الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عانس» السينما المصرية تزوجت وعمرها 15 عاماً

«عانس» السينما المصرية تزوجت وعمرها 15 عاماً
1 ابريل 2012
رغم عدم الاحتفاء اللائق بذكرى رحيل زينات صدقي الرابعة والثلاثين، فإن الجمهور لا يزال يعشق أدوارها في الأفلام التي تعرض باستمرار على عشرات الفضائيات السينمائية، خصوصاً الكوميدية، التي أضحكت ملايين المشاهدين، واشتهرت خلالها بشخصية «العانس»، على الرغم من أنها تزوجت في الحقيقة وعمرها 15 عاماً. تعد الفنانة زينات صدقي حالة استثنائية في مجال الكوميديا والضحك، حيث تميزت بتلقائية وبساطة في الأداء لدرجة أن الجمهور يعتقد أنها كانت ترتجل أدوارها التي تجسدها، وأنه لا يوجد حوار مكتوب تلتزم به، كما يعتقد آخرون أنها كانت فنانة أمية لا تقرأ ولا تكتب. وصنفت الراحلة زينات صدقي على أنها صاحبة أسلوب ومدرسة تميزت بها وحدها ولم يأت من يشبهها أو يملأ الفراغ الذي تركته، خصوصاً في أفيهاتها وقفشاتها وتعليقاتها الضاحكة. ورغم حصر المخرجين لها في شخصيتي «الخادمة والعانس» فقد استطاعت من خلال حسها الفني وحضورها أن تفرض شخصيتها وأسلوبها، حيث حولت شخصية الخادمة من المفهوم التقليدي الساذج إلى نمط مختلف، فبدت وكأنها وصيفة البطلة أو صديقتها، كما قدمت العانس بشكل محبب من خلال إضفائها لمسة كوميدية على هذه الشخصية. طريق الفن ولدت زينب محمد سعد التي اشتهرت لاحقاً باسم زينات صدقي عام 1913 في حي الجمرك بمدينة الاسكندرية، وألحقها والدها بالمدرسة الإلزامية ثم الابتدائية ونالت قسطا لا بأس به من التعليم، وأخرجها والدها من المدرسة لأن جسمها كان يبدو أكبر من سنها ووجد أن الأفضل لها أن تجلس في المنزل خوفاً عليها وانتظاراً لزواجها الذي تم سريعاً، حيث تزوجت وهي في الخامسة عشرة لكنه زواج لم يستمر طويلاً بسبب معاناتها من معاملة زوجها لها، وقررت أن تسلك طريق الفن بعد أن أحست بالموهبة داخلها، والتحقت بجمعية تمثيل كان زكي طليمات قد أنشأها بالاسكندرية وكانت معها صديقتها خيرية صدقي. وبعدما علمت أسرتها بدخولها عالم التمثيل منعتها من الاستمرار فيه، فما كان منها إلا أن هربت ومعها صديقتها خيرية إلى الشام وهناك عملت كمنولوجست في لبنان، ولم تستمر طويلاً في رحلتها فعادت إلى مصر، وعقب عودتها ذهبت إلى بديعة مصابني التي تعرفت عليها في بيروت، وطلبت منها العمل بفرقتها كمطربة لكن بديعة ألحقتها بالفرقة كراقصة ولم يكن أمامها إلا الموافقة. وخلال تلك الفترة لم تنس حلمها في التمثيل، وهو ما جعلها من وقت لآخر تقدم أدواراً صغيرة كممثلة لكنها أقرب إلى الكومبارس. الصدفة وفي بداية الثلاثينيات من القرن الماضي لعبت الصدفة دوراً كبيراً في مشوارها حين ذهبت لزيارة صديقة لها تعمل في مسرح الريحاني، وأثناء وجودها شاهدها الريحاني ودعاها للانضمام لفرقته، واختار لها اسم «زينات»، واختارت هي اسم صدقي من اسم صديقتها خيرية صدقي لتصبح زينات صدقي. وشاركت بدور خادمة في مسرحية الجنيه المصري، وبعدما أثبتت تفوقها فيه، دعمها الريحاني وبديع خيري، وابتكر لها بديع شخصية «العانس»، التي