السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عناكب» الإنترنت تتربص بضحايا الاستخدام الخاطئ

«عناكب» الإنترنت تتربص بضحايا الاستخدام الخاطئ
1 ابريل 2013 23:37
انطلاقاً من أن التقنية الحديثة تعتبر سلاحاً ذا حدين، من حيث الضرر والفائدة، ويتوقف الأمر على المستخدم نفسه، ألقت حملة «تعلّم قبل أن تتألم»، التي نظمتها إدارة مراكز الدعم الاجتماعي بشرطة أبوظبي، مؤخراً بالتعاون مع جامعة زايد، الضوء على مخاطر سوء استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، والوسائط المتعددة، والمشكلات التي تترتب على ذلك، محذرة من تبادل الصور والمعلومات، وسوء استخدام شبكة الإنترنت. استعانت حملة «تعلّم قبل أن تتألم»، في برنامجها بخبراء التقنية، والاختصاصين الاجتماعيين، والنفسيين، والتربويين، والجهات الأخرى، وتستهدف طلبة المدارس والجامعات بصفتهم الفئة الأكثر استخداماً لهذه الوسائل، والأكثر تعرضاً لمخاطرها. وشهد فعاليات الحملة، التي أُقيمت مؤخراً بنادي ضباط الشرطة في أبوظبي وتستمر لمدة عام كامل، إقبال عدد كبير من الطلبة والطالبات، باعتبارهم الفئة المستهدفة إلى جانب المعلمين والمعلمات، ومنتسبي إدارة مراكز الدعم الاجتماعي، ممن لهم صلة مباشرة بالموضوع، ما يؤكد أهمية أهداف الحملة التي تأتي في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا الحديثة عند استخدامها سلباً، إحدى مشكلات العصر، كما أصبح الشباب وقوداً لنارها التي لن تنطفئ إلا بالتوعية، وتعزيز الوازع الأخلاقي والديني والوقاية الاستباقية. وحول معالجة المشكلات في وقت مبكر قبل استفحالها، أوضح مدير إدارة مراكز الدعم الاجتماعي في شرطة أبوظبي العميد نجم الحوسني، أن ذلك من أهم أهداف إدارة المراكز، التي تتبع العديد من الوسائل الوقائية الاستباقية؛ لأنها خير من العلاج، من خلال آليات، وممارسات حديثة تتضمن أنشطة وبرامج، وورش عمل، ومحاضرات وأفلاماً وثائقية، حيث إن إدارة المراكز تستهدف من خلال حملاتها المتواصلة، وبرامجها المدروسة فئات محددة من المجتمع، لهم علاقة مباشرة بالموضوعات التي يتم طرحها، إضافة إلى طلاب المدارس والجامعات وأولياء الأمور، والمعلمين، لتعزيز دورهم في النصح والإرشاد، والتوعية وللإسهام في الحد من هذه المشكلات. مخاطر سوء الاستخدام وفي ما يتعلق بحملة مخاطر الاستخدام السلبي لوسائل التكنولوجيا «تعلم قبل أن تتألم»، بين أن أغلب أفراد المجتمع يجهلون مخاطر سوء الاستخدام، ما يعرضهم إلى الكثير من المشكلات غير المتوقعة، خصوصاً في حال تبادل الصور، والمعلومات الشخصية، وأن معظم المشكلات التي ترد إلى مراكز الدعم الاجتماعي يكون سببها الأساسي الاستخدام السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي، ما دفع الإدارة إلى التصدي لهذه المشكلات وإطلاق حملة «تعلم قبل أن تتألم»، إضافة إلى ذلك فالإدارة تطلق من خلال خططها السنوية حملات ذات أهمية قصوى، ترتبط بالواقع وتلامس نبض الشارع، وبما أنها قد وجدت أن موضوع الحملة من الأهمية بمكان، سيتم تناوله من محاور عدة من ضمنها الندوات والمحاضرات، وورش العمل، وإجراء لقاءات مع ذوي الاختصاص في هذا الجانب، إضافة