الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحديات تواجه مصنعي الهواتف الرخيصة في الصين

تحديات تواجه مصنعي الهواتف الرخيصة في الصين
1 ابريل 2012
أغلق عدد كبير من مصانع الهواتف المحمولة المتوسطة والمتدنية الجودة أبوابها بمجمع “سليكون فالي باور” الصناعي بمدينة شينزن الصينية. ويرجع السبب في ذلك إلى ارتباط المستهلكين الصينيين الشديد بالهواتف الذكية بما تتميز به من دخول على شبكة الانترنت وأدائها المتميز يضر ضرراً بالغاً بمصنعي الأجهزة التي لا تحمل اسماً تجارياً معيناً، وهي آلاف من الشركات الصغيرة التي تقدم للمستهلكين محدودي الدخل هواتف متدنية النوع. ويقوم بعض هذه الشركات بتصنيع نسخ رخيصة مقلدة من أحدث الهواتف ذائعة الصيت ولكن هناك شركات أخرى تصنع منتجات جديدة لتتلاءم مع احتياجات وأذواق مختلف العاملين الصينيين وصغار التجار والفلاحين بالأقاليم والمناطق الريفية مثل الهواتف المزودة ببلورات مغشوشة أو بسماعات فائقة القوة أو ببطاريات معمرة تتيح للعمال سماع الإرسال في مواقع البناء عالية الضجيج. وتأتي منتجات هذه الشركات دون اسم تجاري أو تحت أسماء تجارية مغمورة وبأسعار تقل كثيراً جداً عن هواتف نوكيا مثلاً. وشكلت الشركات التي تنتج هذه الهواتف قرابة نصف سوق الهواتف المحمولة الصينية في عام 2010، غير أنها تواجه صعوبات في الوقت الراهن. وقالت مؤسسة جارتنر البحثية إن مبيعات الهواتف المحمولة التي لا تحمل اسماً تجارياً معيناً (وتباع لشركات صغرى تضع كل شركة منها اسمها التجاري عليها) انخفضت بنسبة 7% في عام 2011 إلى 186 مليون جهاز أو 42% من إجمالي الهواتف المحمولة المبيعة في الصين، ومن المنتظر أن تنخفض 30% هذا العام. ويتمثل أحد أسباب ذلك الانخفاض في إطلاق خدمات محمول الجيل الثالث (3G) في الصين وهو ما يعني أن المستهلكين يريدون استخدام هواتفهم في الدخول على شبكة الانترنت. كما يقوم المشغلون بدعم الهواتف الذكية ويسوقونها في أقاليم الصين النائية ومناطقها الريفية التي كانت الهواتف المحمولة عديمة الاسم التجاري هي السائدة فيها. وقالت ساندي شين رئيسة بحوث المستهلك في مؤسسة جارتنر في شنغهاي: “أضحى المستهلكون أكثر وعياً وتدقيقاً وهم يتعلمون تحري الجودة وأصبحوا مدركين للأسماء التجارية”. وأغلقت المئات من مصانع الهواتف المحمولة عديمة الاسم التجاري نتيجة لذلك. ولكن بالنسبة للبعض كان ذلك له ميزة. إذ أنه بجانب المصانع المغلقة في سليكون فالي باور، تنشغل إس أو بي جروب في التوسع وهي عبارة عن مصنع هواتف محمولة متوسط الحجم. وقال ماي سايتشوم مدير عام الشركة مشيراً إلى ماكينات تقوم باختبارات فحص متانة أجهزته بتعريضها للحرارة والبخار والضغط والصدمات: “نحن نستثمر بكثافة في مراقبة الجودة”. يذكر أن اس او بي تصنع حالياً نحو 300 ألف هاتف محمول شهرياً، نصفها هواتف ذكية. كما تعكف شركات مثل كيه تاتش وجيوني وكولباد ومايزو وأوبو وبوبوجاو على بناء أسمائها التجارية لتشكل سلالة جديدة لا تزال مغمورة أو مجهولة في الأسواق المتقدمة التي تسعى شركة هواوي التي تصنع أجهزة الاتصال الهاتفي إلى نشر منتجاتها فيها. وهناك مصاعب تواجه الطبقة الثانية من صناع الهواتف المحمولة، إذ أن فارق السعر بين أجهزتهم والهواتف الذكية صاحبة الأسماء التجارية العالمية، أصبح أقل كثيراً مما كان عليه في السابق بسبب حزم الدعم التي يعرضها المشغلون. كما أن شركات الهواتف تجد صعوبة في تمييز منتجاتها. وقال سوفنج نائب رئيس شركة كولباد: “تتشابه الهواتف الذكية إلى حد كبير حالياً. فهي جميعاً حجمها صغير ومزودة بشاشة لمس كبيرة بأقل عدد ممكن من الأزرار وتطرح في عدد من الألوان”. وتعالج الشركات هذه المسألة باستراتيجيات مختلفة. فالبعض يستهدف أسواقاً بعينها. وعلى سبيل المثال، هناك شركتان هما اوبو وبوبجاو تقعان في مدينة دونجوان الصناعية القريبة من شينزين استطاعا أن يعززا اسميهما التجاري عن طريق إنتاج هواتف مخصوصة للنساء. بينما تتعاون شركة كولباد تعاوناً وثيقاً مع مشغلي المحمول. وهناك شركة مايزو الواقعة في مدينة زوهاي قبالة شينزين على الضفة الأخرى من نهر بيرل ريفر وهي تشابه أبل في أنها تدير متجر تطبيقات خاصاً بها. وقال هوا هايلينج رئيس قسم مبيعات مايزو: “ما يجعلنا مختلفين في أعين عملائنا هو تطبيقاتنا وليس مزايا أجهزتنا”. وبلغ عدد مرات تحميل متجز تطبيقات مايزو في أسبوع واحد في منتصف شهر مارس 100 مليون تحميل، وهي نسبة صغيرة جداً بالمقارنة مع 25 مليار تحميل أبل في أنحاء العالم، ولكنه مصدر فخر للشركة الصينية. ويتمثل مجال آخر للنمو في أسواق خارجية أقل تقدماً من الصين إذ تصدر اس او بي الآن نحو ثلث أجهزتها المحمولة عن طريق مكاتب لها في أندونيسيا والهند وغانا. وقال ادم تشين رئيس وحدة التصدير في إس أو بي: “إن افتقار بعض الأسواق في جنوب آسيا وأفريقيا إلى الجيل الثالث حيث العديد من المستهلكين لا يقرأ ولا يستطيع شراء هواتف ذكية، إنما يعني أن طلبهم سيظل منصباً على الهواتف العادية المزودة بخصائص معينة لسنتين أو ثلاث سنوات”. ورغم التحديات، من المفترض أن تكفل سوق الهواتف الذكية المتسارعة النمو مجالاً لأسماء الطبقة الثانية التجارية الصينية. وتوقعت اي دي سي مؤخراً أن تسبق الصين الولايات المتحدة كأكبر سوق هواتف ذكية في العالم هذا العام وأن تصعد كل من الهند والبرازيل إلى قائمة أكبر خمس أسواق في العالم بحلول عام 2016. وأضافت مؤسسة اي دي سي البحثية: “لتجسيد إمكانات الأسواق الناشئة بكاملها يتعين على مصنعي الهواتف الذكية تطوير أجهزة منخفضة الأسعار تكفل استخداماً كاملاً وفقاً للمعايير العالمية”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©