انعقد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة مساء امس لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قافلة “أسطول الحرية” المحملة بالمساعدات الى غزة والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط توقع مصادر دبلوماسية إقرار بيان يعبر “عن الشعور بالصدمة بشأن الحادث ويؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إجراء تحقيق”. في وقت توافقت دول الاتحاد الاوروبي على بيان أدان استخدام العنف خلال الهجوم الإسرائيلي على اسطول الحرية، ودعت الى إجراء تحقيق حيادي فوري وشامل.
وجاء انعقاد الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بناء على طلب تركيا ولبنان وهما من الاعضاء غير الدائمين بالمجلس، وسبقها اجتماع عربي بالتنسيق مع الجانب التركي أجمع فيه مندوبو المجموعة العربية على نقل بيان إلى المجلس يتضمن أربع نقاط أساسية هي إدانة العمل الإسرائيلي بأشد العبارات واعتباره عملا مخالفا للقانون الدولي، ومطالبة الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها وفتح تحقيق عاجل حول الاعتداء، ومطالبة إسرائيل بالإفراج الفوري عن كافة نشطاء السلام المحتجزين، والمطالبة برفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ عام 2006 بشكل عاجل.
إلى ذلك، طلب الرئيس الاميركي باراك أوباما أن يعرف في أسرع وقت ممكن الظروف الدقيقة للهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية، وأشار أثناء محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “الى ان من الاهمية بمكان معرفة كل الوقائع والظروف المحيطة بالأحداث المأساوية في اسرع وقت ممكن”. وأعرب عن اسفه الشديد لكل الخسائر البشرية وقلقه على الجرحى، وقال “انه يتفهم الأسباب التي دفعت نتنياهو الى إلغاء اللقاء معه في واشنطن والعودة فورا الى إسرائيل.
من جهة ثانية، توافق سفراء دول الاتحاد الاوروبي على بيان يدين استخدام العنف خلال الهجوم الإسرائيلي الدامي على اسطول الحرية، ودعوا الى إجراء تحقيق “حيادي” فوري وشامل حول الأحداث وظروفها. وقال البيان “إن الاتحاد الأوروبي يأسف بشدة للخسائر البشرية، ويشدد على ان الهجوم الاسرائيلي جرى في المياه الدولية”. وأضاف “أن الوضع الإنساني في غزة يبقى مصدر قلق كبير وغير مقبول وغير مثمر سياسيا”.
وطالبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين أشتون وممثل اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط توني بلير بفتح تحقيق. واستدعت العديد من الدول سفراء اسرائيل لديها لطلب ايضاحات حول ملابسات الهجوم مثل فرنسا والنمسا واليونان وايرلندا والسويد والنروج والدنمارك وبلجيكا والنمسا واسبانيا. وأعربت دول اخرى عن قلقها على رعايا لها كانوا على متن سفن أسطول الحرية. وتميزت الادانات الاوروبية للهجوم بلهجتها القاسية فكانت “غير مقبولة على الاطلاق” بالنسبة الى السويد، و”غير متناسبة وخطيرة ومقلقة” بالنسبة لاسبانيا، و”ردا غير مقبول على الاطلاق” على مهمة انسانية لايرلندا. واعتبرت بلجيكا وفرنسا والبرتغال “ان الهجوم لم يكن متناسبا”، وأعربت روما عن الأسف لسقوط ضحايا مدنيين. وأعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انها اتصلت بنتنياهو واردوجان وأبلغتهما قلقها العميق، مضيفة “علينا القيام بكل ما هو ممكن لتجنب التدهور”. بينما رأت روسيا ان استخدام السلاح ضد مدنيين واعتراض سفن في عرض البحر من دون أسباب قانونية يشكلان خرقا فاضحا وانتهاكا سافرا لقواعد القانون الدولي.
وأدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي “الاستخدام غير المتكافئ للقوة” في الهجوم الاسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه الى قطاع غزة، مطالبا بإلقاء الضوء كاملا على هذه المأساة”. وعبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن اسفه للخسائر البشرية ودعا إسرائيل الى التصرف بما فيه احترام التزاماتها الدولية.
وتظاهر مئات الاشخاص قرب سفارة اسرائيل في بروكسل للتنديد بالهجوم الاسرائيلي رفع المتظاهرون خلالها لافتات تحمل عبارة “اسرائيل قاتلة”. كما تظاهر مئات الأشخاص قرب السفارة الاسرائيلية في كوبنهاجن. وتظاهر المئات في شارع وايتهول الرئيسي في حي الوزارات في العاصمة البريطانية لندن مغلقين بذلك حركة السير للتنديد بالهجوم الاسرائيلي. كما تجمع نحو 1200 شخص مساء بالقرب من السفارة الاسرائيلية في باريس للاحتجاج على الهجوم الدامي، وجرت تجمعات أخرى في المدن الفرنسية الكبرى مثل ليل وستراسبورج، وأعلنت بعض المنظمات عن تظاهرات يومية اعتبارا من اليوم الثلاثاء وتجمع حاشد السبت في باريس.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته حيال الهجوم الإسرائيلي، وقال “أدين أعمال العنف هذه ومن المهم إجراء تحقيق كامل لمعرفة كيف وقع حمام الدم هذا.. أعتقد أن إسرائيل يجب أن تقدم بسرعة تفسيرا كاملا”. بينما دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية ريتشارد فالك المجتمع الدولي الى ملاحقات قضائية للمسؤولين عن قتل مدنيين عزل أثناء هجوم الجيش الاسرائيلي على أسطول المساعدات إلى غزة.
الفاتيكان متألم وقلق
الفاتيكان (ا ف ب) - عبر الفاتيكان أمس عن تألمه وقلقه إثر الهجوم العسكري الإسرائيلي على الأسطول الدولي الذي كان يحاول الوصول إلى غزة لكسر الحصار عليها، وقال الناطق باسم البابا الأب فيديريكو لومباردي “إنه عمل مؤلم جدا، لا سيما بسبب خسارة غير مجدية للأرواح..الفاتيكان يتابع الوضع بكثير من الانتباه والقلق”. وأضاف لومباردي “كما يعلم كل الناس، إن الكرسي الرسولي يعارض على الدوام استخدام العنف، بغض النظر عن الطرف الذي يقف وراءه، لأن ذلك يجعل من الصعب أكثر مساعي الوصول إلى حلول سلمية”.
قبرص تستدعي السفير الإسرائيلي
نيقوسيا (ا ف ب) - ندد الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس أمس بالهجوم الإسرائيلي الدامي على الأسطول الدولي الذي كان متجهاً إلى قطاع غزة ووصفه بالعمل الإجرامي. وقال للصحفيين “إن قتل الناس أمر مدان وخسارة أرواح مدنية تشكل في نظري عملاً إجرامياً”، مضيفاً “أن الحكومة لا يسعها سوى إدانة مثل هذه الأعمال”. وأعلنت وزارة الخارجية استدعاء السفير الإسرائيلي، وقالت في بيان “إن الأمين العام لوزارة الخارجية أعطى الأمر للمدير السياسي باستدعاء سفير إسرائيل في نيقوسيا لمطالبته بتقرير رسمي ومعلومات عن عملية القوات المسلحة لبلاده ضد الأسطول”.
«العفو» تطالب بتحقيق مستقل
لندن (ا ف ب) - طلبت منظمة العفو الدولية أمس من إسرائيل فتح تحقيق مستقل يتمتع بصدقية حول الهجوم الإسرائيلي على أسطول المساعدات الإنسانية الذي كان متجهاً إلى غزة، وطالبت برفع الحصار المفروض على القطاع. وقالت في بيان “إن المنظمة تطلب من إسرائيل فتح تحقيق فوري ومستقل يتمتع بصدقية.. ومن الواضح أن القوات الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة”.
عدد اليوم
