الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنوك الآسيوية تزاحم الغربية على جذب الرساميل

البنوك الآسيوية تزاحم الغربية على جذب الرساميل
1 ابريل 2012
تستفيد البنوك الآسيوية الخاصة من التدفقات النقدية الأوروبية، في وقت دفع فيه عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية ومشاكل الديون في أوروبا، الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية، للتوجه نحو البنوك الآسيوية لما تتميز به من قوة نسبية. وزادت أكبر 20 بنكا تقع في منطقة آسيا المحيط الهادئ، من أصولها المدارة بنحو 89% منذ 2007 إلى أكثر من تريليون دولار. واستمرت البنوك العالمية في احتلال موقع الصدارة من حيث الأصول قيد الإدارة التابعة للعملاء من ذوي المراكز المالية القوية في المنطقة. وكان بحوزة بنك “يو بي أس” نحو 182 مليار دولار من الأصول المدارة حتى نهاية 2010، بينما 179 مليار دولار لبنك “سيتي جروب” ونحو 150 مليار دولار من نصيب “أتس أس بي سي”. لكن نجحت البنوك الآسيوية في شق طرقها، حيث احتل بنك “سنغافورة” المرتبة التي تلت بنك “دي بي أس” مباشرة عند المرتبة الحادية عشرة، بيد أن تأسيسه تم في 2010 بعد أن قام بنك “أو سي بي سي” بتوسعة قسم إدارة الثروات عبر الاستحواذ على الأصول المصرفية الخاصة التابعة لبنك “آي أن جي” في آسيا. كما حل بنك “هانج سينج” من هونج كونج، المرتبة الثالثة عشر متفوقاً على بنوك كبيرة مثل “سوسيتيه جنرال للخدمات المصرفية الخاصة” و”آر بي أس كوتس” و “أيه بي أن أمرو”. وذكر ريناتو دو جوزمان، المدير التنفيذي لبنك “سنغافورة”، أن البنك الخاص أضاف نحو 6 مليارات دولار من الأصول المدارة في 2011 ليبلغ مجموعها 32 مليار دولار. ويقول إن “الزيادة تعكس نمو حصتنا السوقية في عدد من الأسواق التي نعمل فيها ومدى تدفق الأموال من المؤسسات التي تأثرت بأزمة الديون السيادية”. كما استفادت البنوك الآسيوية أيضاً من النمو القوي للثروات في المنطقة. ووفقاً لتقرير “ميريل لينش” للثروات، حققت ثروات الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، نمواً قدره 9,7% في 2010 إلى 10,8 تريليون دولار، مقارنة مع 10,2 تريليون دولار في أميركا. وذكر بايوش جوبتا مدير بنك “دي بي أس”، أن العديد من الأسر الغنية في أوروبا سعت للوصول إلى البنك بهدف تحويل بعض أموالهم في بنوك آسيوية آمنة، نتيجة لما مروا به من ظروف خلال السنوات القليلة الماضية مع البنوك الأميركية أولاً ثم مع الأوروبية في الآونة الأخيرة. وطال تأثير تحويل الأصول المراتب الإدارية العالية العاملة في قطاع المصارف الخاصة، حيث قررت على سبيل المثال تان سو شان، في 2010 التخلي عن وظيفتها كمديرة لإدارة الثروات الخاصة في “مورجان ستانلي” والعمل في بنك أقل شهرة “دي بي أس” للخدمات المصرفية الخاصة. وتقول “بما أنني آسيوية أؤمن بقدوم عصر البنوك الخاصة الآسيوية ومولد نموذج خاص بها، حيث تملك آسيا أرضية مركزية من خدمات ورؤى آسيوية لعملاء هذه البنوك”. وبحلول ديسمبر الماضي، حققت أصول “دي بي أس” قيد الإدارة نمواً بلغ 18% إلى 38 مليار دولار، ليحل البنك السنغافوري ضمن أفضل 10 بنوك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قياساً على حجم الأصول قيد الإدارة في المنطقة. ووفقاً لمسح أجرته مجلة “بلومبيرج ماركتس”، حلت البنوك السنغافورية الثلاثة “أوفرسي – للخدمات المصرفية الصينية” و”مجموعة دي بي أس القابضة” و”يونايتد أوفرسي بنك” ضمن أقوى 10 بنوك في العالم استناداً على العديد من المقاييس، من ضمنها عدد الأصول الخاملة مقارنة مع عدد العاملة ورأس المال من المستوى الأول مقارنة بالأصول المحفوفة بالمخاطر. ولاحظت نور كويك، مديرة مؤسسة “أن كيو إنترناشونال” التي تقدم خدمات استشارية لشركات مملوكة لأسر في آسيا والشرق الأوسط، أن مثل هذه الشركات بدأت في تحويل أنظارها تجاه آسيا. وتقول “في مثل هذه الأوقات العصيبة، يرغب الناس في تنويع أصولهم وإيداع بعضها في بنوك آمنة وهذا ما يجدونه في البنوك الآسيوية. وربما لا يلجأون لاستثمار هذه الأموال مباشرة، إلا أنها موجودة في هذه البنوك مما يقود إلى خلق علاقة معها”. وتعتبر سنغافورة تحديداً مستفيدة من حركة الأصول إلى آسيا. وهناك حالة رغبة عامة من مستثمرين غير آسيويين لعروض المنتجات الآسيوية المرتبطة بنمو المنطقة والتي تخصصت فيها بنوك القارة. ومن الملاحظ أيضاً زيادة الرغبة في الاستثمار في القطاع العقاري خلال السنوات القليلة الماضية. وبالاستجابة لذلك، بدأ بنك “يو أو بي” في مزاولة خدمات استشارية في مجال العقارات امتدت لمدن كبيرة حول العالم. وتدعم الخدمات المصرفية التي يقدمها البنك للمستهلك هذا النشاط من خلال تقديم قروض الرهن العقاري لعملائه. يُذكر أن الأموال لا تتدفق إلى البنوك السنغافورية فحسب، بل للبنوك الآسيوية الأخرى أيضاً خاصة تلك التي تملك تصنيفا ائتمانيا عاليا. ويستفيد العملاء من أسعار الفائدة الأفضل التي تقدمها بعض البنوك بالدولار الأميركي وبحسابات مقومة باليورو. ويرى روب أيوانو، المدير الإداري لبنك “أتش أس بي سي الخاص”، قلة استثمارات المستثمرين غير الآسيويين في الأسواق الآسيوية الذين يبحثون عن تحويل محافظهم للاستفادة من فرص النمو الأعلى والأطول أجلاً في هذه المنطقة. نقلاً عن: إنترناشونال هيرالد تريبيون ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©