الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجنيب الأطفال السكر المضاف بأشكاله المتعددة يحفظ صحتهم

تجنيب الأطفال السكر المضاف بأشكاله المتعددة يحفظ صحتهم
1 ابريل 2012
عند الحديث عن السكر، فإن ما يتبادر إلى الذهن هو أنواعه الثلاثة المعروفة (الأبيض والأسمر وقليل السعرات الحرارية)، لكن السكر في الواقع اتخذ الكثير من الأشكال والأسماء مع انتشار الصناعات الغذائية وشُيوع المعلبات. ويميل معظم الأطفال في الوقت الراهن إلى تفضيل الأطعمة الزائدة الحلاوة (السكر) والزائدة الملوحة. لكن هذا لا يعني أنه قدر محتوم لا يملك الآباء إلا الانصياع له، بل إن كل طفل قابل لترويض ذائقته وتوجيه عاداته الغذائية، بما فيها الحلاوة والملوحة. سبق لدراسات أن أشارت إلى أن الأم يمكنها أن تُوجه ذائقة طفلها قبل الحمل وخلاله بالحرص على أن يكون نظامها الغذائي قليل الملح والسكر. لكن يبقى من الضروري في خضم أجواء الثقافة الاستهلاكية غير الفاحصة التي نعيشها أن نُواصل على مراقبة الأطفال وتوجيههم حتى لا يستهلكوا من الأطعمة ما يضرهم. وقد بُذلت جهود لا بأس فيها في هذا الإطار بعدد من المجتمعات، وأفضت حملات التوعية بالمخاطر الصحية للسكر المضاف إلى تقليل استهلاكه. ففي الولايات المتحدة مثلاً، تراجعت نسبة استهلاك الأطفال للسكر المضاف عما كانت عليه سنة 2000، لكنهم للأسف ما زالوا يتناولون كميات كبيرة، إذ يُشكل السكر 16% من إجمالي السعرات الحرارية التي يستهلكونها، وهي نسبة عالية باعتبار أن خبراء التغذية الصحية يوصون بأن تكون نسبة السكر في السعرات الحرارية التي يستهلكها كل شخص ما بين 5% و15%. تشكيلة أسماء يُعرف السكر المضاف على أنه أحد المكونات الأساسية في المنتجات الغذائية المصنعة، مثل الخبز والكعك والفطائر والمشروبات الغازية والبوظة ومربى الفاكهة، علاوةً على السكر الذي يُتناوَل على نحو منفصل أو مضاف إلى الأغذية التي نتناولها على مائدة الطعام. ويشمل ذلك السكر الأبيض، والسكر الأسمر، والسكر الخام، وشراب الذرة، وشراب الذرة الغني بالفريكتوز، وشراب حبوب الشعير المُبرعمة، وشراب الإسفندان، وشراب تخمير الكعك، ومنتجات التحلية بالفريكتوز، وسائل الفريكتوز، والعسل، ودبس السكر، وشراب الجليكوز الخالي من الماء، والجليكوز البلوري وغيرها من الأسماء والتسميات. وبلغة علمية، فإن السكر المضاف يعني سعرات خالية من المغذيات، ما يعني تعريض الأطفال لمخاطر الإصابة بالسمنة والمشاكل الصحية المرتبطة بها، والتي تبدأ بالظهور مع بلوغ الطفل مرحلة المراهقة. ويَعتبر خبراء التغذية أن معدلات استهلاك السكر يجب أن تكون محسوبةً ومراقبةً، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات يجب ألا يتجاوز استهلاكهم اليومي ما يُعادل 13 ملعقة شاي من السكر المضاف، أي 208 سعرات حرارية. وإذا كان عمر الطفل يتراوح بين 6 و11 سنوات، فيجب ألا يتعدى استهلاكه اليومي للسكر المضاف 20 ملعقة شاي من السكر، أي 320 سعرة حرارية. أما فيما يخص اليافعين والمراهقين البالغين 12 إلى 19 