رصد الكسوف الجزئي للشمس على كاسر الأمواج في أبوظبي ظهر اليوم

تشهد سماء الإمارات اليوم كسوفاً جزئياً للشمس يبدأ من الساعة الثانية وأربعين دقيقة من بعد الظهر، في ظاهرة رصدها الإماراتيون آخر مرة في 29 مارس ،2006 فيما يتوقع أن تتكرر في 15 يناير ،2010 وفق ما أشار فلكيون· ويمكن للمختصين والهواة وعامة الجمهور مشاهدة الكسوف في منطقة ''كاسر الأمواج'' في أبوظبي، بواسطة ''مرصد الإمارات الفلكي المتحرك''، باستخدام تلسكوبات شمسية متخصصة وأنظمة تصوير كهرومغناطيسية، وسط تحذيرات بعدم النظر مباشرة إلى الشمس تجنبا لوقوع أضرار بشبكية العين أقصاه الإصابة بالعمى الكلي· ويحجب قرص القمر قرص الشمس بنسبة تتراوح بين 13 إلى 20 بالمائة، حسب مختصين في الفلك، حيث ستكون ذروة الكسوف الساعة الثالثة و28 دقيقة و48 ثانية عصرا، وتنتهي تمام الساعة الرابعة وتسع دقائق عصرا· وأوضح الناشط الفلكي نزار سلام مؤسس مرصد الإمارات الفلكي أن ظل القمر سيغطي منطقة قطرها 252 كيلومترا، فيما تستمر أطول فترة كسوف دقيقتين و27 ثانية· وأضاف أن بعض المناطق في العالم بحكم موقعها الجغرافي ستشهد كسوفا كليا يعد الأول منذ يوم 29 مارس الماضي بسبب وقوعها كليا تحت مسار ظل القمر· وقالت المتنبئة الجوية وردة اليافعي: ''ظاهرة الكسوف هي ظاهرة غياب الشمس نهاراً بشكل كامل أو جزئي، فهو ينقسم إلى نوعين: جزئي وكامل· وتحصل هذه الظاهرة عندما يكون القمر والأرض والشمس على خط مستقيم واحد''· وأضافت: ''الكسوف الكلي هو عندما يقع ظل القمر على جزء من الأرض فتنحدب رؤية الشمس عن الناس (عندما يكون القمر بين الأرض والشمس فيحدب الشمس عن الأرض)· أما الكسوف الجزئي فيحصل عند وقوع شبه ظل القمر على منطقة من الأرض، فتحجب رؤية جزء من الشمس عن الناس''· وأوضحت أن الكسوف ''يحدث في نهايات الأشهر القمرية حين يكون القمر محاقاً في جهة الشمس، في حين أن الخسوف يحدث في منتصف الأشهر القمرية حين يكون القمر بدراً في الناحية المقابلة للشمس''· وأشارت إلى ''أننا نشعر عند الكسوف أن حدة الشمس قد خفت، ومن يشاهد الشمس عبر التليسكوب في تلك الأثناء، يرى كأنها مقضومة''· وحذرت اليافعي من النظر مباشرة نحو الشمس، ''لأن ذلك قد يسبب عمى مؤقتاً أو دائماً، سواء كان النظر وقت الكسوف أو غيره، فلا توجد أشعة خاصة وقت الكسوف، إلا أن الكسوف سيكون دافعاً قوياً للنظر مباشرة نحو الشمس مما يؤدي إلى إصابة العين بأضرار متفاوتة''· وأكدت أنه ''لا يمكن تصوير الكسوف بكاميرا عادية، بل بكاميرا تحتوي على فلتر يدعى ''سولار فيلتر'' كي تتمكن من التقاط صورة الكسوف واضحة''· وقال نزار سلام ''إن الشمس مصدر للإشعاعات الكونية الضارة بالعين ''أقلها إن تلحق أضرارا خطيرة بالعين، وأشدها العمى الكلي، حيث إن طبقة الأوزون والغلاف الجوي لا يحميان منها·'' وسيتم رصد قرص الشمس المنير ''الفوتوسفير وطبقة الكروموسفير'' باستخدام مرشحات ذات أطوال موجية مختلفة لمشاهدة الحدث من كافة جوانبه· وقال نزار سلام إن ظل القمر سيغطي منطقة قطرها 252 كيلومترا، فيما تستمر أطول فترة كسوف دقيقتين و27 ثانية· وأضاف أن بعض المناطق في العالم بحكم موقعها الجغرافي ستشهد كسوفا كليا يعد الأول منذ يوم 29 مارس الماضي بسبب وقوعها كليا تحت مسار ظل القمر· وأوضح أن ظل القمر سيمر عابرا أقاصي شمال كندا وجرين لاند ووسط روسيا ومنغوليا وسيبيريا والصين، بينما تشهد معظم مناطق قارة آسيا وأوروبا وشمال شرق أميركا كسوفا جزئيا بسبب وقوعها في مساحة أوسع· وتشهد بعض الدول ظاهرة الكسوف أثناء غروب الشمس فيها وبعضها تشهدها أثناء بزوغ الشمس التالي بينما لا تشهدها دول القارة الأفريقية· وتفسيرا للظاهرة، أوضح مؤسس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك والذي يعد ''أول مرصد من نوعه في الشرق الأوسط ''يحدث الكسوف بسبب حركة القمر المدارية حول الأرض وحول الأرض والشمس معا، ما يجعله أثناء دورانه يصل إلى نقطة يكون فيها موقعه مع الأرض بالنسبة للشمس في استقامة واحدة وهو في طور المحاق· وأضاف سلام أن هذه الحركة الديناميكية المدارية ''وقوع الأرض والقمر المحاق والشمس طرديا على استقامة واحدة''، لاتحدث دائما بسبب ميلان مدار القمر بمقدار يزيد قليلا عن خمس درجات وبالتالي فيكون القمر على استقامة تامة مع الشمس والأرض فيكون دورانه إما من فوق الشمس أو تحتها فلا يقع كسوف شمسي· ويكون القمر خلال شهر أغسطس 2008 في طور المحاق مرتين في شهر واحد ''قمر جديد'' مرة في أول الشهر وآخر في نهايته''· ولن يحدث كسوف آخر خلال نفس الشهر لأن الاستقامة الطردية لن تتحقق· فيما يحدث كسوف للشمس يوم 26 يناير المقبل، يمكن رصده من المحيط الجنوبي وإندونيسيا·