إسرائيل تبدي استياءها من طريقة تعامل أميركا مع إيران

صرح مسؤول اسرائيلي كبير مساء أمس الأول بأنه نقل إلى إدارة الرئيس جورج بوش استياء إسرائيل من إظهار واشنطن مؤخراً ليونة في الجهود الدولية لإقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم لبرنامجها النووي، مقابل الحصول على حوافز اقتصادية وتجارية وسياسية من مجموعة ''5 + ''1 وهي الدول الخمس الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا· وفي أوضح تغير في السياسة الأميركية للتعامل مع إيران، شارك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز في اجتماع ضم وسيط الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومسؤولين من الدول الست ووفداً إيرانياً في جنيف يوم 19 يوليو الماضي انتهى بمنح طهران مهلة أسبوعين حتي اليوم السبت لوقف برامج تخصيب اليورانيوم إذا أرادت تفادي المزيد من العقوبات· وأجرى بيرنز مشاورات مع نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاؤول موفاز في واشنطن مساء أمس الأول في سياق ''الحوار الاستراتيجي'' بين الجانبين· وقالت المتحدثة باسم موفاز، تاليا سوميح، إنه استغل المشاورات الدورية وأيضاً محادثات منفصلة مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للتعبير عن اعتراض إسرائيل على إجراء محادثات أميركية- إيرانية مباشرة· وأوضحت ''لم يكن مجرد تعبير عن الاستياء بل التعبير عن مخاوف إسرائيل الشديدة· لقد حث الأميركيين على وضع شروط صارمة مثل رفض السماح للإيرانيين بتخصيب اليورانيوم على أرضهم وضرورة أن يكونوا واضحين في الالتزام بالمهلة· فالإيرانيون، ببساطة، يبحثون عن صدوع يستغلونها''· وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مقتضب أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ناقشوا خلال اجتماع برئاسة بيرنز وموفاز ''سبل تقوية الجهود الدبلوماسية والعقوبات المالية الرامية الى منع إيران من اكتساب أسلحة نووية''· وقال البيان: ''تشترك الولايات المتحدة وإسرائيل في الشعور بقلق عميق من البرنامج النووي لإيران وأكدنا أيضاً عزمنا المشترك القوي على التصدي لمساندة إيران للإرهاب''· لكنه لم يذكر ما إذا كانت تلك الإجراءات تشمل إمكانية استخدام القوة العسكرية في ضرب إيران· وقد بدت الولايات المتحدة وحليفاتها الأوروبيات أقل تشدداً بشأن مهلة اليوم السبت المحددة لكي تقدم إيران فيها رداً واضحاً على عرض التعاون الاقتصادي والسياسي الذي اقترحته الدول الغربية مقابل تعليق نشاطاتها النووية الحساسة· وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك لصحفيين في واشنطن مساء أمس الأول ''لم أحص الأيام والرد سيأتي قريبا''· ''وقال المتحدث الآخر باسم الوزارة جونزالو جاليجوس لوكالة ''فرانس برس'' أمس'' ننتظر رداً في عطلة نهاية هذا الأسبوع''، لكنه لم يعط أي إيضاحات· وذكر مصدر دبلوماسي في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي يرى أن الرد الإيراني ''يجب ان يتم خلال الأيام المقبلة'' لكن المهلة ليست صارمة بيوم أو يومين· وأكد أن الغرب يرفض التكهن بطريقة التصرف في حال كان الرد غير مقنع· وقال ''سنرى حينها''، مذكِّراً بأن الدول الست تمارس منذ البداية ''مقاربة مزدوجة'' من العقوبات والحوار وبالتالي سيعرض الايرانيون أنفسهم لعقوبات دولية جديدة· ورأى الخبير في شؤون إيران في ''مجلس العلاقات الدولية'' في واشنطن جاري سيك أن واشنطن، على غرار طهران، تبدي رغبة كبيرة في إنهاء مواجهة تنذر بنشوب نزاع عسكري· وقال: ''لا يريد أي من الطرفين الإقرار بالهزيمة أو التراجع أمام الطرف الاخر لكنهما يبحثان عن وسيلة للخروج من المأزق''· وأضاف أن واشنطن سلمت بفشل سياستها الرامية الى عزل إيران وتأمل في ''تغيير في الطرفين'' في مرحلة أولى نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما المقطوعة منذ 29 سنة· من جهة أخرى، ذكرت صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' البريطانية أمس أن شركة ''شتات أويل هيدرو'' النرويجية للنفط والغاز قررت وقف محادثات مع إيران بشأن مشاركتها في مشروع تطوير حقل ازار النفطي في إيران في أعقاب ضغوط من الولايات المتحدة·