الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد خلف المزروعي: السينما أقوى صيغ الاتصال في العالم

محمد خلف المزروعي: السينما أقوى صيغ الاتصال في العالم
7 أكتوبر 2009 21:38
تنطلق مساء اليوم في قصر الإمارات بأبوظبي فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في نسخته الثالثة التي تستمر حتى 17 أكتوبر الجاري وسط حضور مشاهير السينما العالمية وصناعها ونقادها. وستعرض في المهرجان 129 فيلماً من 49 بلداً من مختلف دول العالم توزعت على مجموعات منها الروائية بواقع 72 فيلماً من 40 بلداً والأفلام القصيرة بواقع 57 فيلماً من 29 بلداً ويشترك في المهرجان 21 فيلماً تميزت كونها خرجت من إبداع نساء مخرجات من مختلف جهات العالم. ستتنافس على المسابقة عدد من الأفلام الروائية التي ستعرض في المهرجان وهي 9 أفلام روائية من الشرق الأوسط و11 فيلماً روائياً مؤهلاً للحصول على جائزة المخرج، كما ستتنافس 8 أفلام وثائقية من الشرق الأوسط و8 أفلام وثائقية مؤهلة للحصول على جائزة المخرج في المهرجان. ويتضمن المهرجان عدداً من المحاور الأساسية منها محور أفلام البيئة التي ستقدم أفلاماً في هذا الإطار لم يسبق أن تمحور في حقل منفرد، وكذلك ستعرض حزمة من الأفلام التركية وبمشاركة عراقية وإيرانية ولبنانية ومصرية وهندية من الشرق. وتوخى منظمو المهرجان أن يتناغم مهرجان الشرق الأوسط مع فعالية «أفلام من الإمارات» التي تُعنى بالسينما الإماراتية والخليجية، وتقرر أيضاً أن تقام ورش عمل لكبار مؤلفي السينما التصويرية السينمائية يقدمون خلالها تجاربهم وطرائق عملهم في هذا المضمار. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في المجمع الثقافي بأبوظبي بحضور محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث نائب رئيس مجلس إدارة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي واشترك فيه عيسى المزروعي عضو مجلس الإدارة والمدير العام لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي وبيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، كما شهد المؤتمر الصحفي عدد من المسؤولين في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ونقاد سينمائيون ووسائل الإعلام المختلفة والصحفيون والمهتمون بالشأن السينمائي. وقال محمد خلف المزروعي في كلمته بالمؤتمر الصحفي: تمثل السينما إحدى أقوى صيغ الاتصال على مستوى العالم، بما تقدمه لنا من فرص لتجربة مختلف الثقافات والتقاليد، والتعرف عن كثب إلى بعض التحديات التي تواجه الإنسانية في عصرنا الراهن. وأضاف: تضع استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في أعلى سلم اهتماماتها عالم الفن السابع وصناعته، إدراكاً منّا بما تكتسبه السينما والفنون البصرية بشكل عام من أهمية مضاعفة مع تقدم العصر وتطور التكنولوجيا، ودخول أشكال جديدة من الفنون تمحو من أذهاننا ما ساد سابقاً من حدود فاصلة بينها وتعريفات سهلة لها. وتصبح السينما عالماً موازياً يُقارب الإنجاز المتخيل فيه بالصوت والصورة، الإنجاز المقابل له في الحياة الواقعية، بل ويفوقه انتشاراً بقدراتٍ لا محدودة للإخراج والإنتاج السينمائي. وقال: هذه الحقيقة، تشكل لنا في أبوظبي حافزاً وعامل تشجيع كبيراً على الريادة، من خلال بناء أسس وركائز النهضة الثقافية في إمارة أبوظبي في ميادين الإبداع السينمائي والفني والأدبي. وتحافظ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على التزامها برعاية خطوات التطوير في مجتمعنا السينمائي المحلي عبر تقديمها للجمهور الدورة الثالثة من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي، ومن ضمن فعاليات لجنة أبوظبي للأفلام: مؤتمر ذى سيركل، مسابقة أفلام من الإمارات، ومسابقة منحة «الشاشة». ونوه إلى أن المهرجان سيعرض أمام مجتمع صناعة السينما والإعلام في العالم، الثقافة والتقاليد الأصيلة في العاصمة الإماراتية إلى جانب روعة التراث والطبيعة وجمالها. ومع استمرارنا في دعم التبادل الفكري وتطوير مفاهيم الإنتاج الفني الخلاق، يحدونا الأمل بأن نثير اهتمام صناع السينما العالميين لوضع منطقتنا على قائمة خططهم