الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التكافل الاجتماعي يشمل كل البشر على اختلافاتهم

التكافل الاجتماعي يشمل كل البشر على اختلافاتهم
1 يونيو 2017 18:17
أحمد شعبان (القاهرة) من سماحة الشريعة الإسلامية أنها فرضت على أتباعها المسلمين أن يسود بينهم التعاون والتكافل والتآزر في المشاعر والأحاسيس، فضلاً عن التكافل في الحاجات والماديات، ومن ثم كانوا بهذا الدين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، كما روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»، أو كالجسد الواحد: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». يقول الدكتور محمود إمبابي وكيل الأزهر السابق: التكافل الاجتماعي في الإسلام ليس مقصوراً على النفع المادي، وإنْ كان ذلك ركناً أساسياً فيه، بل يتجاوزه إلى جميع حاجات المجتمع، أفراداً وجماعات، على أوسع مدى لهذه المفاهيم، فهي بذلك تتضمن جميع الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات داخل الأمة، وتعاليم الإسلام كلها تؤكد التكافل بمفهومه الشامل بين الناس، ولذلك تجد المجتمع الإسلامي لا يعرف فردية أو أنانية أو سلبية، وإنما يعرف إخاء صادقاً، وعطاء كريماً، وتعاوناً على البر والتقوى. ومن سماحة الإسلام أن التكافل الاجتماعي ليس معنياً به المسلمين المنتمين إلى الأمة المسلمة فقط، بل يشمل كل بني الإنسان على اختلاف مللهم واعتقاداتهم داخل ذلك المجتمع، كما قال الله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، «سورة الممتحنة: الآية 8»، لأن أساس التكافل هو كرامة الإنسان، حيث قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، «سورة الإسراء: الآية 70». لقد ذكر القرآن الكريم صراحة أن في أموال الأغنياء حقاً محدداً يعطى للمحتاجين، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)، «سورة المعارج: الآيات 24 - 25»، وهؤلاء المحتاجون قد حددتهم الآيات القرآنية في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، «سورة التوبة: الآية 60»، ومن هنا تأتي أهمية الزكاة من حيث شمولها لمعظم أفراد المجتمع، وباعتبارها المنبع الأساسي الأول لتغطية جانب التكافل والتعاون. وبين الرسول صلى الله عليه وسلم مسؤولية المجتمع عن كل فرد محتاج، في عبارة قوية في إنذارها للفرد والمجتمع: «ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©