العنب هو إحدى الفاكهة الصيفية اللذيذة الطعم، وتتباين أشكاله وألوانه، فمنه الثمار الصغيرة والكبيرة والمستديرة والبيضاوية، وهناك العنب ذو الثمار البيضاء والخضراء وأخرى حمراء أو بنفسجية أو سوداء. ويعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة ويقال إنه عرف منذ قدم الزمان حين تناوله الصينيون والهنود رغبة في القيمة الغذائية العالية.
10 آلاف نوع
حول أنواع العنب تقول أخصائية التغذية لامار سمعان: «في الواقع يوجد أكثر من 10 آلاف نوع من أنواع العنب حول أنحاء العالم بحسب الشكل، لكن هناك نوعان رئيسان من العنب بحسب الدراسات وهما العنب الأوروبي أو عنب العالم القديم وعنب أميركا الشمالية؛ فالعنب الأوروبي يحتكر العنب الأوروبي ما نسبته 95% من أنواع العنب الموجود في العالم، ويقسمه المزارعون بحسب خصائص معينة إلى عنب المائدة، وعنب العصير وعنب الزبيب».
وتوضح «يتميز عنب المائدة بأن حباته تتميز بلون فاقع وتكون كبيرة الحجم وحلوة المذاق، وتوجد منه أصناف عديدة أهمها صنفان هما: (توكي) وتنمو ثماره على عناقيد كبيرة وتكون حمراء اللون، و(الإمبراطور). وهناك أصناف أخرى لعنب المائدة منها (بيرليه) وهو ذو لون أبيض مائل للخضرة وعديم البذور، و(فليم) وهو أيضاً عديم البذور ولكن أحمر اللون، و(ربيه) وهو أسود اللون»، مشيرة إلى أنه من أهم دول العالم المنتجة لعنب المائدة جنوب أفريقيا والدول الآسيوية كالهند والفليبين وتايلاند وتايوان.
بينما تكون السمة المميزة لعنب الزبيب عديم البذور قشرته الناعمة بعد تجفيفه، وأكثر أصنافه شهرةً (طومسون) ويمتاز بلونه الأخضر المائل للون الذهبي الفاتح، وهناك أصناف أخرى من هذا النوع. وحول عنب العصير أو الخل فإن أهم خصائصه احتواؤه على نسبة كبيرة من السكريات الطبيعية وأحماض الفاكهة.
حول عنب أميركا الشماليّة، توضح أنه يوجد نوعان رئيسان منه وهما 1- فوكس و2- موسكادين، وكلا النوعين يمكن استخدامه طازجاً للأكل ولصنع المربيات أو لصناعة العصائر أما التجفيف لصناعة الزبيب فإنهما لا يستعملان له.
وأشهر أصناف عنب الفوكس هو (كونكورد) ويتميز بثماره بنفسجية اللون وكبيرة الحجم، أما أشهر أصناف عنب الموسكادين فهو (أسكوبرنوج) وثماره برونزية اللون ومتوسطة الحجم.
وهناك نوع آخر من عنب أميركا الشمالية غير هذه النوعين، وهي أنواع مهجنة تم إنتاجها بتهجين العنب الأوروبي وعنب أمريكا الشمالية، ومعظمها تؤكل أيضاً طازجة أو تستخدم لصناعة العصير أو الخل».
أهمية صحية
عن أهمية العنب الطبية، تقول سمعان إنها ترجع لما تحتويه هذه الثمار من عناصر غذائية وفوائد عديدة للجسم، الأمر الذي جعل العديد من الباحثين والمشتغلين بعلم التغذية يطلقون اسم «اللبن النباتي» على عصير العنب بعد أن أثبتت البحوث الطبية أن هذا العصير أحسن الأغدية للمصابين بمرض التهاب الكلية، نظرا لانخفاض محتواه من الالبيومين والصوديوم وزيادة نسبة الماء وأملاح البوتاسيوم، كما يحتوي على مقادير كبيرة من السكريات سهلة الهضم والامتصاص، إذ يحتوي على %16 كربوهيدرات أغلبها سكر جلوكوز، ما يجعله مصدرا مهما للطاقة العالية لأن العنب يعد أعلى أنواع الفاكهة في القيمة الحرارية.
ويحتوي على ألياف وأكاسيد كالسيوم وبوتاسيوم وحديد وفوسفور. وهذه النسب تعادل الحموضة في الدم، وهي ضرورية لبناء الجسم خاصة العظام والأعصاب، مؤكدة أن العنب يحتوي كذلك على أحماض عضوية مثل حمض الستريك، وهي تعمل كملين طبيعي للقناة الهضمية وتساعد على عمليات الهضم.
وتؤكد دراسات أن عصير العنب يعد علاجا ناجحا لشفاء بعض الأمراض كحالات الضعف العام وتصلب الشرايين وأمراض الكلى، وأن الإصابة بمرض السرطان تقل بدرجة ملحوظة في البلدان التي تكثر فيها زراعة واستهلاك العنب. (بيروت الاتحاد)
أقدم الفواكه
يعتقد باحثون أن العنب أقدم الفواكه التي زرعت في التاريخ، وقد عثر على آثاره في مقابر قدماء المصريين، كما وجد أيضاً في مقابر ما قبل عصر المسيح عليه السلام، ويقال إنه عرف منذ آلاف السنين في الحضارات السومرية القديمة والرومان، وقد دلت على ذلك النقوش والرسومات التي اكتشفت في الشرق الأوسط واليونان، والتي وجدت في المعابد ويعود تاريخها إلى 2440 ق.م.
وانتشرت زراعة الكرم أو العنب في مناطق البحر المتوسط، حيث إن المناخ المتوسطي هو الأكثر مثالية لزراعة العنب. وتعتبر إيطاليا حالياً أكبر منتج للعنب في العالم وتليها الصين والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وتركيا وإيران.
محاذير التناول
تؤكد أبحاث أميركية أنه لا ينصح بتناول العنب للأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة والسكري والسمنة، وينصح أيضاً بالابتعاد عن تناول العنب لمن يعانون من ألم أو مشكلة في الأسنان، كما يجب على المرضى الذين لديهم تاريخ في تكون حصوات أوكسالات الكالسيوم بالكلى الحذر عند تناولهم العنب، وللتأكد دائماً يفضل غسل العنب قبل تناوله بالماء والخل، حيث إنه من أكثر الفواكه التي تعلق بها المبيدات وتتغلغل بها الحشرات.
عدد اليوم
