دول شمال أوروبا تشعر بالإحباط بعد فشل المفاوضات

أعربت دول شمال أوروبا أمس الأول عن خيبة أملها بسبب فشل الاجتماعات الأخيرة لدول منظمة التجارة العالمية في التوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة العالمية· وانهارت المحادثات يوم الثلاثاء الماضي بسبب الخلاف حول اقتراح لمساعدة المزارعين الفقراء على مواجهة طوفان الواردات، وتبادلت دول متقدمة ونامية الاتهامات بالتسبب في انهيار مفاوضات جنيف· وقال يوناس جار ستوره وزير الخارجية النرويجي الذي شارك في الاجتماعات التي استمرت تسعة أيام في جنيف: إنه ''محبط من الفشل في التوصل إلى اتفاق''، وأضاف: ''قطعنا شوطاً طويلاً نحو اتفاق جديد، ولكن الفجوة بين الدول الرئيسية بشأن الموضوعات الحيوية كانت واسعة''· أما وزيرة التجارة السويدي إيوا بيورلينج فقالت: ''على كل الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها وتبحث عن طريقة لإنجاح جولة الدوحة'' من محادثات تحرير التجارة العالمية المستمرة منذ نحو سبع سنوات، وأضافت أن السويد ستواصل ضغطها من أجل تحرير التجارة العالمية، ''ولكنها لا تتوقع نتائج سريعة''· أما وزير التجارة والتنمية الفنلندي بافو فايرنين فقال: إنه ''محبط'' بسبب فشل المحادثات، مشيراً إلى تحقيق بعض التقدم خلال المحادثات الصعبة التي جرت على مدى أكثر من أسبوع، وأضاف: أن ''فنلندا لم تخسر شيئاً، لكنها كعضو في الاتحاد الأوروبي لديها اقتصاد حر فهي مهتمة جداً بجعل التجارة العالمية أكثر تحرراً''· وكانت المحادثات التي انطلقت مطلع الأسبوع الماضي، قد توقفت دون التوصل إلى اتفاق ينهي جولة محادثات الدوحة لتحرير التجارة العالمية المستمرة منذ سبع سنوات، وكان الاتحاد الأوروبي قد حذر يوم الثلاثاء الماضي من فشل الجولة الحالية من محادثات تحرير التجارة العالمية في ظل الصعوبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق لتحرير أسواق المنتجات الزراعية في العالم· واصطدمت المحادثات بالخلاف بين الولايات المتحدة من ناحية، وكل من الهند والصين ودول أخرى من ناحية أخرى، حول الحل الوسط الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة الماضي من أجل إتمام جولة محادثات الدوحة لتحرير التجارة العالمية المستمرة منذ سبع سنوات· وتصاعد الخلاف بعد رفض كل من الهند والصين بشكل خاص فتح أسواقهما الزراعية بصورة أكبر حيث ترفضان التخلي عن آليات دعم المزارعين في البلدين· ورداً على هذا الموقف اتهمت الممثلة التجارية الأميركية سوزان شواب البلدين بنسف الحل الوسط الذي تم التوصل إليه بعد جهد بالغ، وقالت إن الولايات المتحدة قدمت تنازلاتٍ كبيرةً وبخاصة فيما يتعلق بإلغاء دعم القطن الأميركي· في الوقت نفسه أبدى مندوبو بعض الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية تعاطفهم مع الهند والصين قائلين إنه مازال هناك أعداد كبيرة من المزارعين الفقراء في الهند والصين ويحتاجون إلى مساندة الدولة لهم، وإنه يجب تعزيز الأمن الغذائي والزراعي لمثل هذه الدول وليس إضعافه عن طريق السماح بدخول الواردات الرخيصة إلى أسواقها، كما يدعم القطاع الأكبر من الدول النامية والفقيرة في منظمة التجارة العالمية الموقـف الهندي الصيني·