الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«طيران حر» على جناح المرح في شارع السعادة

«طيران حر» على جناح المرح في شارع السعادة
12 ابريل 2014 19:53
لكل من يبحث عن الإثارة والترفية، ومن يرفض السفر خوفاً من ركوب الطائرة، ومن يحلم في يوم من الأيام بالتحليق الحر في الهواء كالعصافير من دون قيود، ولما كانت المسافة بين الحلم والحقيقة بعيدة في أغلب الأحيان، فإنّ نادي أبوظبي الرياضي الواقع في منطقة المشرف بشارع السعادة، قرر اختصار هذه المسافة، وإقامة نموذج للطيران داخل غرفة مغلقة، باستخدام ما وفّرته لنا التكنولوجيا، لكي يخوض الإنسان تجربة الطيران الحر في الهواء، وكأن نبتت له أجنحة العصافير. هناء الحمادي (أبوظبي) لتمتع بتجربة الطيران بالأماكن المغلقة وفر نادى أبوظبي الرياضي «سبيس واك» وهو نفق هوائي يمكن خلال 15 دقيقة التحليق فيه بطول 10 أمتار ومساحة 12 قدماً، مع أفضل المدربين الذين لهم باع طويل في التحليق عبر هذا النفق. خطوات التحليق عن هذه المغامرة الممتعة مع القفز عبر النفق الهوائي، يقول خلدون غرز الدين، مدير سبيس واك في نادي أبوظبي الرياضي: لكل من يبحث عن مغامرة التحليق في الهواء، فقد وفر النادي مكاناً لقضاء أكثر من 10 دقائق للتحليق عبر نفق هوائي يجعل الباحث عن الطيران يستمتع بوقته على ارتفاع عال بصحبة مدرب متخصص للحفاظ على سلامته. وقبل التحليق هناك الكثير من الإجراءات الاحتياطية الواجب القيام بها قبل الطيران، وعن ذلك يقول: قبل البدء بالطيران تكون هناك ملابس مخصصة لذلك، وهي تحمي من يقوم بهذه التجربة من التعرض لمكروه ما، ثم تأتي بهد ذلك الخطوة الثانية من خلال مشاهدة فيديو توضيحي عن الخطوات الأولى للتحليق والاحتياطات الواجب اتخاذها قبل التحليق في النفق الهوائي، وبعد ذلك تكون هناك إشارات محددة بين المدرب ومن يريد تجربة التحليق، والتي غالباً ما تكون مفهومه وواضحة خلال الطيران. وعن آلية العمل والتحليق في النفق الهوائي، أوضح أن النفق مزود بمراوح هواء تدفع من يقوم بتجربة الطيران إلى أعلى بقوة 180 حصاناً، وهذه القوة قادرة عل رفع شخص يزن 95 كيلوجراماً، ويمكن أن يحلق عالياً لمدة 15 دقيقة بمرافقة المدرب، لأن المكان يسع شخصين فقط، وخلال هذا الارتفاع يشعر من يقوم بتجربة الطيران في بادئ الأمر بالخوف نوعاً ما، ثم يتلاشى الخوف بعد أن يجد نفسه محلقاً عالياً مثل الفراشة، بعد أن خاض تجربة الطيران من على الأرض دون التحليق في طائرة عبر نفق نادى أبوظبي الرياضي الذي يعمل طوال أيام الأسبوع، ويستقبل جميع الأعمار. برغم مرور 6 سنوات، على افتتاح النفق الهوائي إلا أن محبي التحليق في الهواء يعشقون هذه الأماكن ويترددون عليه أكثر من مرة في الأسبوع، كما أنهم يخوضون التجربة أكثر من مرة، لشعورهم بالمتعة والإثارة وهم على ارتفاع شاهق من الأرض وكل من يشعر بالخوف أثناء مشاهدته تجارب الآخرين يتحمس للمشاركة في الطيران، أو تمضية دقائق قليلة يراقب فيها المشاركين ذوي الخبرة وهم يحلقون في سماء حجرة طيران زجاجية. تجارب الآخرين في كل مرة تشاهد فيه ذوي الخبرة وهم يحلقون في هذه الغرفة الزجاجية ويرتفعون إلى مستوى عالم من الأرض تشعر بالخوف، لكن بعد مرور أكثر من 3 أسابيع، أحبت مرام زين طالبة جامعية، خوض هذه التجربة والطيران كالعصفورة من دون قيود من خلال المشاركة في «سبيس واك» نادى