سنةً، فينبغي ألا يفوق معدل تناولهم للسكر المضاف 24 ملعقة شاي، أي 380 سعرة حرارية. ولعله من المفاجئ أن نعرف أن معظم السعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم من السكر المضاف تأتي من الأطعمة الصلبة أكثر من المشروبات. كما يُعد مفاجئاً أيضاً معرفة أن استهلاك الأطفال للسكر المُضاف في منازلهم يفوق ما يستهلكونه في المدارس بعيداً عن آبائهم مع وجود ماكينات البيع ومطاعم الوجبات الخفيفة والسريعة وغيرها من الإغراءات. مسؤولية الآباء يعتبر خبراء تغذية أن حل مشكلة إفراط الأطفال في استهلاك السكر المضاف هي بيد أولياء أمورهم، وذلك من خلال إبعاد المنتجات المحتوية على كميات كبيرة من السكر المضاف من مطابخهم، أو تقليلها، وخصوصاً منها الحلويات التي تُتناول نهاية كل وجبة والزبادي كاملة الدسم والحبوب والمشروبات الغازية. فعلى مستوى الحلويات، يمكن للأم أن تُقيد كميات الكعك والكوكيز والسكاكر وغيرها من المنتجات المخبوزة التي يتناولها الأطفال، وعوضاً عن ذلك، يمكنها أن تشجعهم على تناوُل الحلويات التي تُعد الفواكه مكوناتها الرئيسة. وفيما يتعلق بالحبوب، فتُنصح الأم بأن تُقلل من توفير منتجات الحبوب الغنية بالسكر في المطبخ، وذلك من خلال اختيار حبوب القمح الكامل أو دقيق الشوفان غير المحتوية على السكر المُضاف أو الملح. وإذا أرادت الأم أن تُضفي نكهةً أو طعماً إضافياً يعوض عن الحلاوة أو الملوحة، فيمكنها إضافة الجوز أو اللوز، أو البندق أو الفواكه أو القرفة. وبالنسبة للزبادي، فينبغي العلم أن كل طاسة زبادي تزن 225 جراماً تحوي 12 جراماً من السكر الطبيعي. ويكون ذلك عادةً مكتوباً على لاصق المكونات الغذائية المرفق بها. كما أن العديد من منتجات الزبادي المنكهة تحوي كميات كبيرة من السكر المضاف، ولذلك يُفضل تجنب اقتناء منتجات الزبادي المنكهة، والإقبال على زبادي «سادة» ثم تنكيهها حسب الرغبة والاختيارات بإضافة توت أو قطع فراولة أو غيرها من الفواكه المحببة أو حبوب الجوز أو اللوز. أما فيما يتعلق بالمشروبات الغازية، فيُفضل الابتعاد عنها قدر الإمكان على شرب الماء أو الحليب غير المنكه. كما يُفضل تقليل شُرب منتجات العصير المعلبة والمشروبات الرياضية، وغيرها من المشروبات الصناعية. ومن الأهمية بمكان أن يحرص كل مستهلك يرغب في تقليل استهلاك السكر المُضاف على الاطلاع دوماً على قائمة مكونات أي منتج قبل شرائه، وإذا رأيت أن أحد أشكال السكر المضاف يوجد ضمن مكوناته، فالأفضل أن تستبدله بآخر، وأحسن من هذا وذاك أن تقوم الأم بإعداد المنتجات التي يحبها أطفالها بنفسها بطريقة طبيعية تقليدية لتضبط مقادير وصفتها حسب حاجتها وأهدافها الغذائية والصحية لأبنائها وباقي أفراد أسرتها، فتلك أنجع طريقة لتفادي أضرار السكر المضاف المحتملة، بالإضافة طبعاً إلى إخلاء رفوف المطبخ من الأشكال المتعددة من السكر المضاف، وعدم الإبقاء إلا على الضروري منه وبأدنى قدر وكمية. هشام أحناش عن موقع «mayoclinic.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©