الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هندوراس: الاستقطاب السياسي ضربة لشعبية العسكر

هندوراس: الاستقطاب السياسي ضربة لشعبية العسكر
5 أكتوبر 2009 23:53
بإطلاق أعيرة نارية في الهواء وعزف النشيد الوطني من قبل الجنود وهم في وضعية انتباه، بدا يوم الجندي الذي احتفلت به هندوراس يوم السبت الماضي كباقي الاحتفالات التي شهدتها في السنوات الماضية احتفاء بالقوات المسلحة، لكن هذه المرة وبعد تزامن الاحتفالات مع الإطاحة بالرئيس «مانويل زيلايا»، وما رافق ذلك من جدل واسع أحاط بالبلاد وضع جيش هندوراس في قلب العاصفة جاءت ردة فعل المواطنين هذا العام أقل من المتوقع، بل حتى عبارات التهنئة جاءت خافتة وافتقدت لحرارة المناسبات السابقة. وفي هذا السياق قال «خوستو جالو»، المواطن الذي خدم في الجيش خلال الثمانينيات: «لقد كنت دائماً من المدافعين عن الجيش، ولم أكن لأسمح لأحد بأن يتحدث عنه بسوء، لكن عندما استيقظ في الثامن والعشرين من شهر يونيو الماضي وسمع أن الجيش أطاح بالرئيس زيلايا ونقله جواً خارج البلاد تغيرت مواقفه تماماً قائلا «الآن أنظر إلى الجيش كمؤسسة تغتال الديمقراطية»، فعندما أُطيح بالرئيس كان الجيش من قام باعتقاله ونفيه خارج البلاد، ولاحقاً أدانت منظمات حقوق الإنسان الطريقة التي تعامل بها أفراد القوات المسلحة مع مؤيدي زيلايا، الذين نزلوا إلى الشارع احتجاجاً على خلعه ووجهت لأفراده تهم بالاستخدام المفرط للقوة وضرب المتظاهرين، فضلا عن الاعتقالات العشوائية. وحول هذه الانتكاسة التي يشهدها الجيش في صفوف المواطنين تقول «لتيسيا سالمون»، عالمة اجتماع ومتخصصة في الشؤون العسكرية بالجامعة المستقلة بهندوراس إنه حتى الآن تمتعت المؤسسة العسكرية بشعبية طاغية في السنوات الأخيرة، لا سيما وأن الجيش ظل بعيداً عن الانقلابات ولم ينخرط في ممارسات قمعية، كما أنه أوقف التجنيد الإجباري منذ فترة بعيدة. وحسب آخر تقرير وطني حول الفساد احتل الجيش مرتبة متقدمة باعتباره أحد المؤسسات الأكثر نزاهة والأقل فساداً بعد الكنيسة ومنظمات الإغاثة الدولية، لكن «سالمون» تضيف أن هذه الصورة تغيرت بالتأكيد بعد الأحداث الأخيرة التي شهدت تدخل الجيش لخلع الرئيس زيلايا ونفيه خارج البلاد قائلة: «لم ينظر شعب هندوراس إلى الجيش على أنه عدو، غير أن هذه الصورة الإيجابية تأثرت سلباً بسبب التطورات الأخيرة». وخلال الاحتفالات التي أقيمت يوم السبت الماضي اصطف حوالي مئتي جندي خارج القصر الرئاسي الذي يقيم فيه حالياً الرئيس المؤقت «روبرتو ميتشيليتي» الذي شكر الجيش على إخلاصه وتفانيه في خدمة الوطن، في حين حضرت عائلات الجنود الاحتفال، ومن بينهم «جيسيلا مونجويا» التي قضى زوجها، الضابط برتبة المقدم في الجيش، طيلة شهر يوليو الماضي والأسبوعين الأخيرين في الخدمة بعد عودة زيلايا إلى البلاد واحتمائه بالسفارة البرازيلية، ما استدعى مضاعفة الخدمة بالنسبة للضباط، لكن رغم ذلك تؤكد «جيسيلا» أنها فخورة بزوجها. وبالنسبة للذين يساندون خلع زيلايا يقولون إن يوم الجندي يأتي في وقت مناسب للاحتفاء بالمجهود الذي قام به الجيش لحماية البلاد من الاستقطابات السياسية، وهو ما يعبر عنه سائق التاكسي «جوسي ريجوبيرتو» قائلا «إن مؤيدي زيلايا ليسوا أكثر من مخربين»، وبسبب التدخل الأخير للجيش في الشؤون السياسية وانقلابه على الرئيس بدأت تتعالى بعض الأصوات الداعية إلى نزع سلاح هندوراس وجعلها من دون الجيش على غرار كوستاريكا المجاورة، حيث قام رئيس هذه الأخيرة، خوسي فيجوريس، بإلغاء الجيش في العام 1949 وضمن ذلك الدستور لتحتفظ البلاد بقوات شرطة وحرس الحدود فقط. وقد وصل الحد في هندوراس اليوم إلى وصف البعض لأفراد القوات المسلحة بالمتعطشين للانقلابات، وحتى الذين لا يؤيدون بالضرورة زيلايا يشعرون بالاستياء من التواجد الكثيف لأفراد القوات المسلحة في الشوارع، حيث يشتكي المواطنون من الحضور الواسع للجيش في الشوارع المحيطة بالسفارة البرازيلية التي يتواجد بها الرئيس زيلايا، معتبرين أن الانتشار الضخم لأفراد القوات المسلحة مبالغ فيه بالنظر إلى رجل واحد ومجموعة صغيرة من المؤيدين الذين يحتجون بطريقة سلمية، أما بالنسبة للمواطن «خستو جالو» فلا شيء يدعو للاحتفال بيوم الجندي هذه السنة، بل بالعكس إنها لحظة تجعله يشعر بالخجل بسبب ما أقدم عليه الجيش. سارا ميلر لانا-هندوراس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©