وفد اقتصادي من أبوظبي يبحث التعاون الاستثماري مع شنغهاي

أبوظبي (الاتحاد) - اختتم وفد اقتصادي من إمارة أبوظبي أمس برئاسة معالي ناصر أحمد السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي زيارة رسمية إلى مدينة شنغهاي الصينية، بهدف تعزيز فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بين دولة الإمارات والصين. واطلع وفد أبوظبي خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام على الفرص الاستثمارية المتاحة في الصين، وكذلك بحث إمكانية خلق استثمارات مشتركة بين الجانبين، مما ينعكس إيجاباً على اقتصاد البلدين. وضم وفد أبوظبي كلا من محمد ثاني الرميثي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي والدكتور سيف سلطان الناصري مدير دائرة مساندة الأعمال بالوكالة بشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” والدكتور سلمان الجاسم مدير جامعة زايد وعبد الله شديد نائب رئيس وحدة مبادلة لصناعة الطيران واحمد باقحوم مدير منطقة مصدر ومحمد الظاهري مدير إدارة الجودة بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وعلي خليفة الظاهري مدير عقود أول بشركة الاتحاد للقطارات وجلين ديفيدسون ممثلا عن شركة الدار العقارية ونورة محمد جمعة قنصل سفارة الدولة بمدينة شنجهاي. واجتمع ناصر السويدي في مقر مبنى الشعب مع اي باوجون نائب عمدة شنغهاي الذي أشار إلى أهمية زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين قبل أيام والتي كانت ناجحة ورسمت طريقاً سانحاً لمرحلة جديد من العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. وتحدث نائب عمدة شنغهاي خلال الاجتماع عن العلاقات التي تربط الصين والإمارات والتي تمتد إلى أكثر من 27 عاماً تحققت خلالها العديد من الإنجازات في المجالات الاقتصادية والسياسية، وكذلك في مجال الطاقة والذي تجسد فيه التعاون عبر توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين في يناير الماضي. وأكد المسؤول الصيني أن شنغهاي باتت منطقة اقتصادية ومالية وخلال الثلاثين السنة الماضية تطورت بشكل كبير في مختلف المجالات الاقتصادية، مشيراً إلى أن شنغهاي والتي يقطنها 23 مليون نسمة تخطط لأن تكون مركزاً مالياً حيث إنها تضم حاليا 1000 شركة كما أن هناك 700 شركة تعمل في مجال الشحن في المنطقة. وتطرق باوجون إلى التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة البديلة، مثمناً مبادرة إمارة أبوظبي لدعوة الجانب الصيني للتعاون في هذا المجال. وأوضح أن شنغهاي تعمل على تطوير مشاريعها في مجالات المياه، خاصة مياه الشرب عبر إعادة هيكلة بناء المدينة لتكون جاذبة للمقار الرئيسة لكبرى الشركات الأجنبية. بدوره، قال السويدي إن هذه الزيارة، التي تأتي بتوجيهات من قيادة حكومة إمارة أبوظبي، تهدف إلى توسيع آفاق التعاون المشترك بين الجانبين، وخلق مجالات استثمارية واقتصادية مشتركة عبر التعريف بالحوافز والفرص المتاحة. وأشاد السويدي بالنتائج الناجحة لزيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين، وكذلك زيارة معالي رئيس الوزراء الصيني إلى دولة الإمارات أخيراً، ما يدل على رغبة قيادة البلدين نحو توسيع آفاق التعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية. وأوضح أن هناك توجهاً لفتح مجالات التعاون بين إمارة أبوظبي والصين في العديد من المجالات مثل المواصلات الاتصالات الغذاء