إلى نشر الأخبار والمعلومات ذات الصلة عبر وسائل الإعلام المقروءة، مع تزويد المدارس والجامعات بالنشرات التي تصدرها الإدارة حول هذه الموضوع. تثقيف وتوعية من جهة أخرى، ألقى منظمو الحملة مزيداً من الضوء على أهدافها وخططها، حيث أوضحت، مدير فرع الأنشطة والبرامج بإدارة مراكز الدعم الاجتماعي النقيب حنان الريسي، أن الحملة التي تستهدف طلاب وطالبات المدارس والجامعات والكليات بإمارة أبوظبي تركز على تثقيفهم، وتوعيتهم بالأضرار والسلبيات الناتجة عن الاستخدام السلبي للتكنولوجيا الحديثة، كما تسعى الحملة في الوقت نفسة إلى تصحيح الاتجاهات السلوكية لدى الطلاب والطالبات، وتبصيرهم بدور القيادة العامة لشرطة أبوظبي، المتمثل في توعيتهم بالأضرار والسلبيات الناتجة عن الاستخدام السلبي للتكنولوجيا الحديثة. آليات التواصل أما الاختصاصية الاجتماعية في مركز دعم الضحايا بشرطة أبوظبي، الملازم أول عهود الكعبي، فأشارت إلى أن شرطة أبوظبي، ومن خلال إداراتها المعنية تسعى جاهدة لتحقيق الرؤى الاستراتيجية المتمثلة في تحقيق الأمن الأسري، وتعزيز آليات التواصل مع المؤسسات الاجتماعية والتعليمية والوطنية، التي تلعب دوراً كبيراً في تحقيق الأهداف المنشودة، التي تسهم في المحافظة على أمن وسلامة واستقرار المجتمع الإماراتي، حيث تهدف حملة «تعلم قبل أن تتألم» إلى توعية طلاب المدارس والجامعات بكيفية الاستخدام الآمن لجميع وسائل التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى تحذيرهم من المخاطر التي تنجم عن سوء الاستخدام، لا سيما أن الفئات الطلابية، والشبابية هي الأكثر تعاملاً مع هذه الأجهزة، فإذا لم تكن هناك رقابة من قبل الأهل أو توعية من الجهات الرقابية والتربوية ستتحول هذه الوسائط إلى أسلحة فتاكة بيد من لا يحسن استخدامها. الرسائل الغريبة وعن قنوات الاتصال لمباشر بين الشرطة والجمهور، لفت فني الكمبيوتر في شرطة أبوظبي المساعد سعيد هلال الجنيبي، إلى أن شبكة الإنترنت تلعب دوراً مهماً في الحياة المعاصرة، ولكن يجب أن لا يصل استخدامها إلى درجة الإدمان الناتج عن الفراغ والشعور بالوحدة، إلى جانب المغريات التي توفرها الإنترنت للشباب، ما يؤثر سلباً على الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية بالنسبة للمستخدمين، كما لفت انتباه الطلاب إلى أهمية خدمة أمان التي توفرها شرطة أبوظبي لفتح قنوات اتصال مباشر للمتعاملين معها، والمستفيدين من خدماتها للإسهام في وقاية المجتمع، وحمايته من أخطار الجرائم. ونصح الطلاب بعدم فتح الرسائل الغريبة الواردة إلى بريدهم الإلكتروني؛ لأنها في أغلب الأحوال تحمل فيروساً، أو مرسلة من الهكرز المتخصصين في السرقة والتخريب والتجسس، لافتاً إلى أن تثبيت برامج الحماية على الجهاز يمنع هؤلاء المخربين من الوصول إلى المعلومات الموجودة على البريد الإلكتروني. وحول مخاطر تبادل الصور والمعلومات، قال الإدارية بمراكز الدعم الاجتماعي نضال صالح، إن الحملة توجه رسائل توعية وتحذير للشباب بصفة عامة والفتيات على وجه الخصوص، بعدم تبادل المعلومات، أو الصور مع الغرباء، أو حتى الأصدقاء من خلال ما يعرف بـ (share)، لافتة إلى أن