الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المباحثات الثنائية... هل تجدي مع كوريا الشمالية؟

المباحثات الثنائية... هل تجدي مع كوريا الشمالية؟
7 أكتوبر 2009 23:47
بعد الاستعداد الجديد الذي أبدته كوريا الشمالية لاستئناف المباحثات الدولية المتوقفة- إذا ما نجحت قبل ذلك المفاوضات مع الولايات المتحدة- أصبحت الكرة الدبلوماسية في ملعب واشنطن، وهو الأمر الذي يعتبره «ريو كيل-جاي»، الأستاذ بجامعة دراسات كوريا الشمالية بسيؤول «اختباراً لسياسة إدارة أوباما تجاه كوريا الشمالية». وحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية «إيان كيلي»، تذهب المؤشرات الأولى إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لاستغلال هذه الفرصة قائلًا: «نحن بالطبع نشجع أي نوع من الحوار يقود في النهاية إلى نزع كامل ومتحقق منه للأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية». وكانت بيونج يانج قد انسحبت في شهر أبريل الماضي من المباحثات السداسية الرامية إلى إنهاء برنامجها النووي ووضح حد لعزلتها الدولية، مؤكدة أنها لن ترجع أبداً إلى طاولة المفاوضات، لكن بحلول يوم الثلاثاء الماضي نُقل عن وكالة الأنباء الرسمية بكوريا الشمالية تصريح القائد العزيز «كيم يونج إيل» لرئيس الوزراء الصيني «وين جيابو»، الذي قام في الأسبوع الجاري بزيارة رفيعة المستوى إلى بيونج يانج، قوله: «إننا عبرنا عن استعدادنا لعقد محادثات متعددة الأطراف اعتمادًا على نتيجة المفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ويتعين على العلاقات العدائية بين أميركا وكوريا الشمالية أن تتحول إلى روابط سلمية من خلال البدء في المباحثات الثنائية». غير أنه مع ذلك لم تتضح بعد أهمية الخطوة التي اتخذتها بيونج يانج، لا سيما في ظل العقبات المتبقية التي يقول عنها «كيم تاو-وو»، نائب رئيس المعهد الكوري للدراسات الدفاعية بسيؤول «العقبة الأساسية التي تواجه المفاوضات هي ما إذا كانت كوريا الشمالية مستعدة فعلا للتخلي عن أسلحتها النووية، لأنه من دون هذا الاستعداد لا معنى للمفاوضات». وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه وكالة الأنباء «يونهاب» بكوريا الجنوبية نقلًا عن مسؤول لم يذكر اسمه أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى إعادة كوريا الشمالية بناء مرافقها النووية التي بدأت تفكيكها بموجب الاتفاق السابق، وإلى غاية اليوم فشلت المباحثات السداسية التي تجمع كوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية بالإضافة إلى الصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان، وذلك رغم اتفاق الجميع على الخطوط العريضة للاتفاق النهائي. ففي المحصلة الأخيرة سيكون على بيونج يانج التخلي عن برنامجها النووي مقابل الحصول على اعتراف دولي ومبالغ مالية مهمة في شكل مساعدات اقتصادية، فضلا عن التوقيع على اتفاقية سلام تنهي بشكل رسمي الحرب الكورية وتمنح ضمانات أمنية للنظام، لكن الجهود المتواصلة لتحقيق هذه الأهداف واجهت العديد من العقبات بسبب الاتهامات المتبادلة بعدم احترام الطرفين لالتزاماتهما. وفي هذا الصدد يقول «ديفيد كانج»، الخبير في الشؤون الكورية بجامعة كاليفورنيا الجنوبية: «لقد كانت المشكلة على الدوام في ترتيب الأولويات، فالجميع يتفق على أن الصفقة هي نزع السلاح النووي مقابل التطبيع، لكن العقبة تبقى فيمن يأتي أولاً». ولتجاوز هذه العراقيل ومنع كوريا الشمالية من التركيز على التفاصيل وإثارة مشكلات حولها اقترح رئيس كوريا الجنوبية، «لي ميانج باك»، أواخر الشهر الماضي «صفقة كبرى» لحل جميع القضايا العالقة بضربة واحدة بدل انتهاج سياسة الخطوات المتدرجة، ويبدو أن بيونج يانج تسعى إلى صفقة مماثلة مع الولايات المتحدة التي تعتبرها أهم تهديد بالنسبة لأمنها عبر تجاوز المباحثات السداسية التي ترعاها الصين. وبرغم عدم إعلان كوريا الشمالية لأجندة المباحثات الثنائية التي تود عقدها مع الولايات المتحدة، من المرجح أن يطالب النظام المعزول بإنهاء العقوبات المالية الأميركية التي تعيق الصفقات الخارجية، فضلاً عن مجموعة أخرى من التنازلات التي ستشمل على الأرجح معاملة واشنطن لبيونج يانج على أنها ند نووي، والموافقة على رفع المظلة النووية الأميركية عن كوريا الجنوبية، وسحب قواتها من البلاد مقابل نزع كوريا الشمالية لأسلحتها النووية. لكن حتى من دون الإذعان لهذه التنازلات الكبيرة تبدو واشنطن مترددة في إجراء مفاوضات مكثفة مع كوريا الشمالية، حيث طمأن المسؤولون الأميركيون باقي الأطراف المشاركة في المباحثات أن أميركا ستقتصر خلال مفاوضاتها الثنائية مع كوريا الشمالية على استئناف المباحثات، وهو ما يوضحه «ديفيد ستروب»، الدبلوماسي الأميركي السابق في سيؤول، وأحد الذين رافقوا بيل كلينتون مؤخراً في زيارته لبيونج يانج لاستعادة الصحفيتين الأميركيتين اللتين احتجزتهما كوريا الشمالية الصيف الماضي قائلاً: «ستتوخى واشنطن أقصى درجات الحذر بالتشاور المستمر وعلى مستويات رفيعة مع باقي الأطراف المنخرطة في الحوار». وفي نفس الوقت يؤكد البروفيسور «كانج» أنه «إذا رأى الأميركيون أفقاً إيجابياً للمباحثات الثنائية، فإنهم قد يقدمون شيئاً» طالما أن ذلك لا ينطوي على مجازفة غير محسوبة، وهو ما قد يحقق حسب «باييك هاك-سون»، المحلل السياسي بمعهد «سيجونج» بسيؤول، رغبة قديمة يريدها «كيم بونج إيل»، وهي «إعادة هيكلة مجمل المفاوضات بهدف الخروج من القضايا الثانوية ذات الطبيعة الفنية مثل كيفية التحقق من نزع السلاح النووي إلى اتفاق على مستوى رفيع مع الولايات المتحدة». بيتر فورد - كوريا الجنوبية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©