«الأبيض الشاب» يتدرب في «وادي دجلة» استعداداً لمواجهة فنزويلا

حط منتخبنا الشاب لكرة القدم رحاله في محافظة السويس أو مدينة «الغريب» كما يطلق عليها المصريون، استعداداً لمواجهة فنزويلا غداً في دور الـ16 لبطولة كأس العالم لكرة القدم، وذلك بعد رحلة شاقة، استغرقت من الأبيض الشاب قرابة يوم كامل حيث غادر الأبيض مدينة الاسكندرية التي لعب فيها الدور الأول من المونديال صباح أمس الأول، وهو اليوم التالي لمباراته مع المجر والتي خسرها بهدفين نظيفين، وقطع المسافة من الاسكندرية إلى السويس في قرابة الست ساعات، بعد أن قطعت الحافلة التي أقلت الفريق المسافة من الاسكندرية عبر الطريق الصحراوي في مصر، ومنه إلى الجيزة ثم القاهرة، فطريق السويس، التي استقر الفريق فيها بإحدى القرى السياحية التي تبعد عن مدينة السويس حوالى 40 كيلومتراً. وبالرغم من رحلة السفر الشاقة، وإجهاد اللاعبين، خاصة أنهم كانوا قد خاضوا مباراة عصيبة ليلة السفر، إلا أن الفريق أدى تدريباً فور وصوله إلى السويس بملعب وادي دجلة. وحرص مهدي علي مدرب الفريق على عدم إجهاد اللاعبين فجاء التدريب خفيفا، بعده خلد اللاعبون للراحة، قبل أن يخوضوا أمس تدريبهم الرئيسي، والذي جاء ساخناً، وركز خلاله مهدي علي وجهازه المعاون على تصحيح الأخطاء التي وقعت في مباراة المجر الأخيرة، خاصة الأخطاء الدفاعية وإهدار الفرص السهلة التي كانت سمة في المباريات الثلاث التي خاضها الفريق، حيث كان الأفضل والأكثر سيطرة فيها، غير أنه تعادل في المباراة الأولى أمام جنوب أفريقيا بهدفين لكل فريق، وفاز على هندوراس بهدف وحيد، قبل أن يخسر من المجر بهدفين في ختام مباريات المجموعة، مما كان سبباً في تأهله من خلال بوابة المركز الثاني ليغادر الاسكندرية إلى السويس. كما ركز مهدي على التشكيلة التي سيخوض بها مباراة الغد، وإن كان كعادته أبقى أمر الكشف عنها من الأسرار التي لا يمكن البوح بها، ومن المنتظر أن يخوض المباراة بقوته الضاربة في جميع الخطوط، بالنظر إلى طبيعة المباراة، وكونها مباراة كؤوس، الفوز بها يؤهل صاحبه إلى دور الثمانية. ورحلة السفر الشاقة من الاسكندرية إلى السويس، لم تكن قاصرة على المنتخب فقط، لكنها امتدت إلى الوفد المرافق، سواء إدارة البعثة برئاسة محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة أو لجنة العلاقات العامة برئاسة راشد الزعابي، ومعه الدكتور أحمد ثاني الدوسري المنسق العام للبعثة، وقد تولت اللجنة ترتيبات الانتقال إلى السويس، وكذلك الوفد الإعلامي الذي قضى ليلته في إحدى القرى، قبل أن يتم تدبير انتقاله إلى مكان آخر أكثر مواءمة من المكان الأول. أما فيما يخص الجماهير التي استمرت مع الأبيض وتضم رابطة مشجعي المنتخب، فقد تعذر الحصول على أماكن لها في السويس، فكان قرار إقامتها في القاهرة، على أن تقلها حافلة من هناك إلى السويس في رحلة تستمر حوالي الساعة والنصف. وكانت عائلات اللاعبين وبقية الجماهير قد غادرت من الاسكندرية بعد ظهر أمس الأول، وبعد أن تابعت كافة مباريات الدور الأول للبطولة، ومن المنتظر أن يصل عدد من الجماهير ليلة المباراة إلى القاهرة لينضم للمجموعة المتواجدة هناك، حيث يسافرون معاً صباح الغد إلى السويس ليكونوا خلف الأبيض الشاب في المباراة المقرر إقامتها في الرابعة والنصف عصراً بتوقيت القاهرة، السادسة والنصف بتوقيت الإمارات. كما أن لجنة العلاقات العامة التقت عدداً من مسؤولي الروابط بالسويس وبورسعيد والإسماعيلية ضماناً لتواصل الدعم الجماهير للفريق، خاصة أن الأبيض اعتاد مؤازرة استثنائية منذ قدومه إلى مصر، ومن المنتظر أن يجد ذات الدعم في السويس، وإن كان العدد لن يصل إلى الأرقام التي شهدها ستاد الاسكندرية بالنظر إلى فارق الكثافة السكانية في البلدين. وقبل العودة إلى البلاد، كان تأكيد الأهل لأبنائهم اللاعبين على ضرورة أن يبذلوا غاية جهدهم من أجل تقديم عرض متميز والسعي للفوز، والتأهل إلى دور الثمانية، وأعربوا عن ثقتهم في أبنائهم وقدرتهم على الظهور بمستواهم الحقيقي الذي لم يظهر حتى الآن، وهو ما أكده كل من إسماعيل الكمالي والعميد (م) صالح برغش المنهالي، والدي كل من حمدان الكمالي وسلطان المنهالي، حيث أشارا إلى أن الفريق يمتلك قدرات أفضل من التي ظهرت حتى الآن، وأنهما مع بقية أولياء أمور اللاعبين وفي آخر لقاء مع الأبناء قبل السفر، أكدوا لهم أنهم سيكونون في انتظارهم بأبوظبي مع إنجاز مشرف يليق بأبطال الكرة الآسيوية، وطالبوهم ببذل غاية جهدهم في مباراة الغد، متمنين لهم التوفيق والمضي إلى أبعد نقطة ممكنة من البطولة.