الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المناطق الأثرية تحافظ على الأصالة وتواجه الزمن

المناطق الأثرية تحافظ على الأصالة وتواجه الزمن
5 ابريل 2011 21:26
قلاع وبروج مراقبة وحراسة ومنازل بأبواب تآكلت مع الزمن، وبقيت أطلالها ترسم تاريخاً وصورا لأهل الإمارات فدخلت في إرثهم كما الأهازيج الشعبية والرقص الفولكلوري وأساليب العيش القديمة، هي من التراث المادي بنيت بالطوب الطيني كمادة أساسية. تتوزع القلاع والبروج في مختلف أنحاء الإمارات، وفي إمارة أبوظبي تكثر القلاع والبروج والبيوت التي اعتبرت من الإرث الثقافي المادي للإمارة وفي مدينة العين أكثر من سواها لمناخها المعتدل نسبة للإمارات الأخرى. وقد سعت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتحديد القلاع والبروج والمنازل التي تستدعي التدخل العاجل لترميمها وتدعيم جدرانها وتعبئة الشقوق في الجدران، وتلك التي يصار إلى ترميمها إنما من دون تدخّل عاجل أو طارئ. ترميم الطوارئ وبادرت الهيئة بإطلاق برنامج ترميم الطوارئ في عام 2008 لتلبية الاحتياجات العاجلة لهذا الإرث المادي ولتقييم الأضرار التي اتخذت من بعدها تدابير فورية للإبقاء عليها إلى أن يتم اتخاذ مزيد من التدابير للمحافظة عليها بأسلوب أكثر شمولية. عمدت عمليات الترميم إلى استخدام المواد نفسها التي كانت تستخدم في السابق للبناء كي لا يأتي الترميم مشوّهاً لهذا الإرث، مستخدما معايير عالمية ذات جودة عالية، فبعض أعمال الترميم من دعم الجدران أو تثبيت الأساسات تستدعي الحفر في محيط الجدران وتوفير الدعم المطلوب كي لا تنهار بفعل تآكلها وتخلخلها نتيجة عوامل الزمن، وقد تأثرت الكثير من البيوت في العين بالأمطار السنوية الغزيرة فعمدت الهيئة على ترميمها ودعمها سريعاً. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ثمة مباني اعتبرت مباني تاريخية من قبل الهيئة وهي كانت لا تزال مأهولة إلى عهد قريب، وكان سكانها قد أضافوا في ترميمها مواد استخدمت فيها مواد غير مناسبة مثل مادة “الآسبستوس” المؤذية للبيئة وللصحة البيئية، ومن ضمن برنامج الترميم إزالة هذه المادة التي استخدمت لقرون كمادة مضافة في مواد البناء قبل التنبّه لمضارها الصحية. الإرث المادي تنتشر في كل النواحي القلاع والبروج التي نمرّ بمحاذاتها ونلتفت إليها مندهشين بما تمثّله للذاكرة تاريخاً كما الكلمات التي تخطّ بين دفتيّ كتاب، فهذا الإرث المادي الملموس، يعكس تاريخا ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا للإمارات، وليس مجرد عمران كان له استخداماته في فترة زمنية معيّنة. وإلى يومنا هذا، يميل الكثيرون إلى نقل الأسلوب الهندسي الذي كان رائجاً في المباني القديمة إلى المباني الجديدة إن بشكل الأبراج أو مداخل القلاع وأبوابها القديمة. ومن الملفت أن الهيئة تقوم منذ فترة في التواصل مع طلاب الجامعات وتوفير دورات تدريبية لهم، وقد بدأت هذا العام ببرنامج تدريبي يمتد على طول العام، وذلك من ضمن هدفها لإشراك الأجيال القادمة في المحافظة على تراثها الثقافي. وتقوم بهذه المهمة إدارة الترميم في الهيئة، وتستقبل متدربين من مختلف المعاهد والجامعات والمؤسسات المتخصصة. ومع التدريب على أساليب الترميم الأكثر حداثة، يتم دعم البحوث في هذا المجال. المحافظة على التراث العمراني كالمحافظة على الهوية واللغة، التي تقوم إمارة أبوظبي ضمن رؤيتها الشاملة في خطة 2030 بالسير بها قدماً، واضعة الطوب فوق الطوب على أساسات علمية ومعايير عالمية تواكب بحداثتها الأفضل في كل مجال في عصرنا هذا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©