الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة الروح لـ«الشراكة عبر الأطلسي»

2 يونيو 2017 22:45
مباشرة بعد دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، توعّد «بيتير نافارو» كبير مستشاريه التجاريين بإلغاء اتفاقية «الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي» TTIP، أو اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. والآن، وبعد مضي خمسة أشهر على تقلّده منصب الرئاسة، جاء وزير ترامب للتجارة الخارجية «ويلبور روس»، ليعيد الروح لتلك الاتفاقية بعد ممات. وخلال حديث مع قناة CNBC التلفزيونية، قال روس، إن الاتفاقية لا زالت ممكنة. وبعد أن تحدث عن «اتفاقية الشراكة عبر الهادي» التي تجمع 12 دولة من الدول الكبرى والتي سارع ترامب إلى الإعلان عن انسحابه منها، قال روس مستدركاً: «ولكننا لم ننسحب من اتفاقية الشراكة عبر الأطلسي»، وأضاف: «نحن نعتبر الاتحاد الأوروبي أحد أكبر شركائنا التجاريين. وأي مفاوضات فيما يتعلق بالاتفاقية يجب أن تنطلق على مستوى الاتحاد الأوروبي ككل وليس على مستوى الدول الأوروبية المنفردة». وهذه إشارة توضيحية مهمة موجهة بشكل خاص لبعض زملاء روس في الإدارة، ومن أهمهم جاري كوهين كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب الذي وقع الأسبوع الماضي خلال زيارته لأوروبا تحت الانطباع القائل بأن الدول المختلفة التي يتألف منها الاتحاد الأوروبي تضع تعرفات جمركية مختلفة مع الولايات المتحدة، إلا أن هذه الملاحظة غير صحيحة أبداً. واستطرد روس: «ومن ثمّ، فلقد أصبح من البدهي مواصلة المفاوضات حول اتفاقية الشراكة عبر الأطلسي، والعمل باتجاه زيادة الحجم الكلي للتبادل التجاري، مع الانتباه إلى ضرورة تخفيض مستوى عجز ميزاننا التجاري مع الاتحاد». ويأتي هذا الإنعاش «الكلامي المحض» لاتفاقية الشراكة عبر الأطلسي عقب الاجتماع الذي عقده ترامب مع نظرائه الأوروبيين في مجموعة «الدول السبع» في إيطاليا. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد كررت توضيحها لترامب بأن الاتفاقيات التجارية الثنائية الأطراف التي يفضلها الرئيس الأميركي مستحيلة التحقيق مع الدول الأوروبية، لأن الاتحاد الأوروبي يمثل كتلة تجارية واحدة. وكان ترامب قد شدّد على أن الاتفاقيات ثنائية الأطراف تمثل الطريقة المفضلة للولايات المتحدة من أجل ضمان العمل بقواعد وأسس الحوافز التفضيلية التجارية. وهي الحوافز التي يهتم بها من أجل تخفيض مستويات الخلل في الميزان التجاري. (ويمكن القول، إن العجز التجاري كان من أهم القضايا التي تثير قلق الرئيس ترامب منذ بضعة عقود). وتقضي القوانين المعمول بها في أوروبا أن لا تدخل في مفاوضات مع أطراف أخرى إلا باعتبارها تمثل كتلة واحدة. وأما التساؤل حول ما إذا كانت أوروبا مستعدة لتبادل لعب الكرة مع «روس»، فهو تساؤل بلا جواب حتى الآن. ثم إن الأخبار المتواترة الجديدة المتعلقة بإعادة إحياء اتفاقية الشراكة عبر الأطلسي يمكن أن تمثل صدمة للبعض. وخلال الأسبوع الماضي، قالت وزيرة التجارة الألمانية بريجيت زيبرييس لصحيفة ألمانية: «من غير المرجح أن تقبل الولايات المتحدة بإطلاق مفاوضات تتعلق باتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي». ويضاف إلى ذلك أن الاتفاقية ذاتها لا تحظى بالشعبية في أوساط المجتمعين الفرنسي والألماني. ويعني كل هذا أن أي محاولة لإعادة إحياء الاتفاقية لن تمثل ما يستحق العناء ما لم يتم التغلب على القضايا الخلافية الضخمة العالقة بين أميركا والاتحاد الأوروبي، والتي تثير الغضب والتوتر عند كلا الطرفين. وقال أحد الاقتصاديين المتابعين لهذه التطورات: «لقد أراد روس إظهار جزء صغير فحسب من غصن الزيتون. وأما الشيء الذي لم يتحقق حتى الآن فهو الذي يتعلق بالقضايا التي تثير اهتمام ترامب وروس مثل تخفيض العجز التجاري». محلل أميركي متخصص بقضايا التمويل والاتفاقيات التجارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©