أكد تنظيم “القاعدة” الإرهابي أمس مقتل المدعو مصطفى أبو اليزيد قائده بأفغانستان ومسؤول الصلة مع “طالبان”، حسب ما ذكر المركز الأميركي “سايت” الذي يراقب المواقع الالكترونية الإسلامية. في حين أفاد مسؤولون أميركيون وباكستانيون أنهم يعتقدون أن القيادي الثالث في “القاعدة” الذي يعرف أيضاً، بالشيخ سعيد المصري والذي تمتد مسؤولياته من العمليات إلى جمع الأموال، قتل أواخر مايو المنصرم بضربة جوية صاروخية شنتها طائرة أميركية على المناطق القبلية شمال غرب باكستان قرب الحدود الأفغانية. وأبو اليزيد المصري الجنسية، هو أحد الأعضاء المؤسسين لتنظيم “القاعدة” الذي يتزعمه أسامة بن لادن وأمين مال سابق فيه.
ولم يوضح “سايت” ظروف مقتل أبو اليزيد ولكنه أوضح أن “القاعدة” أعلنت في رسالة مقتل زوجته وبناته الثلاث وحفيدته إضافة إلى رجال ونساء وأطفال آخرين.
وكان اسم أبو اليزيد مدرجاً في لائحة الأشخاص والجماعات والمنظمات الخيرية التي تم تجميد أرصدتها من قبل وزارة الخزانة الأميركية بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وبحسب مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي أي”، فإن أبو اليزيد حول أموالا، إلى 3 من منفذي اعتداءات 11 سبتمبر بينهم قائدها محمد عطا.
وفي واشنطن أفاد مسؤول أميركي بأنه توجد “أسباب وجيهة” للاعتقاد بأن أبو اليزيد، المسؤول الثالث في “القاعدة”، قتل في الآونة الأخيرة في المناطق القبلية بباكستان، ما يشكل واحدة من أكبر الخسائر التي تمنى بها “القاعدة”.
وقال هذا المسؤول “لجهة مكافحة الإرهاب، ذلك يمثل نصراً كبيراً” مضيفاً بقوله “لقد كان عنصراً محورياً في جهاز القيادة في القاعدة والواسطة بين بن لادن والظواهري”. والمصري أيمن الظواهري هو المسؤول الثاني في “القاعدة”. وأبو اليزيد الذي يشتبه في أنه عضو سابق في تنظيم “الجهاد الإسلامي” المصري، ظهر في عدة أشرطة فيديو أرسلتها “القاعدة” منذ أن أصبح قائدها في أفغانستان في مايو 2007، ومسؤول الصلة بينها وبين “طالبان”.
وتشير “القاعدة” إلى أفغانستان بـ”خراسان” التي تشمل أيضاً، باكستان وأزبكستان وتاجيكستان وإيران.
وقضى المصري فترة في السجن مع الظواهري عقب اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981، وصدر بحقه لاحقاً، حكمان بالسجن المؤبد والإعدام. وبحسب “سايت” فقد ظهر آخر مرة في شريط فيديو بث في 4 مايو الماضي أبن فيه أبوعمر البغدادي وأبو ايوب المصري قائدي “القاعدة” في العراق اللذين قتلا في أبريل المنصرم. من جهته، أوضح مسؤول أمن باكستاني أن المصري قتل على الأرجح خلال ضربة صاروخية لمنطقة وزيرستان الشمالية ليل 21 مايو الماضي. وذكر المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “وصلنا تقرير في ذلك الوقت عن مقتل عربي في تلك الغارة مع عدد من أفراد أسرته واعتقد أنه كان على الأرجح هو”.
واستهدف الهجوم منزلاً يملكه رجل قبلي على بعد نحو 25 كيلومتراً إلى الغرب من ميران شاه البلدة الرئيسية في منطقة وزيرستان الشمالية وهي معقل لمتشددي “القاعدة” و”طالبان” على الحدود الأفغانية. وقال مسؤولو مخابرات في ذلك الوقت إن 6 متشددين قتلوا لكن السكان قالوا إن 12 قتلوا من بينهم 4 نساء وطفلان.
وذكر السكان أيضاً، إن 6 نساء وطفلين عولجوا في مستشفى ميران شاه. وبحسب ياسر السري مدير المرصد الإسلامي في لندن، فإن أبو اليزيد ولد في مصر في ديسمبر 1955 في محافظة الشرقية بدلتا النيل. وتولى إدارة أعمال بن لادن في السودان” حيث كان أسامة بن لادن يقيم قبل طرده في 1996، بحسب السري.
وقد كثفت وكالة المخابرات المركزية الأميركية من هجماتها بطائرات بلا طيار مستهدفة المستوى الرفيع من قيادات “القاعدة” و”طالبان” وكذلك مقاتلين أدنى درجة غير معروفين إلى حد كبير.
وفي مارس المنصرم، ذكر مسؤولون أميركيون أن غارة بطائرة بلا طيار في باكستان، قتلت حسين اليمني وهو قيادي كبير لـ”القاعدة” في مجال تخطيط العمليات. إلى ذلك، أعلنت القوات الدولية والجيش الأفغاني أمس، أنهما استعادا السيطرة على منطقة برغمتال بإقليم نورستان الجبلي وهي منطقة نائية شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان.
وكان مقاتلو “طالبان” استولوا السبت الماضي، على المنطقة التي شهدت معارك عنيفة بينهم وبين قوات الحلف الأطلسي والجيش الأفغاني.
عدد اليوم
