السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

800 عائلة لبنانية تواجه أوضاعاً صعبة

1 أغسطس 2008 01:34
تواجه مئات العائلات التي نزحت عن منازلها المهدمة أو المتضررة من المواجهات المسلحة في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، أوضاعا بائسة دفعت بمؤسسات مدنية الى دق ناقوس الخطر· وتقول ميرفت الهوز عضو مجلس بلدية طرابلس لوكالة فرانس برس ''نزحت نحو 800 عائلة من أماكنها في مناطق المواجهات توزع قســــــم منها على تسع مدارس رسمية وأقام القسم الآخرعند أقارب أو أصدقاء''· يذكر ان في مايو الماضي بدأت المواجهات بين منطقة باب التبانة التي تقطنها غالبية من الطائفة السنية معظمها من أنصار الاكثرية ومنطقة جبل محسن حيث تقيم غالبية من الطائفة العلوية حليفة ''حزب الله'' اكبر أطراف المعارضة· وشهدت المواجهات عدة جولات أسفرت عن سقوط 23 قتيلا وأكثر من مئة جريح إضافة الى خسائر مادية جسيمة· وأحصت بلدية طرابلس وجود'' 263 مسكنا مدمرا بالكامل''· وتقدر الهوز ''ان الخسائر المباشرة أو غير المباشرة من المواجهات طاولت نحو 20 ألف عائلة'' لافتة الى ان مناطق المواجهات مدقعة وغالبية سكانها يعملون كمياومين· وتقول ''وضعنا خطا ساخنا لمساعدتهم يعمل 24 ساعة على 24 ساعة كما أنشأنا لجنة طوارئ وزودناهم بالاغطية والفرش ومراوح التهوية'' لافتة الى ان بين النازحين عدد كبير من الاطفال والنساء، وبينهن حوامل· وتعرب فاطمة عضيمات المسؤولة في منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عن قلقها لاوضاع العائلات التي فقدت منازلها و''مما سيواجهونه في الاشهر القادمة عندما تفتح المدارس أبوابها'' بعد عطلة الصيف· وتقول ''نخشى المشاكل التي سيواجهونها على المدى المتوسط والبعيد ندق ناقوس الخطر''· وتلفت عضيمات الى مشكلة التسرب المدرسي التي تعانيها أصلا هذه المناطق الفقيرة متوقعة ''ان تزداد خطورتها''· وفيما نزح سكان باب التبانة والبقار والقبة الى مدارس رسمية،انتقل النازحون من جبل محسن الى مناطق أبعد وتوزعوا على 18 قرية في عكار· وقالت عضيمات ''أقاموا في قرى نائية عند عائلات فقيرة أصلا'' مشيرة الى ان الصليب الاحمر اللبناني وعد بإرسال مستوصفات نقالة لمتابعة أوضاعهم الصحية· وتشير الهوز الى ان غالبية النازحين ''لا تزال ترتدي الثياب نفسها لقد هربوا على عجل ولم يحملوا شيئا بعضهم طلب منا ألف ليرة لبنانية فقط (70 سنتا) ليتمكن من الانتقال لتفقد منزله''· وتشير التقديرات الى ان '' 80% من أهالي هذه المناطق يعيشون تحت خط عتبة الفقر''· وتقول الهوز ''غالبيتهم لا عمل ثابت لديها و60% منهم لم يذهبوا الى المدرسة''· وتوفر المساعدة الغذائية لهؤلاء النازحين منظمات مدنية في مقدمها مؤسسة رفيق الحريري رئيس الحكومة السابق الذي اغتيل عام 2005 ومؤسسات تابعة للوزير محمد الصفدي أو رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي· مخلصة خالد السيد في السبعين من عمرها كانت تقيم مع ولدها الذي يعمل سائقا في شركة لتوزيع المواد الغذائية وأحفــــــــادها الثلاثة في منزله في منطقة القبة على خطوط التماس مع جبل محسن· تقول ''مع اندلاع آخر المواجهات فجر الجمعة الماضي تعرض المبنى للقصف المباشر· هربنا الى شاطئ البحر حيث أمضينا يومين نأكل وننام داخل الشاحنة بانتظار انتهاء المواجهات''· وتضيف مخلصة التي تعاني من داء السكري وتنتظر المساعدة لتشـــــــتري الـــــــدواء ''بعد دخول الجيش علمنا ان المنزل احترق فتوجهنا الى المدرسة على أمل ان يتم التعويض علينا''· وتنهمر دموع العجوز التي توضح ''للمرة الأولى في حياتي أقيم في مدرسة، كنت أتمنى الموت على ان أقف هنا أنتظر المساعدات الغذائية ومن يشتري لي الدواء''· نمر حمد أب لخمسة أولاد يعمل سائق شاحنة صغيرة لنقل الركاب· نزح عن منزله المتصدع في باب التبانة الى إحدى المدارس· ويقول ''لا أملك مالا للاقامة في مكان آخر· الحياة هنا لا تطاق، نقيم في غرفة واحدة مع عشرة أشخاص لا نعرفهم''· أما هدى الاسمر ابنة الثالثة والاربعين وعندها سبعة أولاد فتقول ''أمضينا ليلتنا الاولى في غرفة واحدة يقيم فيها 37 شخصا قبل ان يتم تأمين غرفة لنا فيها عدد أقل''· وتضيف ''ننتظر ان يستقر الوضع نهائيا لنعود ولو للإقامة على الانقاض· لا نعود الآن خوفا من تجدد الاشتباكات''·
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©