الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحترار العالمي - حمى كوكب الأرض

5 أكتوبر 2009 23:49
أدت ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الهواء والمحيطات القريبة من سطح الأرض التي بدأت منذ منتصف القرن العشرين، إلى ما يسمى بالاحتباس الحراري، ويعني ذلك أنَّ كوكب الأرض يسخن يوماً بعد يوم، وقد خلصت اللجنة الدولية لتغير المناخ إلى أن ذلك ناتج عن النشاط البشري، أي أننا مسؤولون عن الضرر الذي يعاني منه الكوكب، والمنتظر أن يؤدي إلى المزيد من الكوارث. لو قامت الجهات المسؤولة عن الإصلاحات البيئية وعن تنفيذ الاستراتيجيات التي تساهم في مساعدة العالم لعلاج هذه القضية الخطيرة، لو قامت بالعودة إلى كل التقارير والأبحاث التي خلصت لها اللجنة، وكذلك اللجان الأخرى التي تبحث في القضايا البيئية التي تسير بالعالم نحو الكوارث، فإنهم سيجدون أن الدول الصناعية الكبرى هي المتهم الأول. لماذا؟ لأنَّ هناك أكثر من 40 جمعية علمية وأكاديمية خاصة بالعلوم القومية خلصت إلى استنتاجات مشتركة، تشير إلى أن القطاعات الصناعية والتي تعمل في الاستثمار العقاري هي أكثر الجهات التي تنتج عنها انبعاثات. في ذات الوقت هي أقل الجهات مساهمة في المشاريع البيئية، وربما يتجاوز البعض منها القوانين في الخفاء فيهدر الكثير من الموارد المائية والطاقة، كما أنَّ البعض الآخر ربما يسرب الكثير من الغازات بطرق غير مشروعة في أوقات الإجازات وغياب الرقيب. المهم أن أكاديميات العلوم القومية في كبريات الدول الصناعية خلصت إلى نتائج في تقريرها الأخير للجنة الدولية لتغير المناخ، وهو أنَّ درجة حرارة الأرض قد زادت 1.1 درجة مئوية، ومن المتوقع أن يستمر الاحتباس الحراري حتى عام 2100. رغم تصديق الحكومات على بروتوكول كيوتو الذي يهدف إلى تقليل انبعاث الغازات، إلا أنَّ المتوقع أن يستمر الإحترار، وتزيد المساحات الصحراوية وفي ذات الوقت هناك ذوبان في الجليد في منطقة القطب الشمالي على الخصوص، وكل هذه التوقعات تعتبر صورة قاتمة للمستقبل نتيجة عمليات التصنيع والتطوير، ولذلك ينتظر من الدول أن تكون خطواتها نحو التصحيح، أكبر من خطواتها نحو عملية التنمية العمرانية والصناعية، وأن تكون هناك زيادة في المخصصات لتنفيذ مشاريع إنقاذ وإصلاح تساهم فيها الجهات التي تعمل في القطاع الصناعي والعقاري والزراعي، ربما تجد الأجيال القادمة شفاء في صحة كوكب الأرض بعد طول إحترار. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©