الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء يغنون للقدس.. ولما يوازيها في الحياة

شعراء يغنون للقدس.. ولما يوازيها في الحياة
28 ابريل 2018 00:59
أبوظبي (الاتحاد) في الأمسية الشعرية التي جرت وقائعها أول أمس، في إطار مهرجان الشاعر العربي الكبير «محمود درويش»، ضمن فعاليات مؤتمر «القدس المكان والمكان» كان المناخ مختلفاً، إذ توقع الجمهور أن تكون القصائد كلها عن القدس، لكن بعض الشعراء خرج من هذه الدائرة، إيماناً منهم بأن القدس أكبر من الشعر - كما صرح بعضهم - فكانت التجارب متفاوتة ما بين تخيّل القدس في المستقبل، والانطلاق نحو العاطفة المسكونة برغبة الحياة، أو تجسيد معاناة الإنسان في هذا العصر، وهو ما أوجد مساحة لتناغم الأنماط الشعرية للقصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر. زهرة المدائن ابتدأت الأمسية بقصيدة للشاعر الكويتي إبراهيم الخالدي حملت عنوان «الآية الكبرى»، عبر فيها عن مواجده الداخلية، وحزنه العميق على ما آلت إليه زهرة المدائن، وما تدفق إليها من خراب، مستحضراً رحلة الإسراء والمعراج، لكنه استنجد بالحلم في نظرة مليئة بالشجن، وما يداخل قلوب الشعراء من حزن وألم على تكسير الرموز المقدسة في زمن الصمت المطبق. ومن البحرين، أنشد الشاعر إبراهيم بوهندي قصيدة بعنوان «سلمت يداك»، تستنهض المخلصين من أبناء الأمة العربية للدفاع عن القدس المطعونة في ضميرها والمحاصرة بالوجع كما يرى الشاعر، لكن القدس رغم تتابع النكبات تصمد في وجه المحتل، والقصيدة تحمل إيقاعات صوتية ومستويات دلالية ورمزية في طابعها الغنائي المتوهج. توقيع صوتي وقدم الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي قصيدة تخضع لنظام السيناريو بمشاهدها المصورة، إذ التزم في مطلع الثلاثة أبيات الأولى بوضع حروف كلمة «قدس» فانسجم معه الجمهور وتلبس بمعاناته، وما ازدهر في وجدانه من صور شعرية. وبمناسبة عام زايد، ألقى قصيدة ذكر فيها مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وختم بقصيدة عاطفية أظهر فيها براعته وهو يلقيها بطريقة التوقيع الصوتي. وعبر الشاعر حبيب السامر من العراق عن توق نفسه لحبيبة لا يرتضى لها سوى قلبه في قصيدة «وحدك أنت»، ولا يرضى منها سوى الحب. وقدم الشاعر اليمني الدكتور مبارك سالمين قصيدة «مخطوطات إليك أيها الجسد» معللاً أنه اختار مثل هذا اللون من الشعر، لأن القدس أكبر من كل القصائد، وكذلك كان حال الشاعر التونسي المنصف الميزغني الذي ألقى قصيدة بعنوان «أغنية لإخفاء الحبيب». الحياة والموت وتفاعل الجمهور مع قصيدة الشاعر السعودي عبدالله العنيزي التي حملت اسم «زمان خليق بالبكاء»، إذ جسد الصراع الإنساني، وهو ينزف شعراً ويضيء في الإلقاء العذب، وقد طرح أسئلة الحياة والموت في امتلاء الدفاتر دون جدوى. وجاءت القصائد الأخرى للشعراء مشبوبة بالعاطفة، مثل الشاعر البحريني خليفة العريفي في قصيدة «لم يأت الصباح»، وعبر الشاعر الإماراتي طلال سالم عن مواجده الدفينة ومشاعره التي تكشف عن قدرته على تضفير اللغة من خلال تنويعات موسيقية يختبر فيها صوته الممتلئ بالتفاصيل والإشارات الرمزية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©