الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الظاهري: قصص كثيرة في الأدب الإماراتي يمكن تحويلها إلى أفلام مميزة

الظاهري: قصص كثيرة في الأدب الإماراتي يمكن تحويلها إلى أفلام مميزة
27 ابريل 2018 22:52
إبراهيم الملا (أبوظبي) أكد الكاتب والمخرج السينمائي ناصر الظاهري على وجود فاصل ملحوظ بين الأدب الروائي والقصصي المحلي وبين النتاجات السينمائية للمخرجين الإماراتيين، ووصف الظاهري هذه القطيعة بأنها غير مبررة وتدعو للتساؤل والتأمل في أسبابها ودوافعها، خصوصاً وأن الأدب الإماراتي يزخر بالعديد من الأسماء الإبداعية المخضرمة والشابة التي قدمت أعمالاً لافتة ويمكن نقلها إلى الشاشة بزخم يقارب المضمون الجمالي والسردي في نصوص هؤلاء المبدعين. جاء ذلك خلال الندوة حملت عنوان «سينما الإمارات نبتت من معاطف الكتابة» التي استضافها مجلس «كاتب وكتاب» بمعرض أبوظبي للكتاب، والتي تناولت اتجاهات السينما وفضاءات الأدب ومسيرة الأفلام الإماراتية وملامح تكوّن الوعي السينمائي وتطوره منذ أربعينيات القرن الماضي وإلى اليوم. قدم الندوة الناقد والكاتب المصري إيهاب الملاّح الذي أوضح أن العلاقة بين السينما والأدب تتضمن إشكالية دائمة ومتجددة حول الأسبقية أو التبعية، وهل الأفلام المعتمدة على الروايات هي ناقلة أمينة لتفاصيل الكتابة الأدبية، أم هي مستقلة بنزعتها الإخراجية وأساليبها الفنية التي يمكن أن تقلل من وهج النص المكتوب وتحيله إلى شكل آخر وإلى نص مرئي بديل يستند إلى الإيجاز والكثافة الزمنية التي يتطلبها الشريط السينمائي وظروف الإنتاج وتكاليفه. أشار ناصر الظاهري بداية إلى أن الإشكالية المرتبطة بنمطين فنيين مختلفين، هما الرواية البصرية والرواية النصية، هي إشكالية تندلع وتأجج مع كل فيلم جديد مقتبس من عمل أدبي، خصوصاً إذا كان هذا العمل الأدبي مشهوراً وذائع الصيت بين جمهور القراء. وقال الظاهري: عندما ظهرت السينما في بدايات القرن الماضي، لم تستند على أعمال أدبية، بل على أنماط ارتجالية اجتهد المخرجون والممثلون في تنفيذها كشكل تجريبي لا أكثر لأنها كانت سينما صامتة وتعتمد على الحركة الإيحائية والتعبيرية فقط، ولكن مع تطور التقنيات السينمائية وقوة تأثير المسرح وزخم النصوص الدرامية فيه، انتبه المخرجون إلى أهمية النص المكتوب أو السيناريو كنص بصري يمكن الاعتماد عليه في تقديم أعمال سينمائية أكثر رصانة وجدية وأكثر تشويقاً أيضاً من خلال التصاعد الدرامي وخلق الصراع أو الحبكة وصولاً إلى الذروة أو خاتمة الفيلم. ولفت الظاهري إلى أن السينما الكلاسيكية ظهرت بداية في أوروبا وأميركا وحاولت أن تنقل معظم الروايات المكتوبة في تلك الفترة وتترجمها إلى أفلام ولكن بسبب التكاليف الباهظة للإنتاج تراجعت هذه النوعية من الأفلام في هوليوود، بينما تألقت السينما السوفيتية وسينما أوروبا الشرقية في عرض هذه النوعية من الأفلام الكلاسيكية بسبب الدعم الحكومي والرسمي لها. ونوّه الظاهري إلى أن انحسار هذه الموجة الكلاسيكية أدى إلى ظهور موجة سينمائية جديدة في أوروبا وتحديداً في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا، حيث ظهر ما يسمى بسينما «الشبان الغاضبون» وسينما المؤلف والواقعية الجديدة والواقعية الروسية، وهي موجات متمردة على الشروط القديمة وذات التكاليف العالية، فتم الخروج من الأستوديو والتعاطي المباشر مع أضواء وأصوات الطبيعة، وتم الاعتماد على ممثلين عفويين وعلى الأداء الحر واستخدام الكاميرا المحمولة وعلى النص الذي يكتبه المخرج نفسه، وبذلك فإن الفجوة بين الرواية والسينما أصبحت أكثر تباعداً في تلك المرحلة التغييرية في أنماط وأساليب الإخراج السينمائي. وتحدث الظاهري عن العلاقة بين الرواية والسينما في الوطن وقدم نماذج من الأفلام المصرية والجزائرية التي قدمت أعمالًا متفوقة في هذا السياق مثل فيلم «وقائع سنوات الجمر» للمخرج الأخضر حامينا وهو الفيلم العربي الوحيد الذي نال حتى الآن السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي العريق، وقال إن المخرج قدم تحفة سينمائية امتزجت مع قوة الرواية ومع روحها ومضمونها ولغتها الرفيعة. وحول العلاقة بين النصوص الأدبية والسينما في الإمارات، أوضح الظاهري أنه لا توجد إلى الآن رواية إماراتية واحدة تم تحويلها إلى فيلم سينمائي، وقال إن غياب الزخم التراكمي والتكلفة العالية لإنتاج الفيلم الروائي الطويل في الإمارات، وقلة المردود المادي عند عرض هذا الفيلم المحلي في الصالات التجارية، هي عناصر معيقة للتواصل بين الأدب والسينما في المشهد المحلي، إضافة إلى أن معظم المخرجين باتوا يعتمدون على سيناريوهات مكتوبة مباشرة للشاشة على الرغم من وجود روايات وقصص كثيرة في الأدب الإماراتي يمكن تحويلها إلى أفلام مميزة بشرط توافر التقنيات المناسبة والصياغة المحترفة للسيناريو المستند على هذه الروايات والقصص، إضافة إلى القدرة الإنتاجية فيما يخص عمليات التصوير والمونتاج والتسويق والترويج، وغيرها من العناصر الأساسية في بنية الصناعة السينمائية المتواصلة والتصاعدية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©