أولمرت يحذر دمشق: السلام أو العزلة

دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت سوريا الى أن تعتمد خياراً استراتيجياً بين السلام أو العزلة، وذلك مع انتهاء جولة رابعة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل بوساطة تركية· وقال في خطاب في الجامعة العبرية في القدس إن هذه العملية ستصل في النهاية الى نقطة يتعين معها على سوريا ان تختار ''بين القبضة الايرانية والشراكة في محور الشر والعزلة العالمية، أو السلام والازدهار الاقتصادي ومكان في أسرة الأمم''· وخاطب دمشق قائلاً إن ''الوقت سيأتي عندما لا تعود الاشارات، مهما تكن ايجابية، كافية··· إن الفوائد المحتملة تفوق المخاطر في مفاوضات السلام مع سوريا، وإن هذه فرصة يجب استكشافها''· وبعث أولمرت برسالة تحذير ضمنية إذ قال: ''اسرائيل امة قوية، اصدقاؤنا يعرفون ذلك، واعداؤنا كذلك''· من جهة اخرى، افادت مصادر سياسية اسرائيلية ان سوريا نفذت في الاسابيع الاخيرة عمليات ميدانية تدل على جديتها في المفاوضات مع اسرائيل· ونقلت عن مصدر اسرائيلي رفيع المستوى ان الحديث يدور على ''عمليات يمكن رؤيتها بالعين المجردة''· واضافت ان المصدر لم يشأ ان يقول ما اذا كان الحديث يدور على خفض مستوى التأهب في صفوف وحدات الجيش السوري، أم عمليات تتعلق بتهريب اسلحة الى ''حزب الله''· الى ذلك أنهت اسرائيل وسوريا امس في اسطنبول جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة برعاية تركيا، وقررتا مواصلة مفاوضاتهما بهدف التوصل الى تسوية لخلافهما· وقال دبلوماسي تركي رفض كشف هويته لوكالة ''فرانس برس'' ''اتفق الطرفان على مواصلة محادثاتهما في اغسطس على النحو نفسه''، أي بوساطة مسؤولين من وزارة الخارجية التركية الذين يتنقلون بين ممثلي الدولتين· وأضاف الدبلوماسي أن المحادثات التي جرت من الاثنين الى الاربعاء ''حصلت في جو بناء''· وتابع المصدر أنه يتوقع جولة سادسة من المحادثات في سبتمبر ولكنه لم يحدد ما إذا كانت تلك الجولة ستكون مباشرة· وقال ''حينما تتحرك العملية باتجاه المحادثات المباشرة فإن ذلك معناه أننا قريبون جدا من الوصول إلى حل''· وتتركز المفاوضات على مصير هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام ·1967 وتطالب دمشق بعودة كل أراضي الجولان· وتطالب اسرائيل في المقابل بأن تحجم سوريا علاقاتها مع خصوم الدولة اليهودية وهم ايران وحركة ''حماس'' و''حزب الله''·