والطاقة، مؤكداً أن الصين تعتبر من أهم الدول التي تتميز بعلاقات متنامية مع دولة الإمارات. وركز السويدي في حديثه على اهتمام حكومة إمارة أبوظبي بتوجيه ما تتمتع به الإمارة من موارد النفط لتعزيز التعاون مع الصين. واستعرض معاليه خلال اللقاء أهم محددات رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 والتي من أهدافها تنويع الاقتصاد والانتقال الى الاقتصاد المبني على المعرفة والتقليل من الاعتماد على النفط. وتحدث السويدي عن جهود إمارة أبوظبي في تطوير مشاريع الطاقة البديلة والمساهمة في الحفاظ على البيئة، مبدياً رغبة حكومة إمارة أبوظبي في تعزيز فرص التعاون مع مؤسسات شنجهاي في هذا المجال. وأكد السويدي اهتمام حكومة إمارة أبوظبي وتركيزها على قطاع المال والاستثمار، مشيراً في هذا السياق إلى دور جهاز أبوظبي للاستثمار في تسخير امكاناته للاستثمار في العديد من القطاعات إلى جانب ما تقوم به إمارة أبوظبي ببناء منطقة مالية في جزيرة الصوة. وقام معالي ناصر أحمد السويدي والوفد المرافق له بزيارة إلى شركة صناعة الطائرات في شنغهاي، حيث التقى عدداً من المسؤولين هناك للتعرف على آلية تطوير المصنع وصناعة الطائرات. وأوضح الجانب الصيني أنه تم تأسيس الشركة عام 2008 وفروعها باتت الآن موزعة في شنغهاي وبكين وهي تعمل حالياً على تطوير طائرتين جديدتين. وتفقد السويدي إحدى الطائرات التي تنتجها الشركة وتعرف على إمكاناتها ومواصفاتها التقنية. وتوجه السويدي والوفد المرافق للاجتماع مع جيانج ليانج مسؤول بحكومة بودونج الشعبية الذي أوضح أن الصين تستهدف خلال المرحلة المقبلة جذب الاستثمارات في مشاريع صناعة الطائرات وتحديدا في صناعة المحركات. وأضاف أن هناك مشاريع تطويرية في البناء والإسكان والعديد من المشاريع الأخرى، موجهاً الدعوة إلى وفد إمارة أبوظبي لزيارة مناطق أخرى في شنغهاي غير موقع بناء ديزني، حيث يمكن التعرف على العديد من فرص التعاون بين الجانبين. وأكد السويدي أن توجهات شنغهاي تتماشى مع ما تسعى حكومة إمارة أبوظبي إلى تحقيقه خلال السنوات المقبلة، ما يشكل أرضية مناسبة لخلق المزيد من الفرص الاستثمارية بين الجانبين. وأشاد بما تشهده مدينة شنغهاي من تطور متنام في جميع المجالات، ما يتيح الفرصة لإمارة أبوظبي للتعرف على جوانب التطور الملحوظة في المدينة والتي من أبرزها في قطاع المال والتجارة البحرية والبنى التحتية. وزار السويدي والوفد المرافق له أكاديمية القيادة في شنغهاي وذلك بهدف الاطلاع على دور الأكاديمية في تأهيل قيادات الصف الثاني، في الوقت الذي تسعى إمارة أبوظبي إلى تعزيز التعاون المشترك مع شنغهاي في هذا المجال. وقدم مسؤولون في الأكاديمية لوفد أبوظبي شرحاً موجزاً عن دورها في تأهيل وتدريب القيادات الحكومية وتعريفهم بالتحديات وكيفية التغلب عليها عبر تنفيذ برنامج لتطوير القادة في التجارة الحرة وكذلك تنفيذ دورات تدريبية متخصصة في مجالات اقتصادية قيادية. وزار وفد أبوظبي مدينة شنغهاي العالمية للسياحة، وموقع بناء ديزني لاند في شنغهاي، حيث أشاد السويدي خلال لقائه بالمسؤولين هناك بمستوى التعاون الكبير بين الصين وإمارة أبوظبي في العديد من المجالات، وكذلك في المشروعات السياحية مثل فيراري، وWater Park وغيرها. واطلع وفد أبوظبي خلال الزيارة على عرض تقديمي حول مشروع ديزني لاند ومساحته ومميزاته والإمكانات التي يتميز بها بما يجعلها مدينة ترفيهية سياحية على مستوى عالمي.