43
لكل زمان أدواته في النصب والاحتيال، والأساليب التي يتفنن بها النصّابون في اصطياد فرائسهم، والاطاحة بضحاياهم، باتت في تطور طردي، تماشياً مع تطور المجتمعات، وتطور أساليب العيش، وارتفاع المستوى المعيشي للفرد كمؤشر للنمو الاقتصادي، الذي يواكبه تطور تكنولوجي، وتقني، أكثر تسارعاً، كذلك تستفحل أساليب النصب وتنشط، في الدول التي دمرتها آلة الحرب، وما تخلفه تلك الحروب من تدمير لبنىً تحتية ومؤسساتية، عامة، وخاصة، لتحولها إلى بؤر لشتى أنواع الجرائم، والأمراض، ومرتع خصب لتنامي الطفيليات البشرية، وسوق رائجة للكسب المحرّم، كقضايا النصب والاحتيال، ناهيك عن الصراعات ما بين الجماعات المتناحرة، التي تُعطل كل أشكال الحياة للأفراد، ولاسيما مثل تراجع معدلات التعليم، والفقر، وانتشار الأمراض، وظهور المشاكل الاجتماعية والأسرية، عدا الأسباب الأخرى، كالكوارث الطبيعية والفيضانات، وأشكال الحصار، والعقوبات التي تفرضها الدول المحورية على بعض الدول من العالم، فإذا ما نظرنا إليها مجتمعة، رأيناها تُعتبر معْوَل رئيس لضرب التركيبة السكانية، والمنظومة القيمية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات، الأمر الذي يُفضي بدوره إلى انتشار الفساد، وأشكال الجريمة المنظمة، وغير المنظمة، والإغراق في الفساد بكل أشكاله، في ظل غياب سلطة القانون، وضعف الأنظمة والتشريعات، في بيئة لا يمكن ضبطها، إلاّ بوجود منظومة تشريعات نافذة، وصارمة، ونظام اقتصادي متوازن، ومستقر، يساعد على مكافحة بؤر الفساد، وتراجع معدلات الجريمة بكل صورها، وأشكالها. القاعدة المثالية التي تعتمدها الدول الطموحة، في أحلامها وآمالها، للشروع في بناء مؤسساتها، ولرفاهية شعوبها وتقدمها، هي: «لا اقتصاد قويّ بلا أمن»، ونحن ولله الحمد، ننعم بمنظومة أمنية، عالية الكفاءة، وفق أحدث الأساليب، علاوة على ذلك، كان إشراك المواطن العادي في عملية استتباب الأمن، ليصبح شريكاً فاعلاً ومساهماً، وليس مستفيداً فقط، ولكن، حتى وجودنا في ظل نظام أمني متقدم ومتين، لم يجعلنا في منأى عن تفكير «النصابين الجدد» وحيلهم وأطماعهم، فظهرت أشكالٌ جديدة من قضايا النصب والاحتيال، كالجرائم الإلكترونية، ومضاعفة الأموال، وغسيل الأموال، وجرائم الإتجار بالبشر، وطرق مبتكرة في تنفيذ عمليات السطو والسرقات، أو جرائم الترانزيت التي باتت أكثر تطوراً ومواكبة لتطور تقنيات الأجهزة الأمنية، سواء بالتحايل عليها، أوتضليلها، أو في محاولات اختراقها، أو لإضعاف كفاءتها، والدخول معها في عملية تحدٍ لكفاءتها وجهوزيتها، عدا عن ذلك هناك جزءٌ من المسؤولية يجب أن يتحمله البعض، ممن يأخذون الأمور على عواهنها، وعلى سبيل المثال: عندما يقع أحدهم ضحية لعملية نصب من شخص يتعامل معه لأول مرة، وتسأله: كيف وثقت به، حتى تتعامل معه؟ يجيبك: «والله ما كان يبّين عليه أنه نصّاب»! معظم جرائم النصب والاحتيال، نُفذت من قِبل أشخاص محترفين، اتبعوا فيها طرقاً مغرية جداً، ومتطورة وأنيقة، لا يضاهيها سوى تلألأ وجوههم اللامعة، وأناقة مظهرهم الباذخ! فاطمه اللامي Esmeralda@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©