حسن أنور (أبوظبي)
بات من الواضح أن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح و«الإخوان» في اليمن يقفون وراء التنظيمات الإرهابية خصوصاً في المدن المحررة من سيطرتهم، على أمل النجاح في تنفيذ الأجندة السياسية الخاصة بهم، كما أن الانقلابيين ومعهم «الإخوان» الممثلة في «حزب التجمع اليمني للإصلاح» يحاولون الانتقام من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وإفشال الانتصارات التي تحقق بمساندة من دول التحالف في مختلف المدن.
وفي هذا الإطار شهدت الأيام القليلة الماضية نجاح قوات الشرعية والتحالف العربي في إحباط مخططات هذه العصابات الإرهابية في مختلف المناطق المحررة.
وكان من أبرز هذه النجاحات هو ضرب محاولة جديدة لمليشيات الحوثي وصالح بالتقدم نحو مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، حيث نفذ طيران التحالف عشرات الغارات على مواقع وتجمعات للمليشيات الانقلابية في جبال كهبوب القريبة من مضيق باب المندب، ما أدى إلى تدمير معظم العتاد العسكري للمليشيات الانقلابية وأوقعت عشرات القتلى في صفوفها، وهو ما ساعد بتقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عملية التفاف ناجحة على قوات الحوثي والمخلوع في كهبوب، وتم قطع خطوط الإمداد القادمة من ذوباب ومعسكر العمري إلى كهبوب، ثم تلا ذلك نجاح قوات الجيش والمقاومة بدعم جوي من طيران التحالف العربي في تحرير جميع مناطق جبال كهبوب من المتمردين الحوثيين وقوات صالح باستثناء موقع واحد لا تزال قوات الشرعية تحاصره.
كما نجحت قوات الأمن اليمنية وعلى مدار الأيام القليلة الماضية في توجيه العديد من الصفعات للانقلابيين وحلفائهم من الجماعات الإرهابية في المحافظات المحررة.
فقد نجحت قوات الأمن الشرعية في إحباط هجوم إرهابي كان من المقرر أن يستهدف مطار عدن الدولي بالصواريخ ومقر قيادة قوات التحالف العربي في المدينة. وكان الإرهابيون الذين يحركهم الانقلابيون قد أعدوا ثلاثة صواريخ للانطلاق من إحدى المناطق النائية الواقعة بين مدينتي عدن ولحج صوب مطار عدن الدولي ومعسكر قيادة قوات التحالف العربي، غير أن قوات الأمن نجحت في إفشال المخطط وتم ضبط ثلاثة عناصر مسلحة كانوا يتولون حراسة المنصات.
كما ضبطت هذه القوات قياديين من تنظيم القاعدة الإرهابي أثناء عملية مداهمة لأحد الأوكار في مديرية المنصورة وسط المدينة. وعلى صعيد متصل تمكنت القوات اليمنية في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد من ضبط شحنة أسلحة تابعة للتنظيمات الإرهابية أثناء محاولة تهريبها.
وجاء ذلك بعد أيام من النجاح الذي حققه رجال المقاومة اليمنية الموالية للشرعية بإحباط عملية تهريب أسلحة عبر البحر إلى المتمردين الحوثيين حيث ضبطوا زورقاً محملاً بالأسلحة كان متجهاً للمليشيات في منطقة رأس العارة الساحلية المطلة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن (جنوب). وقد أكد ضبط هذه الأسلحة أن حلفاء الحوثيين والمتمثلين في إيران وأذرعها لا يريدون إنهاء مأساة اليمنيين بل إنهم يحرضون على إطالة أمد الحرب على أمل أن ينجحوا في نشر الفوضى في منطقة الخليج وتحقيق أطماعهم.
نجاح استراتيجي مهم
تمكن الجيش اليمني الموالي للشرعية مدعوماً بالمقاومة الشعبية من تحرير العديد من النقاط الاستراتيجية المهمة بمديرية نهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء ، وفي مقدمتها جبل الذهب وذلك بعد كسر هجوم لمليشيات الانقلابيين وشن هجوم مضاد تمكن من خلاله الجيش الوطني من تحرير مناطق جديدة من بينها «تبة حريش» وما جاورها على مسافة 3 كيلومترات باتجاه أرحب واغتنام معدات عسكرية، بينها قناصات ومدافع هاون ورشاشات متوسطة. كما تقدم الجيش الوطني والمقاومة في الجبهة الجنوبية الغربية لمديرية نهم المتاخمة لمديرية بني حشيش والمعروفة بجبل «المنارة» الاستراتيجي، وتم تحرير ثلاثة مواقع بذات الاتجاه.
وفي الإطار نفسه، تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية من التقدم باتجاه جبال حلبان حيث كبدوا المليشيات الانقلابية خسائر فادحة في الوديان بمنطقة نهم شرق صنعاء.
على صعيد آخر، تستعد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن لإطلاق عمليات عسكرية واسعة لتطهير آخر معاقل المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح في الأطراف الشمالية في المحافظة بمساندة قوات التحالف العربي.
وتجري قيادات عسكرية في اللواءين 19 و21 مشاة في شبوة وقادة في المقاومة الشعبية لقاءات مكثفة من أجل الترتيب والاستعداد القتالي للأفراد في تحرير مدن بيحان وعسيلان وعين والعلياء من المليشيات المتمردة.
وفي تعز جنوبي اليمن، حاولت مليشيات الحوثي وصالح تحقيق أي نجاح على حساب المقاومة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل. فقد لقي عدد من هذه العناصر حتفهم وأصيب عدد آخر بجراح عندما حاولوا الهجوم على مواقع تابعة للواء 35 مدرع غرب المدينة. وكالمعتاد قامت المليشيات الحوثية بالانتقام من هذا الفشل بقصف المناطق السكنية ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
انشقاق يربك صالح
تلقى المخلوع صالح صفعة جديدة من المؤكد أنها ستربك حساباته التي كان يخطط لها. وقد تمثل ذلك في إعلان كتيبة من القوات الخاصة ذات التدريب العالي الموالية له تسليم نفسها وعتادها إلى قوات الشرعية في منطقة فرضة نهم، بعد اتصالات بين قياداتها وقادة من قوات الجيش الوطني بوساطة قبلية تمت بنجاح.
ومع أن هذه ليست الكتيبة الأولى التي تسلم نفسها لقوات الشرعية إلا أن هذا الحدث يمثل أهمية في هذا التوقيت بالذات حيث تشير الأحداث إلى أن الأيام القليلـــة المقبلة ستشهد انضمام عشرات من الجنود وضباط الصف والضباط الموالين للمخلوع إلى قوات الشرعية، خاصة وأن المليشيات الحوثية تمادت في التعيينات العسكرية التي تمنحها لأطفال في صفوفها من أبناء صعـــدة، فضلاً عن عدم تمكنها من صرف رواتب الجنود والوحدات العسكرية، وفي ظل الاحــتقان الكبير الذي تشهده تلك القــوات مـع العناصر الانقلابية.
عدد اليوم