أبوظبي الرياضي، الذي يضم أول غرفة زجاجية للتحليق عبر النفق الهوائي. وتقول لمن يهوى هذه التجربة الجميلة: إن الأمر لا يحتاج بعد تجربتي الثانية سوى أن يكون الشخص مستعداً لمثل هذه المغامرة، وهذا هو سر التشويق، فهم يعطون المشارك السترة المطلوبة لارتدائها ويعلمونه ما سيفعله، ويمكن للصغار من سن ثلاث سنوات خوض هذه التجربة، فلا يوجد هناك تأثير لعامل الخوف في هذا الفضاء البسيط والنظيف والسماء المصطنعة، وفي هذا الهدوء لا اسمع سوى صوت تيارات الهواء الصادرة من أربع مضخات هواء تعمل بقوة 180 حصانا. تجربة سائح بين الشعور بالخوف ومتابعة أحد الأطفال يحلق في النفق الهوائي تشجع جون وان «سائح أجنبي» على تجربة هذه المغامرة، حيث يصف تجربته المثيرة مع عالم الطيران: مع مواجهة تيار الهواء بكل هذه القوة التي تصل إلى 100 ميل في الساعة، تساءلت عما إذا كان لدي قدرة الحفاظ على توازني في هذا الجو المصطنع، أو أنني سأتخبط في الجدران، وبالتالي علي ارتداء الخوذة الواقية؟ والحقيقة أن المدرب الذي كان معي في هذه الغرفة الزجاجية ساعدني في الحفاظ على هدوئي. وبعد تجاربه مع التحليق، يؤكد جون أنّه فضّل التحليق في هذا النفق الافتراضي عن القفز من طائرة في الهواء، لأنه داخل النفق لا يوجد أي خوف من تقلب الأحوال الجوية، كما أنه يعطي شعوراً بالسقوط الحر إلى ما لا نهاية. تيار هوائي وفي مكان دراسي صغير من النادي، انحنى رامي أيمن «طالب» على معدته على أرض مفروشة بالبسط، لكي يوضح لنا الوضع الطبيعي الذي سيكافح من أجل الاحتفاظ به، حيث الذراعان مرفوعان قليلاً فوق مستوى الكتفين مع تقوس بسيط للظهر وتمدد القدمين إلى الوراء وانحناء بسيط جداً للركبة. وبعد الفصل الدراسي قام رامي بتفريغ جيوبه وارتداء ملابس القفز مع الخوذات وسدادات الأذن ونظارات مثبتة بشدة، ليحين دوره في الطيران ويقول: وقفت على الباب المفتوح لغرفة اتساعها 12 قدماً مع أرضية شبكية تفصل بيني وبين تيار الهواء، وقد أخذت نفسا عميقا وتذكرت كل ما تعلمته، ووجهت نصفي الأسفل إلى الغرفة، في الوقت الذي كنت أركز فيه على جعل جسمي متجاوباً، وبعد مرات قليلة حصلت على إشارة البدء عدة مرات، ويصف رامي شعوره قبل التحليق: عندما كنت خائفا كان المدرب يعدل وضع قدمي، حيث إنّه من الصعب جداً الشعور بالجسم، في مثل هذا التيار الهوائي القوي. ابتسامة ويضيف: على الفور تركني بعد أن ابتسم ابتسامة كبيرة، وأشار بإصبع الإبهام إشارة تشجيع ورضا، ولم أصدق نفسي، فقد كنت قد أخذت الوضع الطبيعي للطيران في الهواء، وكان الهواء يدفع ذراعي كما لو كنت أسبح بالفعل في الفضاء بأجنحة ثابتة، ولم يكن هناك ما هو أكثر إثارة ومتعة من الطيران، وبالطبع لم يكن هناك ذلك المنظر الذي تراه عين الطائر عندما يكون محلقاً وينظر إلى أسفل، ولا توجد غيوم تحيط بك، كما أنّني لم أكن أتحرّك في أي اتجاه كنت فقط أتأرجح، ولكنه كان نوعاً مختلفاً من التأرجح والاهتزاز، وكانت كل حركة من يدي أو ركبتي تدفعني إلى الحركة بطرق لا يمكن توقُّعها، أحياناً في اتجاه الجدار وحيث كان يمكن لي دفعه برقة بذراعي، وأحياناً أرتفع إلى أعلى لأقدام قليلة ثم أهبط إلى أسفل، تماماً كما لو كنت في مصعد ولا تدري إلى أين تتجه، وقد تعلمت كيفية تحريك كتفي، كما لو كنت أقوم بتوجيه بعجلة قيادة كبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©