الهواتف الذكية و«الآي باد» أصبحت في متناول الجميع، بمن فيهم المراهقون الذين تقل أعمارهم عن 17 سنة، وأشارت إلى أن هذه الهواتف يفترض أنها وسيلة للتواصل بين الناس وليس غابة «للشات»، وتبادل الصور والمعلومات الشخصية مثلما يحدث في الوقت الراهن، كما أن تقنين استخدامها يقي الشباب من الوقوع في المخاطر. الهواتف الذكية وحثّ الشاعر يوسف عبيد الكعبي الطلاب إلى عدم الانسياق وراء الصرعات، والتسكع في مراكز التسوق، من خلال قصيدة ألقاها تحت عنوان «الواقع»، موضحاً أن الهواتف الذكية، والأرقام المميزة أصبحت الهم الشاغل بالنسبة إلى الكثير من الشباب، داعياً الفتيات إلى الحيطة والحذر من الكلام المعسول عبر الهاتف أو شبكات التواصل حتى لا يندمن قبل أن يتعلمن. أبدى معلمو المدارس إعجابهم بفكرة الحملة، لافتين إلى أنها صادفت أهلها، خصوصاً أن هذه الفئة من الطلاب والطالبات هم الأكثر استخداماً لوسائل للتقنية الحديثة، كما أشار عادل السباعي، اختصاصي اجتماعي في مدرسة الغزالي، إلى أن شرطة أبوظبي تثبت مع كل فكرة جديدة يتم طرحها على أرض الواقع أنها في خدمة الجمهور، وأنها تلامس همومه، وتضع يدها على مكان الألم، وما على الجمهور سوى أن يتعلم قبل أن يتألم. ومن مدرسة المها، أفادت جيهان محروس «معلمة» بأن الحملة نجحت في تحقيق أهدافها، وفي اختيارها للفئة المستهدفة، كما أكدت ضرورة تعاون الأهل مع المدرسة في تقنين استخدامات التكنولوجيا، ومراقبة أبنائهم أثناء تعاملهم مع شبكات التواصل الاجتماعي حتى لا يكونوا ضحايا للتعامل مع الغرباء. وأشارت المعلمة سميرة الحمادي، من المدرسة نفسها، إلى أن الحملة زودت الطلاب والطالبات بمعلومات كثيرة كانوا في حاجة ماسة لمعرفتها، موضحة أن الشباب في هذه المرحلة من العمر لا يستمعون إلى أهلهم بقدر ما يهتمون بالنصائح التي تأتي إليهم من الخارج، سواء من المؤسسات ذات الصلة أو الأصدقاء. تعزيز الأهداف ومن مدرسة المواهب التي قدمت مسرحية اجتماعية عن شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في الإيقاع بالضحايا، أكدت المعلمة وفاء مصطفى أن الحملة عّرفت الطلاب بالمخاطر المترتبة على الاستخدام غير الآمن لشبكات الإنترنت، كما أوضحت سلبيات وإيجابيات هذه الشبكات، لافتة إلى أن ورشة العمل والمسرحيات التي صاحبت هذه الحملة، أسهمت في تعزيز أهدافها، وتعميق مفاهيم الاستخدام الإيجابي، إلى جانب تغيير المفهوم النمطي لدور الشرطة في نظر الطلاب. من جانب آخر، أوضح الطلاب أن الحملة أتت أُكلها، وأن شرطة أبوظبي شريك استراتيجي في العملية التربوية والتعليمية، وقال يسلم الجابري من جامعة زايد، إن مشاركته في الحملة، التي قدم من خلالها بعض «الاسكتشات الضاحكة»، تدعو الشباب إلى الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، ونبذ ظاهرة التمسك بالمظاهر الخادعة، والجري خلف الموضة والصرعات التي لا تفيدهم في شيء، كما دعا الجابري الشباب إلى التفكير في حاضرهم، ومستقبلهم وأن يتعلموا لكي لا يتألموا. خدمة أمان تقدم خدمة «أمان» الإلكترونية خدماتها بلغات عدة على مدى 24 ساعة، وذلك بالاتصال على هاتف رقم (8002626) أو إرسال رسالة نصية «SMS» على الرقم (2828)، وتهدف إلى فتح قنوات اتصال مباشرة للمتعاملين مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، والمستفيدين من خدماتها للمساهمة في وقاية المجتمع وحمايته من المخاطر آخذة بعين الاعتبار تنوّع ثقافة ومستويات جمهور المتعاملين مع الشرطة. خطورة تبادل الصور والمعلومات الشخصية بالنسبة للاستخدامات السلبية للتكنولوجيا، ألقت الاختصاصية الاجتماعية بإدارة مراكز الدعم الاجتماعي سهيلة الكندري، الضوء على أنواع تلك الاستخدامات، التي تتضمن تبادل الصور والمعلومات الشخصية، لافتة إلى أن الشباب في هذه المرحلة من العمر من أكثر الفئات تعاملاً مع هذه الوسائط، الأمر الذي يستدعي توعيتهم وإرشادهم بشتى السبل؛ تفادياً لوقوعهم في بالمخاطر المختلفة التي تحيط بهم من جميع الجهات، وإلى دور وسائل الإعلام والفراغ، والصحبة السيئة، وضعف الوازع الديني في تزايد نسبة الاستخدام السلبي لوسائل التكنولوجيا، كما أوضحت أن بعض الشباب والشابات يقعون ضحايا لهذه المشكلة، ويدفعون ثمناً باهظاً في بعض الأحيان، موضحة أن الحل يكمن في إشغال وقت فراغ الشباب بما يفيدهم، وتقوية الوازع الديني، واتخاذ الحيطة والحذر عند اختيار الأصدقاء. بينما أبدت الإداري بمراكز الدعم الاجتماعي، حنان البريكي، إعجابها بتفاعل الطلاب المميز والبناء مع الحملة، مؤكدة أهمية توعيتهم بمخاطر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في زمن مبكر، وتعزيز مفهوم الاستخدام الإيجابي لديهم في هذه المرحلة. معلومات شخصية تعلمت من الحملة عدم التواصل مع الغرباء، أو الإدلاء بأي معلومات شخصية حتى لا تقع في ما لا يحمد عقباه، هذا ما قالته الطالبة فاطمة سالم، بالصف السادس من مدرسة المها، أما زميلتها جمانه أحمد فقالت، إن نشر الأخبار والصور الشخصية عبر الـ «فيسبوك» أو الـ «توتير» لمشاركة الآخرين، يتضمن الكثير من المخاطر الحتمية، فيما أكدت زميلتهما الطالبة فيحاء صالح أن مشكلات شبكات التواصل الاجتماعي لا تحصى ولا تعد. ومن جانبها أوضحت اليازية سالم، طالبة بالصف السابع بمدرسة الجنائن، أنها تعلمت مدى مخاطر إضافة أصدقاء غرباء لا تعرف عنهم شيئاً، في اشتراكاتها عبر شبكة الإنترنت، لا سيما أن أغلب المعلومات التي يتم الإدلاء بها عبر الإنترنت لا تكون صحيحة، ويكون الهدف منها الإيقاع بالضحية من خلال الشبكة العنكبوتية، فيما دعت ريدا العكبري، طالبة بالصف الحادي عشر في مدرسة المواهب، إلى توخي الحذر والحيطة خلال التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف الذكية التي أصبحت وسيلة من وسائل تبادل الأخبار والشائعات، لافتة إلى أن شرطة أبوظبي توفر الكثير من أدوات الحماية ما يدل على حرص الدولة على سلامة أبنائها، وقالت زميلتها نجلاء النعيمي، من المدرسة والصف نفسه، إنها تعرفت من خلال هذه الحملة إلى الكثير من المعلومات، من ضمنها خدمة «أمان» التي سمعت عنها للمرة الأولى، كما أشارت إلى أن هذه الخدمة تدل على وجود وعي في دولة الإمارات بمخاطر التكنولوجيا الحديثة، وعلى اهتمام الدولة بفئة الشباب وتوعيتهم بكيفية حماية أنفسهم من هذه المخاطر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©