«إيرباص» تشعل حرباً تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

واشنطن (رويترز، د ب أ) - قالت الولايات المتحدة أمس الأول إن الحكومات الأوروبية لم تتقيد بإنهاء الدعم غير المشروع لشركة إيرباص لصناعة الطائرات. وأضافت أنها سوف تتخذ الخطوة الأولى في منظمة التجارة العالمية نحو طلب فرض عقوبات على سلع أوروبية قد تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. وقال الممثل التجاري الأميركي رون كيرك في بيان يعلن عزم واشنطن أن تطلب من لجنة في منظمة التجارة العالمية الحكم في مسألة ما إذا كان الاتحاد الأوروبي امتثل لحكم سابق للمنظمة يرفض برامج حكومية لدعم ايرباص “نحن نرفض أن نقف مكتوفي الأيدي في وقت يتعرض فيها مؤسسات الأعمال والعمال الأميركيون للظلم”. وكانت منظمة التجارة العالمية ومقرها جنيف، قد أكدت في يونيو الماضي أن الاتحاد الأوروبي و4 من الدول الأعضاء به قدموا أكثر من 18 مليار دولار إعانات لايرباص، الأمر الذي أضر بمنافستها شركة “بوينج” الأميركية. وكان الاتحاد الأوروبي قد قدم وثائق في ديسمبر لمنظمة التجارة العالمية بشأن امتثاله للقرار، إلا أن الولايات المتحدة طلبت أمس الأول تعيين لجنة لضمان امتثال الاتحاد للقرار وتنفيذه. وزعم الممثل التجاري الأميركي أن الاتحاد الأوروبي لم يقم برفع الدعم المقدم لايرباص. وقال “نرفض الوقوف في موقف المتفرج بينما تتعرض الشركات الأميركية وعمالها للضرر.. دعم الاتحاد الأوروبي لصناعة الطائرات يكلف شركات الطيران الأميركية عشرات المليارات من الدولارات في صورة إيرادات مفقودة، ما أدى إلى خسارة العمال الأميركيين لوظائفهم وتضرر أسرهم ومجتمعاتهم”. وخاض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معركة بمنظمة التجارة العالمية استمرت سبع سنوات بشأن الدعم المقدم لايرباص وبوينج. وفي 12 مارس الماضي، أيدت منظمة التجارة العالمية حكما سابقا بأن الدعم الأميركي المقدم لشركة بوينج وصل إلى ما لا يقل عن 5?3 مليار دولار في صورة إعفاءات ضريبية من العديد من الولايات الأميركية وتمويل الأبحاث من الحكومة الاتحادية. وطلبت الولايات المتحدة عقد جلسة استماع في 13 أبريل الجاري في منظمة التجارة العالمية لبحث تشكيل لجنة بشأن امتثال الاتحاد الأوروبي لقرار المنظمة. من جانبه، قال المتحدث التجاري باسم الاتحاد الأوروبي جون كلانسي أمس الأول “نأسف لأن الولايات المتحدة اختارت اتخاذ هذه الخطوة، لأن الاتحاد الأوروبي أبلغ (المنظمة) بامتثاله لقرارات منظمة التجارة العالمية في حزمة الخطوات التي اتخذت في نهاية عام 2011. والولايات المتحدة لم تفعل الشيء نفسه حتى الآن في قضية بوينج”. وقال الاتحاد الأوروبي إن الحكم الصادر في 12 من الشهر الماضي أثبت أن الولايات المتحدة تقدم أيضا دعما لشركة بوينج الأميركية، بينما اعتبرت واشنطن أن الحكم كشف عن أن الدعم الأوروبي لايرباص أكبر كثيرا. وتبقى إمكانية التوصل إلى تسوية أميركية أوروبية للنزاع التجاري موجودة مع استمرار إجراءات منظمة التجارة العالمية.