بدأ الزعيم الليبي معمر القذافي يبحث عن مخرج دبلوماسي للازمة وإنهاء القتال، في وقت رفضت المعارضة فكرة مرحلة انتقالية يقودها أحد أبناء القذافي. وأعلنت مصادر رسمية تركية أن مبعوثاً للعقيد القذافي وآخر من المعارضة وصلا إلى أنقرة، مشيرة إلى أن موفد القذافي سيطلب مساعدة تركيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وكان القذافي قد أوفد أمس إلى أثينا عبدالعاطي العبيدي، نائبَ وزير الخارجية الليبي، لإيجاد مخرج سياسي للأزمة في البلاد. وأبلغ العبيدي رئيس الوزراء اليوناني أن ليبيا تريد إنهاءَ القتال في البلاد.
وواصل مبعوث القذافي أمس في تركيا جولته الدبلوماسية لكسب دعم ثلاثة بلدان في المنطقة لإيجاد مخرج للنزاع في ليبيا، في مبادرة لاقت تحفظاً في روما ولندن. ووصل العبيدي إلى العاصمة التركية لإجراء محادثات. وقال مصدر حكومي لـ”فرانس برس”، طالباً عدم كشف اسمه، “هناك مطالب قدمت إلى تركيا من طرفي النزاع” في ليبيا، أي قوات العقيد معمر القذافي والثوار. وأضاف المصدر نفسه أن “أولوية تركيا في ليبيا هي وقف الأعمال العدائية”. وأوضح دبلوماسي تركي رفيع المستوى أن مبعوث القذافي، سيبحث في أنقرة إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الليبي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو قبل التوجه إلى مالطا المحطة الأخيرة من جولته. والتقى مبعوث القذافي رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، و”بحسب الكلمات التي استخدمها المبعوث الليبي يبدو أن النظام يبحث عن حل” للنزاع الدائر، بحسب وزير الخارجية اليوناني ديمتري دروتساس. وقال دروتساس “من المبكر جداً” إعطاء تفاصيل عن الحلول المنوي اعتمادها، واصفاً مهمة العبيدي بأنها “خطوة أولى مهمة” باتجاه حل دبلوماسي للنزاع في ليبيا.
وأشاد الوزير بهذا “الحراك” الليبي، قائلاً “أود القول إن هناك أملاً، حتى ولو كان صغيراً، للذهاب إلى حل سياسي أو دبلوماسي نرغب فيه جميعنا، خصوصاً اليونان”. وتحدث عن ضرورة حصول “فترة انتقالية لضمان الأمن والاستقرار في ليبيا” وكذلك تحضير “تغييرات ضرورية”.
إلى ذلك، إن إيطاليا التي اعترفت أمس بالمجلس الوطني الانتقالي “كمحاور شرعي وحيد” في ليبيا، اعتبرت على لسان وزير خارجيتها فرانكو فراتيني أن اقتراحات النظام الليبي لإيجاد حل للنزاع في ليبيا “لا تتمتع بالصدقية”. وقال فراتيني إنه ناقش هذه المسألة مع نظيره اليوناني، مضيفاً أن الرسالة التي تم نقلها إلى اليونان مفادها أن “نظام القذافي سيحترم وقف إطلاق النار. ولا تتضمن شيئاً حول رحيل القذافي ولهذا السبب لا يمكننا قبول” هذه الاقتراحات.
وقال فراتيني إثر استقباله في روما مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي علي العيساوي إن “إيطاليا قررت الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً شرعياً وحيداً”.
ورأى فراتيني أن “ليس بإمكاننا استبعاد” إمكانية تسليح الثوار، لكن فقط “كخيار أخير”. إلى ذلك، وعد فراتيني “باستخدام طائرات إيطالية لإجلاء جرحى من مستشفى مصراتة، إضافة إلى مستشفى عائم”، مقترحاً أيضاً “إرسال أطباء وممرضات إلى مستشفى مصراته”. كما عرض الوزير الإيطالي التعاون بشكل ملموس “لإعادة إعمار ليبيا”، مع الاستفادة من خدمات “خبراء لمساعدة المجلس على إعادة إطلاق الاقتصاد”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح إن الكويت ستعترف رسمياً خلال أيام بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا. وأضاف الوزير في تصريح لـ”رويترز” أن الكويت اعترفت بالمعارضة الليبية عملياً بالفعل، وسيأتي الاعتراف الرسمي خلال أيام. وستكون الكويت ثاني دولة عربية تعترف رسمياً بالمعارضة الليبية بعد قطر التي اعترفت بالمجلس الشهر الماضي ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الليبي.وأبدت لندن أيضاً بعض التحفظات على خطوات النظام الليبي. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “كنا دائماً واضحين حول ما يجب أن تكون عليه المرحلة المقبلة والحاجات لهدنة حقيقية ونهاية لأعمال العنف”. وأضاف “لسنا نبحث عن استراتيجية خروج للقذافي”، في وقت تتكثف المعلومات الصحافية حول تفاوض محتمل على رحيل الزعيم الليبي بمساعدة أبنائه.
ورفض المجلس الوطني الانتقالي أمس فكرة مرحلة انتقالية يقودها أحد أبناء القذافي، وفق عرض تحدثت عنه صحيفة “نيويورك تايمز”. وقال المتحدث باسم المجلس شمس الدين عبد المولى من بنغازي إن هذه الفكرة “يرفضها المجلس بشكل تام”. وأضاف “على القذافي وأبنائه أن يرحلوا قبل أي مفاوضات دبلوماسية”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أن اثنين على الأقل من أبناء القذافي هما سيف الإسلام والساعدي يعرضان عملية انتقال إلى ديموقراطية دستورية تتضمن رحيل والدهما عن السلطة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه ومسؤول ليبي على اطلاع بالاقتراح أنه في حال تبني هذا الطرح فسوف يتولى سيف الإسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية. لكن بحسب المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، فإن موقف سيف الإسلام منذ بدء الثورة في 15 فبراير أظهر أن سمعته كرجل تغييري خاطئة. وقال إن “الناس يعتقدون أنه إصلاحي، لكن منذ انطلاق الثورة، أظهر وجهه الحقيقي. انه نسخة عن والده”.
مجموعة الاتصال تجتمع في الدوحة الأسبوع المقبل
لندن (رويترز) - أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس أن مجموعة الاتصال الدولية التي أنشئت لقيادة التنسيق السياسي بخصوص ليبيا ستجتمع في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع المقبل. وشكلت المجموعة الأسبوع الماضي خلال مؤتمر بخصوص ليبيا استضافه هيج. وذكر هيج أن بريطانيا ستمد المعارضين الذين يقاتلون ضد حكم القذافي بأجهزة للاتصالات لكنها لن تزودهم بأسلحة. وقال "أوضحت للبرلمان الأسبوع الماضي أننا لسنا منخرطين في تسليح قوات المعارضة". وأضاف "نحن مستعدون لتقديم معدات غير فتاكة ستساعد في الحفاظ على حياة المدنيين وتوصيل معونات إنسانية". كما ذكر أنه سيشجع وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا على التعاون مع السلطات القضائية التي تحقق في حادث تفجير طائرة ركاب أميركية فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية عام 1988.
عدد اليوم