للإنتاج المستقبلي. وقال: كما سيقدم المهرجان أيضاً فرصة نادرة لتعريف جمهورنا على أفلام ربما لن تتاح له فرصة مشاهدتها إلا هنا، على أمل أن تحفزه تجارب المهرجان التي لا تنسى ليعود إلى التظاهرات السينمائية التي نعتزم تقديمها في المستقبل. وأضاف: يبقى طموحنا الأكبر الذي نعمل على تحقيقه ضمن استراتيجيتنا الثقافية، أن نرى السينما الإماراتية تقف على أرض صلبة من الخبرة والاحتراف، والسير في دروب المنافسة التي تضعهم في مستوى الآخرين عالمياً، ولهذا الهدف فقد قمنا بتأسيس أكاديمية نيويورك- أبوظبي للفيلم، ولجنة أبوظبي للأفلام. وأشار محمد خلف المزروعي إلى أنه تمّ بدء العمل على تطوير مكتبة إلكترونية لمواقع التصوير الملائمة للإنتاج السينمائي في إمارة أبوظبي، حيث تم إعداد قائمة غنية من المواقع التراثية والمعاصرة وتوثيقها لاستخدامها في الإنتاجات المستقبلية من قبل فرق عمل مختصة تعمل على استكشاف المواقع المحتملة للتصوير في المنطقة الغربية ومدينة العين بإمارة أبوظبي. وقال: بالتوازي مع هذه المشاريع السينمائية المتناغمة، فقد أطلقت أبوظبي مبادرات سينمائية ضخمة للاستثمار في مجال الإنتاج السينمائي والإعلامي، كشركة «ايما جينيشن» التي تسعى لاستقطاب كبار صُنّاع الأفلام في العالم. واختتم المزروعي كلمته بالتعبير عن سعادته باستضافة ضيوف المهرجان بما يعنيه هذا الحشد من النجوم والفنيين والنقاد من تكريس لدور أبوظبي كمركز للفنون والثقافات، ومساحة لقاء حضاري بين الشعوب والأمم. من جانبه قال عيسى المزروعي مدير عام المهرجان: هناك الكثير من الجهود المبذولة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لترك انطباع فني ثقافي يدوم طويلاً، ويتيح التأثير على المشهد السينمائي إقليمياً ودولياً، حيث يفخر المهرجان في دورته الثالثة باستقطاب عدد كبير من أهم الأفلام في الشرق الأوسط والعالم في مسابقاته الرسمية، والتي تُعرض للمرة الأولى في المنطقة، بل وتشكل أبوظبي لبعض هذه الأفلام عرضها العالمي الأول على الإطلاق. وأضاف المزروعي: يبلغ العدد الكلي للأفلام التي ستعرض في أبوظبي (129) فيلماً من ( 49 ) دولة، منها 72 فيلماً طويلاً من 40 دولة، ويبلغ عدد الأفلام القصيرة المشاركة (57) فيلماً من (29) دولة، وأن مجموع الأفلام التي ستعرض بإخراج نسائي هو (21) فيلماً. وأشار إلى أن عدد الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي تمثل دول الشـرق الأوسط يبلغ ( 9 ) أفلام، ويبلغ عدد الأفلام العائدة لمخرجين جدد (11 فيلماً). وقال: أما بالنسبة لعدد الأفلام الوثائقيـة الطويلة المشاركة في المسابقة، والتي تمثل دول الشرق الأوسط، فهي (8 ) أفلام، كما ويشارك المخرجون الجدد بـ (8) أفلام في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة. وأشار عيسى المزروعي إلى أن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثالثة يحفل بمجموعة من المحاور الجاذبة لجمهور السينما ونقادها على السواء، والذين يخصهم المهرجان بمجموعة من ورش العمل لكبار مؤلفي السينما التصويرية السينمائية يقدمون فيها خلاصة خبراتهم الفنية وطريقة عملهم الإبداعية، وكذلك ورش العمل التي تبحث دور أرشيفات السينما في عالمنا المعاصر. وقال: يتميز مهرجان أبوظبي كذلك لهذا العام ببرنامج العروض العالمية التي تنتظرها بشوق كبير أوساط الصناعة السينمائية وجمهور الفن السابع، والتي تعرض خارج المسابقة الرسمية، وسبق للعديد منها أن فاز بجوائز مهرجانات سينمائية مختلفة حول العالم في العام الماضي، هذا إضافة إلى العديد من البرامج السينمائية المُصاحبة، والفعاليات الجديدة، والتي ينظمها المهرجان للمرة الأولى. واختتم كلمته بالقول: يقوم عملنا في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كمنظمين لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، على تحقيق الانسجام والتناغم بين الأهداف المحورية للمهرجان والفعاليات المرتبطة به، وخاصة تحفيز الطاقات الإخراجية والتمثيلية الإماراتية والعربية، والحرص على تكاملها وتجانس عملها مع المشهد السينمائي والفني العالمي، من خلال الاطلاع على تجربة الآخر والاستفادة