السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل أربعاء)

عيّن خير- (كل أربعاء)
1 يونيو 2010 22:06
لا أتقبل خطيبتي سأعرض مشكلتي بكل صراحة ووضوح عسى أن تساعدني في التوصل إلى حل مشكلتي•• أنا مهندس عمري 33 سنة، من إحدى الدول العربية، وأعمل هنا في أبوظبي، وقد توفى والدي منذ 22 عاما، ووالدتي ربة منزل غير متعلمة، وقد عانيت كثيرا في حياتي، فقد كان مطلوبا مني أن أرعى وأتكفل بمصاريف دراستي، والحمد لله تخرجت وأعمل أنا بوظيفة جيدة• هذه ليست المشكلة، ولكن أردت الاشارة إلى ظروف نشأتي، والمشكلة بدأت عندما فكرت في الزواج، ومن ثم الارتباط، حتى أكون أسرة، فإنني مثل أي شاب، مررت بتجارب عديدة، بها أخطاء، وإيجابيات أيضا، وعندما فكرت في الزواج، بحثت عن انسانة على خلق، ودين، كما تساعدني على الابتعاد عن أخطائي، وأبدأ صفحة جديدة معها• عندما كنت في إجازتي السنوية، أشارت بنت شقيقتي إلى مدرستها المنقبة التي تقوم بتحفيظها القرآن الكريم في دار تحفيظ القرآن، وأشادت بأدبها وأخلاقها، وعرضت على أن أراها دون أن تعلم، ورأيتها بعد تحديد موعد للزيارة، وكانت قد أبلغتني انها كانت مخطوبة قبل وعندما ذهبنا إلى أسرتها، عرفت انها كانت معقود قرانها، وطلقت قبل الدخول بها، وعرضت أمها أن أحدثها بالتليفون من آن لآخر حتى يتعرف كل منا على الطرف الآخر جيدا• لقد كانت محادثاتنا في الهاتف رومانسية جدا، وأحيانا كنت ألتمس بعض التنازلات منها، ونظرا لتدينها، وحفظها للقرآن الكريم وجدت انها تناسبني، ولم أفكر في ميولي لها، ولا في مشاعري نحوها، وبعد سبعة عشر يوما عقدت قراني عليها، وإن كنت قد تسرعت، إلا انه كان قراري، وتم الاتفاق على أن تكون الدخلة بعد عام، أي في إجازتي السنوية القادمة• عدت من إجازتي إلى أبوظبي، وبالطبع أهاتفها من حين لآخر، ومن ثم بدأت أشعر انني تسرعت في قرار عقد القران، ولم أشعر بالتجاوب معها، بل أشعر كثيرا بعدم الارتياح وعدم التقبل، بل لا أطيقها في أحيان كثيرة• فكرت في حقيقة مشاعري، وبررت ذلك بالغربة وابتعادي عنها، لذا نزلت إجازة أخرى لمدة 25 يوما لكي أقترب منها، واختبر ميولي تجاهها، وشعرت بنفس المشاعر السلبية بعدم وجود أي عاطفة أو ميول لها، بل وأشعر انني لا أطيقها، وأحسست بأنني تسرعت بالفعل، وانني غير قادر على أن أحبها رغم انها أحبتني، وأحبها أهلي أيضا، ولكن مشاعري الجافة تجاهها تؤرقني وتؤلمني كثيرا، وأخشى أن يسيطر علي هذا الاحساس طيلة حياتي معها إن دخلت بها، وأفكر في كيفية البقاء معها، والعيش معها دون حب أو عاطفة أو حتى عدم تقبل، حتى عندما أتحدث معها عبر الهاتف أشعر بالرغبة في انهاء المكالمة بأي طريقة، فلا أجد أي كلام يمكن أن أقوله، رغم انني أحدثها كل أسبوع، وأخشى أن أظلمها بزواجي منها، وأخشى من عقاب الله في الحالتين، عند زواجي منها دون حب، أو إذا قررت الانفصال عنها، وعندما أفكر في الأمر لا