الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسبوع الوعي بالإسلام

1 ابريل 2012
هل يستطيع التسامح والمحبّة حقاً تقريب المسافات بين الناس وتسهيل كسر الحواجز الثقافية فيما بينهم؟ قد يبدو ذلك مادة لقصص الخيال والأفلام، ولكن هذا هو ما حدث بالضبط مؤخراً في زاوية صغيرة في لندن. فقد تجمّع أُناس من ديانات وخلفيات متعددة في مطعم هندي عصري كان في السابق مقهى، ليتناولوا وجبة طعام ويحتفلوا بذلك الشعور الراقي المسمى بالمحبة. وقد تولت تنظيم هذا الحدث الجمعية الإسلامية البريطانية بالمشاركة مع المنتدى المسيحي المسلم لإطلاق الأسبوع التاسع عشر للوعي بالإسلام، والذي جرى في الفترة 12 - 18 مارس 2012. ويشكّل أسبوع الوعي بالإسلام في كل سنة طيلة السنوات الـ 19 الماضية فرصة للناس في كافة أنحاء بريطانيا للّقاء وتناول الطعام، والإصغاء إلى بعضهم بعضاً، وللتفاهم والتناغم بصورة أفضل. ويختار منظمو الأسبوع عادة موضوعاً ذا اهتمام مشترك لأتباع جميع الديانات، مثل رعاية الجيران والاحتفال بأفضل ما تقدمه بريطانيا، أو من أجل تذكّر الإرث المشترك. وكان موضوع هذا العام إشاعة مشاعر المودة والمحبة بين الناس. وقد شرح خطباء مسلمون ومسيحيون ويهود في حفل الافتتاح في لندن مركزية المحبّة في تعاليمهم الدينية. ففي الإسلام، تؤكد مقاصد الدين الحنيف على أن المحبة والمودة وإشاعة الخير بين الناس، وإتمام مكارم الأخلاق هي من صميم رسالة الدين، وهي أساس علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، والصخرة التي ترتكز عليها العلاقات مع بني البشر الآخرين ومخلوقات الله. وفي التقاليد اليهودية، يرتكز العالم على ثلاثة أمور: التوراة (القانون) والعبادة وأعمال المحبة والكياسة. كما علّم المسيح، عليه السلام، أتباعه محبة الله والجار كما يحب الإنسان نفسه. إن حب الله وحب الجار هما الوصيتان التوأمان اللتان أصبحتا الموضوع الرئيس للرسالة المفتوحة التي كتبها العلماء المسلمون إلى نظرائهم المسيحيين عام 2007، والتي عرفت بمبادرة "الكلمة المشتركة". وقد دعت تلك الرسالة، التي يصفها أحد الخطباء في حدث لندن بِـ "رسالة المحبة"، الناس إلى التعايش معاً على أساس ما يشتركون فيه وما يعتبر كذلك أساسيّاً في جميع الأديان السماوية. وقبل شهور قليلة فقط أطلق أحد الذين شاركوا في كتابة تلك الرسالة، وهو الأمير غازي بن محمد من الأردن، وهو أستاذ فلسفة، كتاباً جديداً عنوانه "الحب في القرآن الكريم" يرتكز على رسالة الدكتوراه التي قدمها إلى جامعة الأزهر في القاهرة. وقد أعطى الكتاب، وموضوع المحبة المسلمين فرصة لشرح جوانب ما يعنيه الإسلام حقاً. وبالنسبة لجالية صغيرة من المسلمين البريطانيين، التي لا تملك في العادة سبل الوصول إلى إعلام التيار الرئيس، فإن فرصة مثل مناسبة إطلاق ذلك الكتاب في لندن تعتبر حيوية لجعل أصوات المسلمين من التيار الرئيس مسموعة بعيداً عن الهستيريا والإعلام المضلل الذي يثيره المتطرفون من كافة الاتجاهات. إلا أن الأعمال الهادفة يمكن أن ترتفع أصواتها أحياناً على أصوات الكلمات. ولذا فإن الأسبوع لا يركز فقط على الكلام، وإنما على أفعال الخير كإطعام المشردين والمشاركة في أعمال التنظيف والمساعدة وجمع الأموال للمؤسسات الخيرية المحلية والوطنية. كما ألهم موضوع المحبة كذلك الجهود التعاونية العالية المتنامية المعروفة بِـ"ميثاق التعاطف" الذي تتم إعادة إطلاقه هذا الشهر أيضاً. وهو اعتراف بأن مبادئ التعاطف تكمن في قلب كافة التقاليد الدينية والأخلاقية والروحية، ويناشد الرجال والنساء في كافة أنحاء العالم بالعمل لإزالة معاناة الآخرين، وضمان إعطاء الشباب معلومات دقيقة حول الغير وتحقيق تعاطف إنساني مع معاناة الآخرين، حتى أولئك الذين قد نراهم خصوماً لنا. وتمثل مثل هذه الجهود الهادفة جزءاً صغيراً من العمل الذي تم على مستوى الجذور خلال العقدين الماضيين من خلال أسبوع الوعي الإسلامي، والأهم أنه يجمع معاً أناساً ما كانوا ليلتقوا لولاه. وتلك هي قوة المحبة. مبشر خان ناشط سياسي بريطاني ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©