ليفني الأوفر حظاً لزعامة كاديما لكن رئاسة الوزراء مستبعدة

تضاربت الاستطلاعات حول معركة خلافة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حيث تقدمت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بفارق واضح للفوز في زعامة حزب كاديما لكن مع تشكيك لمسؤولين في قدرتها على تشكيل ائتلاف وأن تصبح رئيسة للوزراء· بينما أظهر استطلاعان آخران من ثلاثة استطلاعات في الصحف الرئيسية أن ليفني ستسير كتفا بكتف مع بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود اليميني المعارض في حالة الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة· وأدخل اولمرت اسرائيل في اضطرابات سياسية يمكن أن تعرقل صنع السلام في الشرق الأوسط عندما أعلن يوم الأربعاء أنه سيتنحى عن رئاسة الوزراء بعد الانتخابات على زعامة كاديما في 17 سبتمبر· وأظهرت الاستطلاعات أن ليفني وهي ضابط سابق في الاستخبارات تتقدم بفارق يتراوح بين ثماني و18 نقطة عن أقرب منافسيها على زعامة كاديما وهو وزير النقل شاؤول موفاز· واعلن عنوان رئيسي في صحيفة ''يديعوت احرونوت'' الاسرائيلية واسعة الانتشار بدء معركة الخلافة· وشكك مسؤولون في كاديما في قدرة ليفني كبيرة المفاوضين الاسرائيليين مع الفلسطينيين على تشكيل ائتلاف بين الاحزاب فيما يزيد فرص إجراء انتخابات برلمانية مبكرة تطالب بها المعارضة بزعامة نتانياهو· وقال هؤلاء المسؤولون إن الأمر قد يكون أكثر سهولة بالنسبة لموفاز وهو وزير دفاع سابق عرف بأساليبه المتشددة في سحق الانتفاضة الفلسطينية في استمالة حزب شاس المتشدد لتأمين 61 مقعدا في البرلمان لتشكيل حكومة مستقرة· وقال مسؤول بارز في كاديما إنه يخشى من ان تؤدي المعركة على خلافة اولمرت إلى تمزيق حزب كاديما· في وقت قد يحاول نتانياهو وهو رئيس وزراء اسرائيلي سابق ومنتقد صريح لخطوات اولمرت بشأن السلام إحباط خطط كاديما لتشكيل حكومة قادمة بحشد أغلبية في البرلمان إما لتشكيل ائتلافه الخاص أو لتقديم موعد الانتخابات المقررة في ·2010 لكن استطلاعين نشرا ايضا امس أشارا إلى أن نتانياهو سيواجه سباقا متقاربا أكثر من المتوقع في حالة فوز ليفني بزعامة كاديما· وأظهر استطلاع أجرته يديعوت احرونوت أن حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو سيحصل على 30 مقعدا بينما سيحصل كاديما بزعامة ليفني على 29 مقعدا· أما صحيفة هاآرتس فقد أعطت ليفني 26 مقعدا مقابل 25 مقعدا لنتانياهو· ورجحت صحيفة معاريف من جانبها تقدم نتانياهو بفارق واضح، وقالت إنه في حالة إجراء الانتخابات اليوم سيحصل الليكود على 33 مقعدا في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) المكون من 120 مقعدا وإن كاديما بزعامة ليفني سيحصل على 20 مقعدا فقط· وينظر إلى وزير الدفاع ايهود باراك زعيم حزب العمل على نطاق واسع على أنه مؤيد لليفني أقوى امرأة في السياسة الاسرائيلية منذ رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير في السبعينات· وقال في بيان امس إن حزب العمل سيفكر في الانضمام إلى ائتلاف جديد، لكنه أضاف ''إذا احتجنا لانتخابات فسنكون عندئذ مستعدين لها''· ورجح استطلاع الرأي الذي اجراه معهد ديالوغ ونشرته ''هاآرتس'' فوز المعارضة اليمينية في حال اجريت انتخابات تشريعية مبكرة في اسرائيل ايا كان رئيس حزب كاديما، لكن في حال تولت ليفني رئاسة الحزب بدلا من خصمها موفاز، فإن الفارق سيكون اقل بكثير ولمصلحة تحالف اليمين الذي يقوده نتانياهو· وكشف الاستطلاع ان كاديما سيحصل في هذه الحالة على 26 مقعدا مقابل 25 لليكود (يمين) و14 لحزب العمل و11 لكل من حزب شاس الديني المتشدد واسرائيل بيتنا (قومي متشدد)· وبدعم تشكيلات دينية او يمينية متطرفة، سيتمتع نتانياهو بتأييد ما بين ستين و62 نائبا في البرلمان بل لن يستطيع التحالف الحالي بين كاديما وحزب العمل الاعتماد على اكثر من 51 نائبا· اما اذا انتخب موفاز الأكثر ميلا من ليفني الى اليمين، رئيسا لكاديما، فلن يحصل حزبه على اكثر من 19 مقعدا مقابل ما بين 64 و66 مقعدا للمعارضة اليمينية· واجري هذا الاستطلاع قبل ان يعلن اولمرت انه سيتخلى عن منصبه بعد الانتخابات التمهيدية لحزب كاديما الشهر المقبل·