أجد بها سوى ميزة واحدة سوى حفظها للقرآن الكريم والتدين والأخلاق، ولكن المشكلة في عدم وجود مشاعر تشدني إليها•• فما الحل، وقد فكرت في الاتصال بها وابلاغها بقرار الانفصال، ولكن تمهلت حتى أستشيركم في الأمر• م• ج- أبوظبي النصيحة أشكركم على ثقتكم في إمكانية مساعدتكم في اتخاذ القرار المناسب، ولكن لتسمح لي أن أكون واضحا معك إلى أبعد حد• أولا: هذه المشكلة يتعرض لها أغلب العاملين في الخارج الذين يسرقهم قطار العمر، ويفكرون في الزواج، وعندما يقرر ذلك يكون التعجل، واتخاذ قرار الخطبة والقران أو الزواج قبل انتهاء الإجازة التي يتمتع بها حتى يعود إلى حيث كان ليقل لنفسه انه قد ارتبط، أو انه قد تزوج، وفي الغالب يكون هذا الارتباط نتيجة تسرع، وعدم رؤية جيدة، وكثيرا ما يصاحبه مشاكل ولاسيما في الزواج الذي يتم عن طريق الغير• ثانيا: أنت شخص أناني إلى حد كبير، فقد أسهبت كثيرا في توضيح ميولك السلبية وعدم تقبلك لخطيبتك أكثر من مرة لكي تعطي أو توحي بالاجابة التي ترغبها في داخلك، دون أن تذكر لمرة واحدة ما يمكن لقرار انفصالك عنها من آثار سلبية عليها ولاسيما انها طلقت مرة قبل ذلك في ظروف مشابهة دون أن تتزوج• لم تفكر فيما يمكن أن يقول الناس عنها بعد أن تطلق مرتين دون زواج؟ ألم يخطر ببالك ذلك• ثم يا أخي، لنكن أكثر وضوحا، فأنت من الواضح أن لديك تجارب، ونزوات، وما إلى ذلك، ومن المؤكد انك قد قارنت بين خطيبتك وتلك النماذج التي سبق وأن ارتبطت بها بعلاقات ما، ولم تسعفك الاجازة، ولا التليفونات، ولا العشرة الطيبة أن تكتشف الجوانب الأكثر ايجابية في خطيبتك، ومن المؤكد انها ليست أكثر جمالا ممن عرفت، لذا فالتجاوب معطل، والتقارب مؤجل، في الوقت الذي تبحث لنفسك فيه عن مخرج لتبرير رفضك، ونسيت أهم ما في الأمر، وإن كنت قد ذكرته مرتين أو ثلاث، انها تحمل كلمات الله، ونسيت الحديث الشريف للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله “••• فأظفر بذات الدين، تربت يداك”• أي عاطفة تتحدث عنها، دع مثل هذا القول لشاب مراهق، صحيح القبول مطلوب، ولكن ألم يكن هناك قبول طيلة السبعة عشر يوما التي فصلت بين المقابلة الأولى وتاريخ عقد القران، إن القبول يتكون ويشعر به الانسان من النظرة الأولى، ألم تكفي العبارات الجميلة التي سمعتها في الهاتف، وتسميها تنازلات بأن تحقق لك القبول، أم أنك كنت تريد المزيد؟ من في مثل حالتك هو في حاجة إلى انسانة تبني له بيتاً، وأسرة، في عشرة طيبة وكريمة، وأظن أنك لن تجد خير من زوجة تحمل كلمات الله، وتعلمها للناس• ثق، بأنها لن تخسر كثيرا إن قررت الانفصال عنها، ومن المؤكد أن الله سيجازيها خيرا، وسيجعل من نصيبها من يستحق، ولكن ثق أيضا بأنك لن تجد أفضل منها، وإن كان على المستوى القريب، سرعان ما تتشابه النساء، وتبقى الأخلاق والتربية، وما تحمل من دين• مشكلة أصحاب التجارب دائما انهم يريدون نموذجا