الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زلزال أوينز يضرب العالم مرتين

زلزال أوينز يضرب العالم مرتين
17 يوليو 2016 20:41
نيقوسيا (أ ف ب) لم تنجب حلبات ألعاب القوى حتى اليوم مثل العداء الأميركي جيسي أوينز الذي هز العالم مرتين، الأولى عندما حطم وعادل ستة أرقام قياسية في مدى 45 دقيقة، والثانية عندما أحرز 4 ميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية التي استضافتها برلين عام 1936. وسطر أوينز «الأسود» المولود في 12 سبتمبر 1913 في دانفيل (الاباما)، اسمه بأحرف من ذهب في سجل ألعاب القوى العالمية في وقت لم تكن فيه وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية تملك القوة والسرعة كما هو الحال في عصرنا هذا. في 25 مايو 1935 نجح أوينز (79 .1 م و73 كجم) في تحطيم ومعادلة ستة أرقام قياسية في 45 دقيقة بان اربور بولاية ميشيجان، ففي تمام الساعة 15.15 عادل الرقم العالمي لمسافة 100 ياردة، مسجلا 4.9 ثانية، وفي الساعة 25.15. حطم الرقم القياسي في الوثب الطويل في محاولته الأولى، مسجلا 13 .8 م والذي صمد ربع قرن حتى 1960، وفي الساعة 45 .15 حطم الرقمين القياسيين العالميين لمسافتي 220 ياردة و200 م على التوالي في زمن 3 .20 ثانية، وفي الساعة 16 قطع مسافتي 220 ياردة حواجز و200 م حواجز في 6 .22 ثانية. وبعد 15 شهرا من إنجازه التاريخي، أبهر أوينز العالم في الألعاب الأولمبية ببرلين وفي مقدمتهم الزعيم النازي أدولف هتلر، عندما أحرز أربع ميداليات ذهبية لمنتخب بلاده الولايات المتحدة الأولى في سباق 100 م، مسجلا 3 .10 ثانية (2 .10 ث في التصفيات)، والثانية في سباق 200 م (7 .20 ث)، والثالثة في الوثب الطويل (06 .8 م) متقدما على البطل الألماني لوتس لونج، والرابعة مع منتخب بلاده في سباق التتابع 4 مرات 100 م (8 .39 ثانية). وتوقع هتلر أن تكون الألعاب الأولمبية فرصة لتأكيد تفوق البيض على السود، وهي الفرضية التي وضع لها أوينز حدا بتأكيده العكس. وفي هذا الصدد، صنف الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، جيسي اوينز أحد أفضل عشرة رياضيين في القرن العشرين وقال «لم يسجل اوينز الأرقام القياسية فقط، بل حطم خرافة هتلر القاضية بتفوق البيض، مؤكدا أن العرق ليست له علاقة بالانتصارات في السباق». كان أوينز الابن العاشر لعائلة بدوية لم يكن لها أي موطن، كان أجداده عبيدا، واستقر والداه في كليفلاند في العشرينيات، وكان لمؤهلاته البدينة الأثر الكبير في دخوله جامعة أوهاي. وانشغل أوينز، صاحب القلب الكبير، بمشاكل السود الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور إلى تسميته «السفير المتجول للولايات المتحدة في بلدان العالم الثالث». ومن المواقف البارزة لاوينز معارضته مقاطعة أولمبياد موسكو وقال «إننا مخطئون بمقاطعة الألعاب، لا يجب معاقبة العدائين بأخطاء رجال السياسة». وتوفي أوينز بسبب إصابته بمرض السرطان في الرئة، وذلك في مستشفى جامعة أريزونا في توسكون في 31 مارس 1980 وعمره 66 عاما. وفي شيكاجو، حيث نكست الأعلام، أعلن روبرت كان رئيس اللجنة الأولمبية الأميركية: «لقد كان أوينز أعظم بطل أولمبي». وفي العام 1984 في برلين دشنت أرملة أوينز بحضور رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق الإسباني خوان أنطونيو سامارانش «ممر جيسي أوينز» بالقرب من ملعب برلين، حيث حقق زوجها الراحل إنجازه التاريخي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©