من مهاراته المكتسبة. من جانب آخر قال بيتر سكارليت: يسعدني أن أشاهد ممثلي الصحافة العالمية والعربية وهم موجودون في هذا المؤتمر الصحفي كونه يعبر عن اهتمام وسائل الإعلام المختلفة في المنطقة وفي العالم. وتقدم سكارليت بالشكر إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لدعمها المهرجان وصولاً إلى أقصى غايات الإبداع وعبر عن تقديره للسينما العربية التي تحضر المهرجان بقوة من خلال عدد العروض السينمائية التي ستمثلها. وقال: نحن نعمل على مدار الساعة في المهرجان وحاولنا أن نعطي تعدداً في محاوره إذ قسمنا الأفلام إلى روائية وأخرى قام بإخراجها النساء والأفلام من الشرق الأوسط وأخرى من تركيا واهتممنا بالبيئة والأفلام القصيرة وجعلنا حقلاً منفصلاً لأفلام من الإمارات. وأشاد سكارليت بالسينما التركية باعتبارها غير متأثرة بالسينما الهوليودية ولكونها مستقلة بذاتها ولذا اعتبرها مستقبلاً نموذجاً يحتذى به الشباب الإماراتي في خلق سينما خاصة بهم تتناول عوالمهم المحلية التي تحتاج إلى الفن السابع لكي يرصدها ويؤرخ لها. وأشار المدير الفني للمهرجان إلى مصادر الأفلام التي ستعرض في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث وهي هوليود وبوليود وتركيا والشرق الأوسط والدول العربية. وقال: نحن نعيش في عالم متطور ومتفاهم حيث تقربنا السينما وتجعلنا نتفاهم من خلال جمعنا مع البعض بعضاً ضمن عالم متقارب إنساني. وأضاف: ومن هذا المنطلق سنقوم بتأسيس لأعمال سينمائية في أبوظبي خلال هذا العام تعبيراً عن تلاقح الثقافات التي وجدتها في أبوظبي متجلية بشكل واضح باعتبارها قضية حضارية وإنسانية في آن واحد. وتناول سكارليت في كلمته بالمؤتمر الصحفي جانباً من اهتمامه بسينما البيئة وما لفت نظره من اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» بالمها العربي حيث أولى جل عنايته بهذا الكائن الذي استحق أن يعيش على أرض ظلت موطنه الأصلي. وقال سكارليت: إن المها العربي يشاركنا في هذه الحياة ولذا نحن مدعوون لحمايته ضمن بيئة خلاقة ولذا صار من الضروري أن نسجل إنسانيتنا إزاء هذا الكائن سينمائياً. وأشار إلى أن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي قد يعد حدثاً مهماً سيقدم يوم غد الجمعة محاضرات سيعقدها عدد من صناع الأزياء تتناول تصميم الأزياء في السينما أو علاقة الأزياء بالأفلام وسيكون الأميركي جيسن وود مصمم الأزياء الشهير من ضمن المتحدثين عن دور الأزياء وماذا يلبس الممثلون هذا بالإضافة إلى علاقة الأزياء بالمشاهد السينمائية وتمثلها. وأكد أن الألمانية كلوديا شيفر المهتمة بالأزياء والشخصية الشهيرة في عالم عروض الأزياء ستساهم في هذه المحاضرات، وأضاف أن حدث الافتتاح سيرافقه تقديم أول جائزة لأول ممثلة عالمية تلفزيونية ومسرحية وسفيرة اليونيسيف وهي «فاليسارد كريف» وسيتسلم الجائزة نيابة عنها الممثل الإيطالي فرانكو نيرو. وقال سكارليت: سيستقبل مهرجان الشرق الأوسط أعداداً كثيرة من نجوم السينما العالمية، وحول أفلام من الإمارات أشار سكارليت إلى الاهتمام الاستثنائي بهذا الجانب مما استدعى أن يكون هناك مخرجون إماراتيون في لجان التحكيم التي يتكون أعضاؤها من إيران والصين والولايات المتحدة والهند والإمارات. وفي إطار التمويل السينمائي أشار سكارليت إلى أن المهرجان قد مول أفلاماً من العراق ولبنان وفلسطين. كما تطرق إلى المعايير التي وضعت لتقييم الأعمال السينمائية المقدمة بأنها التأثر العاطفي بالفيلم وبراعته في معظم المعطيات المشكلة لبيئته العامة. ولم يعط سكارليت أسماء النجوم الذين سيحضرون إلى المؤتمر بل اكتفى بالإشادة بالنجوم الذين ليسوا نجوماً وبالأخص صانعي السينما الذين يقفون في الظل باعتبارهم مبدعين في هذا الجانب على الرغم من عدم ظهورهم في الصحافة. وحول الفيلم العربي «المسافر» من تمثيل عمر الشريف والذي سيكون فيلم الافتتاح قال سكارليت: إن هذا الفيلم قد أحبه البعض وكرهه البعض الآخر وهذا ما يثيرني حقاً ومن هذا المنطلق يبدو عرضه في أول يوم للمهرجان مثيراً للجدل.
المصدر: سلمان كاصد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©