يجمع بين كل الصفات التي صادفوها إلى جانب خلق ليطمئنوا إليها، وهذا لن يتسير بسهولة• صلي صلاة استخارة بقناعة وإيمان، ولا تتعجل قرارك، وثق تمام الثقة إن الأنثى كلما كانت تعرف تمام المعرفة أصول دينها، فإنها ستكون طيبة المعشر، وإن لم يحدث ذلك، فلنبحث عن السبب في دواخلنا نحن، بشرط أن نكون صادقين مع أنفسنا دون تجن أو مكابرة•• ونتمنى أن تصل بعد صلاة الاستخارة إلى قرار سليم، وأتمنى كذلك ألا تكون قد أغضبتك صراحتي•• مع أطيب التمنيات• عاطفية أكثر من اللزوم! المشكلة عزيزي الدكتور قد يتهمني البعض بأنني عاطفية اكثر من اللزوم، أو أنني ابحث عن المشاكل، ولكن بالفعل انني اعاني من احساس يقلقني ويؤرقني وأظنني على صواب، فزوجي لا يقول لي “أحبك” إلا اثناء لقاءاتنا الزوجية، ولا يبدي اي مشاعر او عاطفة تجاهي على الاطلاق، وأحيانا اشعر امامه بأنني ناقصة الأنوثة، أو أنه لا يحبني، وكأنني مجرد وسيلة لارضاء واشباع رغبته فقط، ان هذا الاحساس يؤلمني كثيرا، وأرجو عدم الاستهانة به، ولا اعرف كيف اصل الى قلب زوجي، رغم أنني احبه كثيرا واتفانى في ارضائه. ب. س النصيحة ياسيدتي.. نحن لا نستهين بأي مشكلة مهما كانت بسيطة، ونحترم مشاعرك وأحاسيسك ورأيك في نفس الوقت، وما شكوت منه من حقك، ولا دخل لأحد في ان يكون وصيا على مشاعرك. وأظن أن جوهر مشكلتك يمكن في عدم فهمك لزوجك كما يجب، أو ان هناك هوة واسعة بينك وبينه، ولكن ليس معنى ذلك انه لا يحبك، فقد يكون هناك ازواج تمتلئ قلوبهم بالحب والمشغف والعشق لزوجاتهم، ولكنهم لا يجيدوا التعبير عن مثل هذه العواطف جيدا، أو يرى البعض منهم ان التعبير عن مشاعره الحقيقية لزوجته انتقاص لرجولته. وأنت لم تذكري تاريخ وعدد سنوات زواجكما، ولعلكما جدد بالعهد مع الزواج، ولكن المهم الآن ان تحاولي تفهم طباع زوجك، ولا تجعلي من نجل مشاعره سببا في افساد حياتكما الزوجية، وحاولي من جانبك في كسب وده، والتفاني في اتجاه المزيد من امتلاك قلبه ومشاعره من خلال فهمك لزوجك. وفهمك لما يمكن ان تفعليه لاستمالة قلبه اليك، ولا تتبرمي كثيرا من هذا العرض، ولكن حاولي ان تفهمي لماذا هو كذلك، وشجعيه على الحديث، التقرب منه، بالمزيد من الحوار، والصراحة، والدفء الزوجي بعيدا عن العصبية، ولغة التنفير، والالحاح، وعليك ان تشعريه بأنك في حاجة دائما الى سماع مثل هذه الكلمة، وسماع كثير من الكلام الذي يعكس جوهر العاطفة والاحساس الصادق، ولتعلمي جيدا ان الحب الصادق ليس بالكلمات فقط، وانما هو سلوك وفعل وترجمة لما بدواخلنا، وعليك ان تحددي أولا ذلك عند زوجك، وأظن انه من الافضل الا يقولها ما دام يحبك على ان ينافقك بها ويحمل لك بداخله عكس ما يقول، ولكن ان شاء الله لن يكن زوجك من هذا النوع، واظنه من النوع الذي لا يجيد التعبير عن مشاعره جيدا، وعليك المحاولة دون استعجال للنتائج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©