الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كاسيتش» بدلاً من ترامب

17 أكتوبر 2016 10:52
بعض الناس ممن يعارضون دونالد ترامب يلاحظون رغم هذا أنه فاز بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ولذا يعتقدون أن مؤتمر الحزب في كليفلاند الأسبوع المقبل سيكون مؤتمره. ويعتقدون أن المندوبين سيضفون طابعاً رسمياً على ترشيحه، وكفى. إنهم مخطئون، فالمؤتمر ليس مؤتمر ترامب، أو ليس بعد على الأقل. والمندوبون ليسوا أداة طيعة، بل سلطة تستخدم حكمها المستقل. والمؤتمر القومي للحزب الجمهوري ليس اجتماعاً لهيئة سوفييتية عليا خاضعة لطاعة أوامر رؤساء الحزب. إنه أعلى هيئة حاكمة في الحزب الجمهوري، واللجنة القومية للحزب الجمهوري وأحزاب الولايات من منتجاتها، وليس العكس. والقرار الصادر هذا الأسبوع من محكمة اتحادية في فيرجينيا بعدم دستورية النص بأن قانون الولاية ملزم لوفود مندوبي المؤتمر يؤكد على حقيقة أن مثل هذه القوانين لم تنفذ قط في أي ولاية لأنها تنتهك حقوق المندوبين في التعديل الأول للدستور. وبالمثل فإن قواعد الحزب في الولايات لا تلزم المندوبين أيضاً لأن القواعد التي يتبناها المؤتمر القومي تسود القواعد الأخرى. وإذا مارست الوفود سلطتها وصوتت وفقاً لضميرها أو امتنعت عن التصويت تماماً فقد يُحرم ترامب من عدد الأصوات المطلوب والبالغ 1237 صوتاً كي يصبح مرشح الحزب. وقد نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي عن أحد أنصار ترامب في اللجنة القومية للحزب الجمهوري قوله إن ما أحصوه بلغ 890 صوتاً. وإذا كان هذا العدد قريباً بحال من الأحوال من الصحة فإن مئات من مندوبي ترامب ضعفاء أو مترددون في دعمهم. ولكن من المثير للسخرية أنه حين يبحث كثير من المندوبين عن بديل لا يوجد أحد في الوقت الحالي. وترامب يمثل خطراً. فهو يعمل دون وازع من ضمير فيما يبدو، ولم يبدِ شعوراً بالذنب أو الخزي أو الارتباك أو الأسف أو الندم. ولم يبد تعاطفاً تجاه الذين سخر منهم بقسوة. ولا حتى تجاه السيناتور جون ماكين الذي عانى من كسور في العظام وإصابات كثيرة أخرى بسبب سنوات من التعذيب. ولا تجاه قاض أميركي المولد وقع ضحية تعصب ترامب. وهناك تصريحات مهينة كثيرة أدلى بها ترامب ولكن لا يوجد اعتذار واحد حتى الآن. ومَن يفتقرون إلى الضمير ومشاعر الندم الإنسانية يصبحون عادة مستبدين قساة حين يحصلون على السلطة. والحزب الجمهوري والبلاد تحتاج على وجه السرعة بديلًا. والمرشح المحتمل الوحيد الذي يستطيع أن يمثل بديلًا أمام مندوبي المؤتمر هو جون كاسيتش حاكم ولاية أوهايو. إنه فائق الكفاءة وقد أدار حملة انتخابية رئاسية جادة ومحترمة، وحين قلل معظم المسؤولين الجمهوريين من مصداقيتهم بالوقوف خلف ترامب رفض كاسيتش بحزم العروض التي توددت إليه ليخوض الانتخابات نائباً للرئيس في حملة ترامب الرئاسية المحتملة. ورفض بحزم أيضاً دعمه. وبالإضافة إلى هذا، تشير كل استطلاعات الرأي إلى أن كاسيتش وحده هو القادر على إلحاق الهزيمة بهيلاري كلينتون. ولكن أنصار ترامب المترددين لن يغادروا السفينة ما لم تكن هناك سفينة أخرى لتقلهم على متنها. وما لم يوضح كاسيتش رغبته هذا الأسبوع في أن يمثل بديلًا للحزب فإن ترامب سيكون المرشح. ومع الأخذ في الاعتبار عدم شعبيته في كل الجماعات السكانية تقريباً فمن المؤكد أن ترامب سيمنى بهزيمة في نوفمبر مضيعاً معه على الجمهوريين عدداً من المناصب الكبيرة في واشنطن وفي عواصم الولايات. وكاسيتش وحده هو القادر على تفادي الكارثة. والمؤتمر ليس مؤتمر ترامب بعد بل قد يكون مؤتمر كاسيتش. * مندوب كاسيتش في المؤتمر القومي للحزب الجمهوري لعام 2016 ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©