الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ساركوزي يعد بمساعدة أفريقيا في مكافحة الإرهاب والقرصنة

ساركوزي يعد بمساعدة أفريقيا في مكافحة الإرهاب والقرصنة
2 يونيو 2010 00:20
دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إلى “العمل سوية” مع البلدان الأفريقية حول مسائل حفظ السلام أو التصدي للقرصنة والإرهاب، معتبراً أن أفريقيا لا تستطيع “وحدها التخلص” من هاتين المشكلتين. وقال ساركوزي في ختام أعمال القمة الخامسة والعشرين بين أفريقيا وفرنسا التي شارك فيها في نيس (جنوب شرق) قادة 51 بلداً أفريقياً، “سنعمل معاً حول كل هذه المسائل”. وأضاف: قررنا نحن فرنسا، أن نخصص 300 مليون يورو في الفترة 2010 - 2012 لتدريب 12 ألف جندي أفريقي لقوات حفظ السلام في أفريقيا”. وأوضح ساركوزي أمام نظرائه “يتسم الأمر في نظرنا بكثير من الذكاء، لأن كل الأزمات الإقليمية والفرعية تقريباً ستحل بشكل أفضل إذا ما أخذ الأفارقة على عاتقهم هذه المسائل بدلاً من تركها للآخرين”. وفي حديث عن القرصنة قبالة سواحل الصومال التي “تعرض للخطر الشديد” اقتصاد المنطقة، اعتبر ساركوزي أن البلدان المجاورة “لا تستطيع التخلص منها بمفردها”. وقال إن “القدرات البحرية بأفريقيا عموماً ولأفريقيا الشرقية خصوصاً تجعل حل المشكلة مقبولاً (...) وترغب فرنسا في أن تتولى الزعامة كما فعلت في عملية (اتلانت) لمساعدة أفريقيا”. وتستهدف عملية (أتلانت) التي يقودها الاتحاد الأوروبي مكافحة القرصنة في المحيط الهندي وشرق أفريقيا بواسطة سفن حربية ووسائل مراقبة جوية. ووعد الرئيس الفرنسي بدعم “مماثل” للبلدان الأفريقية على صعيد مكافحة الإرهاب الذي تقوم به منظمات متشددة في الشريط الساحلي الصحراوي لمكافحة الاتجار بالمخدرات”. وكانت القمة الأفريقية الفرنسية الخامسة والعشرون افتتحت أمس الأول في نيس حيث دعا القادة الأفارقة في مستهلها إلى تمكينهم من تبوؤ موقعهم كاملا في المحافل الدولية الكبرى في مقدمتها مجلس الأمن الدولي. وقال رئيس الكونجو برازافيل دنيس ساسو نجيسو إنه لم يعد مقبولا أن تبقى أفريقيا “مهمشة” في هذا المجلس. وأضاف لإذاعة “فرانس انفو” “لا يمكن أن يبقى مجلس الأمن من دون أفريقيا كما تقرر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”. وأيد الرئيس الفرنسي هذا المطلب وقال في افتتاح الجلسة الموسعة “يجب أن نكون على استعداد لإعطاء أفريقيا موقعا في حكم العالم (...) لا يمكن على الإطلاق التوصل لحل أي مشكلة من المشاكل الكبرى التي يواجهها العالم دون مشاركة نشطة للقارة الأفريقية”. وأضاف وسط تصفيق الوفود الافريقية الـ51 المشاركة في القمة “من غير الطبيعي على الإطلاق ألا تكون لأفريقيا عضوية دائمة في مجلس الأمن”. ووعد بـ”مبادرات” خلال الرئاسة الفرنسية لمجموعة الثمانية ومجموعة العشرين التي تبدأ في نهاية العام. من جانبه دعا الرئيس المصري حسني مبارك الذي يشارك ساركوزي في رئاسة القمة إلى تمثيل أفضل لأفريقيا. وقال الرئيس المصري “نريد بأي ثمن إنهاء التهميش الذي تعاني منه القارة الأفريقية حتى تتمكن من المشاركة بصوت واضح وقوي في اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي على المستوى الدولي”. وخلال الأعمال التمهيدية للقمة ناقش وزراء خارجية الدول الممثلة في نيس مطولا هذا الموضوع. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير “لم نجد حلا، لكننا وجدنا الطريقة التي تتيح لنا بدء الحصول على الوسائل التي تجعلنا أكثر واقعية”. وقال العديد من الدبلوماسيين الأفارقة إن النقاش كان “حاميا” وأحيانا “شديد القسوة”. وقال دبلوماسي جابوني “البعض شكك في شرعية فرنسا في إطلاق هذا النقاش”. وأفريقيا التي تمثل 27% من الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي لا تملك سوى ثلاثة مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن. ويتكون مجلس الأمن حاليا من خمس دول دائمة العضوية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) تتمتع بحق النقض (الفيتو) وعشر دول غير دائمة العضوية. وفي 2005 تبنت الدول الافريقية موقفا مشتركا حول إصلاح المجلس في ضوء التوازنات العالمية الجديدة مع المطالبة بأن يكون لها مقعدان دائمان مع حق الفيتو ومقعدين غير دائمين إضافيين على الأقل. وتدعو فرنسا إلى توسيع تدريجي يبدأ بتخصيص مقعد دائم واحد لأفريقيا. وقال دبلوماسي افريقي إن تنزانيا وجنوب أفريقيا هما الدولتان “الأكثر حدة” في النقاش. وخلال القمة التي اختتمت أمس تم التطرق أيضا الى مشاكل الإرهاب وتهريب المخدرات والتغييرات المناخية. وبشأن هذا الموضوع الأخير أشار الأفارقة إلى “عدم التناسب: بين الغرب الملوث وبين افريقيا التي يجرى تلويثها والمطالبة بالمزيد من الجهود” كما لخص دبلوماسي جابوني الوضع. ومن الدول الافريقية الـ53 تغيبت دولتان فقط عن القمة هما زيمبابوي غير المرغوب برئيسها روبرت موجابي على الساحة الدولية، ومدغشقر الغارقة في أزمة سياسية حادة. وشرعت هذه القمة ، التي أطلق عليها اسم “قمة التجدد” ، أبوابها للمرة الأولى أمام جهات غير حكومية ، ولا سيما خلال ورشات العمل ، مع ممثلي 150 مؤسسة أفريقية و80 فرنسية. وفي حديثه عن “أزمة المؤسسات في افريقيا” حرص الرئيس الفرنسي أيضا على التذكير بأن الديموقراطية وحقوق الإنسان “ليست قيما غربية بل قيم عالمية” وهو ما أشادت به منظمة هيومن رايتس ووتش.
المصدر: نيس (فرنسا)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©