الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساعة الأرض

1 ابريل 2012
توقف العالم لمدة ساعة صباح أمس السبت عن استخدام الطاقة الكهربائية، حيث عمدت كل الجهات التي تدعم المبادرات البيئية وترمي لخفض درجات الحرارة، إلى إطفاء الأنوار لمدة ساعة في تزامن عالمي، بمناسبة ساعة الأرض، والتي تهدف لتوعية العالم وكل مستهلك بأنه قادر على إحداث فرق في درجات الحرارة التي ترتفع كل عام، مهددة بالمزيد من الكوارث، خاصة أن خبراء البيئة والعلماء أكدوا أن تلك الكوارث ستطال كل العالم، إن لم يتوقف سكان الأرض عن هدر الطاقة، وعن إحداث الانبعاثات الحرارية. وأعلنت دولتنا في أبريل 2008، ولأول مرة، استراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، ويلعب قطاع البنية التحتية دوراً محورياً في هذه الاستراتيجية، حيث يركز على زيادة كفاءة الطاقة في مشاريع الأعمال وتحديد أفضل الطرق الفعالة لاستهلاك الطاقة، إضافة إلى التركيز على الاهتمام بقوانين ومواصفات البناء والعمل على خفض استهلاك الكهرباء، ووضع المعايير البيئية في مختلف أنواع الأنشطة المؤثرة على البيئة، وكذلك تشجيع استخدام تقنيات الطاقة المتجددة على مستوى المنازل، خاصة في المجمعات السكنية الكبيرة. لأجل المزيد من الممارسات الآمنة، ركزت الاستراتيجية الحكومية على أهمية وضع مقاييس ومواصفات للآلات والمعدات الملائمة للبيئة، ذات الكفاءة العالية في استخدام الطاقة كوسائل النقل والأجهزة الكهربائية المنزلية، وعلى مدار التاريخ الإنساني واجهت الأرض العديد من التغيرات المناخية، ونحن جزء من سكان الأرض، وقد استطاع العلماء تبرير التغييرات بأسباب طبيعية، مثل بعض الثورات البركانية أو التقلبات الشمسية، إلا أن الزيادة المثيرة في درجة حرارة سطح الأرض على مدار القرنين الماضيين، أي منذ بداية الثورة الصناعية وخاصة الخمس والعشرين سنة الأخيرة، لم يستطع العلماء إخضاعها للأسباب الطبيعية نفسها، حيث كان للنشاط الإنساني خلال هذه الفترة أثر كبير يجب أخذه في الاعتبار، لتفسير هذا الارتفاع المطرد في درجة الحرارة، أو ما يُسمى بظاهرة الاحتباس الحراري. وتعرض العالم منذ الستينيات والسبعينيات لموضوعين دوليين مهمين هما، موضوع الثورة الخضراء وموضوع التلوث البيئي المضاد للموضوع الأول، وجعل العالم أمامه مسؤولية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ظواهر التلوث، والجفاف والتصحر العالمي حتى لا يعم الجوع والفقر، ويحدث خلل في التنوع الحيوي بعدما أصبحت الأحياء تواجه مشكلة الانقراض، وكل هذه الأشكال أصبحت تؤرق الضمير العالمي بعد الحملات العالمية الإعلامية التي تنادي بالعودة لاستخدام آمن للطاقة والحد من هدرها. والكل الآن منهمك في مبادرات بيئية، ومطالب بالتعاون والإنفاق السخي لاستعادة حالة كوكبنا لما كان عليه من نقاوة ونظافة بيئية، لنعيد له التوازن الحيوي والمناخي والصحي داخل المنظومة البيئية. خاصة أن الاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة مياه المحيطات، من الظواهر التي تهدد بالمزيد من الكوارث، وقد تزيد صخور الأرض ونباتاتها البحرية من إصدار انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، لينطلق في الجو ليضيف مصدرا متناميا لإنتاج هذا الغاز المسؤول عن ظاهرة الاحتباس. ولذلك تعد ساعة الأرض مناسبة عالمية لكنها صرخة لمدة ساعة في عالم يساهم سكانه في الإسراع بتدميره. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©