اعتقلت الشرطة الإسرائيلية امس 600 من المشاركين في “أسطول الحرية” لمساعدة قطاع غزة الذي هاجمته البحرية الإسرائيلية أمس الأول وبدأت التحقيق معهم في سجن اشدود، بينما قامت بترحيل 48 آخرين. ونقلت إسرائيل 45 شخصا آخرين معظمهم أتراك، للمستشفيات لتلقي العلاج من إصابات لحقت بهم في الهجوم. ورغم ردود الفعل الواسعة التي فجرها الهجوم الدامي قال قائد سلاح البحرية الإسرائيلي انه على استعداد لوقف سفينة مساعدات إيرلندية أخرى في طريقها إلى غزة لكنه قلل من احتمال وقوع أي مواجهة. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن السفينة التي تحمل اسم “ريتشيل كوري” والتي انطلقت من إيرلندا تتقدم ببطء نحو المنطقة وعلى متنها نشطاءُ مؤيدون للفلسطينيين، وهي جزء من أسطول الحرية الذي تعرض للهجوم واعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي أن اسرائيل ستمنع أي سفينة إنسانية دولية اخرى من الوصول الى قطاع غزة وبإمداد ما اصبح قاعدة إرهابية تهدد قلب اسرائيل.
وقال فيلناي “لا شك انه كان يجب إيقاف هذا الأسطول. بالتأكيد اعترف بان الصور ليست حسنة وأقر بوجود عيب في تقييم الوضع على واحدة من السفن”. وأضاف “سنستخلص العبر” من هذا الحادث. واكد فيلناي أن “الجنود ردوا بالشكل المناسب. كانوا يعتقدون انهم سيواجهون ناشطين يدافعون عن قضية إنسانية لكنهم وجدوا رعاعا. لم يقتل تسعة ناشطين من اجل السلام بل رعاع”. ورأى نائب وزير الدفاع الاسرائيلي انه “لا أزمة إنسانية في غزة لكنني اعترف بان الحياة صعبة هناك”.
وقال قائد في البحرية الاسرائيلية إن قوات البحرية مستعدة للتصدي لسفينة مساعدات أخرى متجهة الى غزة مستخفا بتكهنات بأن رجال الكوماندوس سيتفادون الدخول في مواجهة جديدة بعد أن انتهى تصديهم لسفينة تركية نهاية دامية. ونقل راديو الجيش الاسرائيلي عن لفتنانت في البحرية قوله انه يتوقع عملية سهلة للسيطرة على السفينة. وقال اللفتنانت “نحن كوحدة ندرس وسنجري تحقيقا مهنيا للوصول الى نتائج” مشيرا الى الواقعة التي قتل فيها أفراد وحدته بالرصاص تسعة من النشطاء الدوليين على متن سفينة تركية. وأضاف “سنكون أيضا مستعدين لريتشل كوري”.
وقال راديو الجيش الاسرائيلي إن السفينة ريتشل كوري ستصل الى مياه غزة اليوم الأربعاء لكن برلين قالت إن السفينة قد لا تحاول الوصول الى غزة قبل مطلع الأسبوع القادم. وقالت في إشارة الى سفينة الشحن وحمولتها 1200 طن “لن نرسلها على الأرجح حتى يوم الاثنين أو الثلاثاء القادمين”.
وقال منظمون إن السفينة ريتشل كوري ستحمل معدات طبية ومقاعد متحركة وإمدادات للمدارس وإسمنت الذي تحظر اسرائيل دخوله الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة (حماس). وقال وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي اسحق أهارونوفيتش إن الشرطة تجمع أدلة لمحاكمة النشطاء الذين تعرضوا للقوات الاسرائيلية بالهراوات والسكاكين والرصاص وبأيديهم. وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي “كل من رفع يده على جندي سيعاقب بأقصى ما يقضي به القانون”.
وأكد متحدث باسم هيئة السجون الإسرائيلية أن إسرائيل تحتجز 610 من نشطاء “أسطول الحرية” الأجانب بأحد السجون جنوبي البلاد. وأوضح أن المواطنين الأجانب محتجزون في “ظروف جيدة” في زنزانات تتسع لشخصين أو لأربعة أشخاص في سجن جديد يسمى “إيلا” افتتح فقط منذ عشرة أيام بمدينة النقب جنوبي إسرائيل ويتسع لنحو 800 نزيل. وأشار إلى أن معظم النشطاء جاءوا دون متعلقات شخصية، ولذا سيتم إعطاؤهم جميعا ملابس داخلية وفرش وبطاطين وستقدم لهم وجبات. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يجال بالمور أنه حتى الآن جرى التعرف على نحو 50 ناشطا سيطرت عليهم القوات الإسرائيلية على متن الأسطول ونقلوا إلى مطار بن جوريون الدولي قرب تل أبيب لترحيلهم خارج البلاد. ولا يزال باقي المحتجزين يخضعون للتحقيق في سجن “إيلا” وستقرر السلطات لاحقا ما إذا كانت سترحلهم أم سيجري اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.
وأعلنت الحكومة السويدية أن اسرائيل اعتقلت الكاتب هينينج مانكل (62 عاما)، صاحب قصص بوليسية ناجحة، بالإضافة الى ثمانية سويديين اخرين كانوا على متن سفن أسطول الحرية الذي هاجمه الجيش الاسرائيلي.
وتحتجز اسرائيل ستة مواطنين إيطاليين، وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إنه يأمل في إطلاق سراح المجموعة “في أقرب وقت ممكن”. وذكر فراتيني أن “الإسرائيليين يقولون إنهم يحتجزون هؤلاء الذين رفضوا أوامر الطرد” الصادرة ضدهم. وأضاف أن مسؤولي السفارة الإيطالية في تل أبيب سيزورون المجموعة.
عدد اليوم