تبحث طوال الوقت عن شخص يتزوجها. الأدوار السينمائية وفي بداية الأربعينيات لمع اسمها مسرحياً وسينمائياً وأصبحت في مقدمة فناني الكوميديا، ولم تتخلف نهائياً عن الوقوف على خشبة المسرح، وحين كانت تتوقف فرقة الريحاني بين موسم وآخر، كانت زينات تنتقل الى فرق أخرى مثل فرق يوسف وهبي وفاطمة رشدي وتشارك في عروضها، وأصبحت الورقة الرابحة لأي عرض مسرحي واستمرت مع فرقة الريحاني حتى بعد وفاته عام 1949. ومع تشكيلها ثنائياً فنياً على شاشة السينما مع إسماعيل ياسين أثمر أفلام إسماعيل ياسين في البوليس، وفي الأسطول وفي حديقة الحيوان وفي مستشفى المجانين وإسماعيل ياسين طرازان، وغيرها، انضمت إلى فرقته المسرحية التي أسسها في منتصف الخمسينيات وكونت معه ثنائياً ناجحاً على المسرح أيضاً، وشاركت في معظم عروض فرقته المسرحية خلال تلك الفترة، وفي عام 1960 انضمت لفرقة ساعة لقلبك، التي تأسست قبل ذلك التاريخ بفترة قصيرة. الزواج الثاني وتزوجت زينات صدقي مرة ثانية بعد فترة قصيرة من عملها مع الريحاني من ملحن فرقته إبراهيم فوزي، لكن التجربة أيضاً لم تستمر طويلاً وتم الانفصال سريعاً، ولم تتزوج مرة أخرى، ولم ترزق بأولاد، وتفرغت للفن واعتبرته كل حياتها. وخلال الأربعينيات والخمسينيات كانت الممثلة المحببة والمفضلة عند معظم مخرجي السينما من أمثال عزالدين ذوالفقار وحسن الإمام وأنور وجدي ونيازي مصطفى وبركات وفطين عبدالوهاب وحلمي رفلة ويوسف شاهين وحسن الصيفي وعاطف سالم، وكانت في تلك الفترة تقدم كل عام، من خمسة إلى خمسة عشر فيلماً، بل إنها عام 1954 قدمت 23 فيلماً دفعة واحدة وهو رقم قياسي لأي فنان في تاريخ السينما، ومن أشهر أفلامها خلال تلك الفترة «تحيا الستات، شهر العسل، الستات عفاريت، أحبك أنت، غزل البنات، عفريتة هانم، شارع البهلوان، الآنسة ماما، ياسمين، بنت الأكابر، دهب، تاكسي الغرام، بنات حواء، الآنسة حنفي، إني راحلة، أيامنا الحلوة، تمر حنة، بورسعيد، ابن حميدو، القلب له أحكام، شارع الحب، حلاق السيدات، معبودة الجماهير، العتبة الخضراء». وفي بداية الستينيات ابتعدت عن المسرح بعد تجاهل القائمين عليه لوجودها ولتاريخها، كما أدارت لها السينما ظهرها وأصبحت تقدم فيلماً واحداً كل عام وأحياناً كل عامين، ووقتها قالت كلمتها الشهيرة «الفن أكلني لحم ورماني عظم» وظلت تردد هذه المقولة حتى باعت أثاث منزلها قطعة قطعة من أجل أن تأكل، وعلى الرغم من تكريم الرئيس الراحل أنور السادات لها في عيد الفن عام 1976 ومنحها معاشاً استثنائياً، لم تخرج من حالة الحزن والاكتئاب التي أصابتها إضافة إلى أمراض الشيخوخة، وكان القدر رحيماً بها حيث توفيت في مارس 1978. 150 فيلماً شاركت زينات خلال مشوارها في بطولة أكثر من 150 فيلماً بدأتها عام 1934 من خلال فيلم «الاتهام» أمام زكي رستم وحسن كامل، وكانت البداية الحقيقية لها مع فيلمها الثاني «بسلامته عاوز يتجوز» مع نجيب الريحاني عام 1936، وانطلقت بعده لتشارك في أفلام «وراء الستار، بحبح باشا، شيء من لا شيء، ثمن السعادة».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©