الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشاكل «ملح وسكر » الحياة الزوجية

المشاكل «ملح وسكر » الحياة الزوجية
5 ابريل 2011 21:25
لايخلو أي بيت يعيش تحت سقفه “زوجان” من مشاكل وصراعات قد يجد البعض منهم أنه قد يستقل بذاته ويستغني عن الطرف الآخر وأنه غير محتاج لخدماته. ويجد الآخر أنه مستنزف المشاعر والعطاء دون مقابل فيشتعل الغضب وينذر بانفجار. لكن دائما وبمجرد انتهاء “الخلاف الزوجي” يعرف كل طرف مكانته لدى الآخر، وهذه فائدة من أهم فوائد الخلافات الزوجية مما يؤثر على تماسك الزوجين بعضهما مع بعض بسبب أن كل واحد منهما عرف مكانته في قلب الآخر وما يكن له من حب وتقدير. صحيح أن حدوث الاختلاف بين الأزواج أمر عادي. لكن عندما ينقلب هذا إلى التشاجر والصراع على أمور تافهه وجدية هو ما نرفضه. لكن يبقي السؤال هل بالفعل المشاكل الزوجية هي “ ملح وسكر “ أي علاقة زوجية؟ ولماذا تكون تلك المشاكل هي أداة هدم لامعول بناء؟ على هذه التساؤلات وغيرها في العلاقة الزوجية يجيب عليها الدكتور جاسم محمد المرزوقي. ويقول:” الحياة الزوجية مليئة بالكثير من التشعبات والمطبات التي يواجهها الزوجان والمسار فيه لم يكن قط بشكل مستقيم والإنحناءات هي سمة وإن توسمت بها إلا أنها لا تدوم”. ويشير المرزوقي: توصف المشكلات الزوجية دوما بأنها “ملح وسكر” وهي كذلك ولكن بمقدار فالحلاوة الزائدة كما الملوحة ! والخلافات ملح الحياة والتوافق سكرها. وبما أن السعادة هي الهدف في الحياة الزوجية بين الزوجين فإن مفهومها نسبي وليس مطلقا. يسترسل المرزوقي:” عندما نقيس مفهوم السعادة فإن المعيار الدرجة وليس ذات المفهوم وإلا أصبح المعيار هو الرضا، لذا ما يدفع الحياة نحو السعادة أحياناً هي الخلافات البسيطة التي لا تزيد الحياة إلا رونقاً وحلاوة وتساهم في التجديد والحيوية بين الزوجين”. الانعدام النسبي لكن هل انعدام الخلافات مؤشر أن العلاقة الزوجية جيدة، عن ذلك يضيف الدكتور:” ليس دائماً، لأن الخلافات هي أيضاً كما مفهوم السعادة “نسبية”، بمعنى أن المعيار للحكم عليها مبنية على درجة الخلاف وليس عدم وجوده وفي الحياة الزوجية الخلافات تأخذ صفة “الصفر النسبي وليس المطلق” كما في علم الرياضيات. يسترسل المرزوقي” انعدام الخلافات لا يعني عدم وجودها تماماً ولكنه يعكس مستوى وجوده، فهي متطابقة في القياس كما هي الحال في العلاقات الإنسانية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق فإن انعدام الخلافات بحسب مفهومي له (الانعدام النسبي) مؤشر جيد للعلاقات الإيجابية بين الزوجين”. تطيل العمر البعض يجد أن تلك الخلافات تطيل العمر من حيث إنها تساعد على تنفيس ضغوط العلاقة الزوجية. حول ذلك يوضح الدكتور :”هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في عمر الإنسان، ومنها الأمراض بنوعيها الأمراض الجسدية والأمراض النفسية فهما سيان في الخطورة حتى وإن بدت الأمراض العضوية أكثر خطورة إلا أن الأمراض النفسية تتجاوز خطورتها أحياناً الأمراض العضوية بل وتزيد لأن الأمراض العضوية داخلية المنشأ في الغالب في حين أن الأمراض النفسية خارجية المنشأ ولا يمكن تغييرها إلا بإزالة المسببات وهذا بدوره لايمكن أحياناً مع سهولة الأمر لأن المانع نفسي وليس ذاتيا. وكل نطاق الخلافات بين الزوجين تأخذ صفة التأثير النفسي وإذا لم يجد الإنسان له تصريف فإنه بلا شك سيؤثر على أعضاء الجسم” انقلب ضده كثير من الأزواج يجد أن الخلافات إن زادت عن حدها تؤدي إلى تهديد العلاقة الزوجية. حول هذه النقطة يضيف الدكتور المرزوقي:” كما نقول باللهجة العامية “كل شيء لو زاد عن حده انقلب ضده” وهذا تماماً ينطبق على الحياة بكل جوانبها ومنها الحياة الزوجية فالوسطية هي ما نادت بها الشريعة الغراء وهي الميزان لكل شيء كي لا يعطب، لذا يجب علينا تحقيق التوازن كي لا تنقلب الحياة إلى عدم والسعادة إلى تعاسة، والحلاوة إلى مرارة”. يسترسل المرزوقي :” الواضح لا يوضح فنحن لسنا بحاجة إلى تأكيد الأكيد وتوضيح الواضح فلا يختلف إثنان على تأثير الخلافات الزوجية على الحياة بين الزوجين وليس هما فحسب بل الأبناء أيضا، فالأعمار بيد الله ولكن المعيار في الرضا والقناعة والتحمل والشواهد في ذلك كثيرة سواء في هذا العصر أو في العصور السابقة لقصص كثير من الأزواج (الرجال والنساء) في الحياة دون ضجر والرضا بقدر الله والاحتساب بقسمته ونصيبه. نصائح زوجية ينصح المرزوقي كل الأزواج. ويقول:” فكروا ثم تدبروا ثم أفعلوا بعد أن تمنحوا أنفسكم التفكير الكافي لاتخاذ القرار، فأكل الملح بشكله الخام لا يقوم به عاقل، رغم لذة الملح في الطعام عندما نطهو به، وتناول السكر أيضا لا يعطي نكهة مضافة إلى الإنسان عند تناوله بشكل مباشر، والعبرة في مزجها مع الأشياء الأخرى كي تضفي عليها نكهة، فهي الحياة كذلك لا يجب أن ننظر إليها إلا كما ننظر إلا ضرورة المزج لكي نستمتع بالنكهة “. يضيف المرزوقي:” من واجب الزوجين أن يجعلا الخلاف بينهما أداة بناء لامعول هدم أداة بناء لأسس الحياة التي يعيشونها فيتعرف كل على خلق صاحبه وعلى طباعه وخصائصه محاولاً الوصول إلى الإنسجام معه والتوافق النفسي وهذا يستدعي منهماً أن يحصرا الخلاف في دائرة محدودة.‏مشيراً “ بدورها الحياة الزوجية تتطلب من كليهما أن يعملا على التنازل عن النظرة المثالية التي لا مكان لها على أرض الواقع ويحاولا أن يتوافقا في العادات والأخلاق ويسعيا نحو حياة أفضل. وليعلم كل منهما أن الزواج أخذ وعطاء وتعاون وتفاهم ومودة ورحمة “.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©