انتبهن يا أمهات

من المعروف أن الابن الأول يغار من الطفل الجديد الذي بدأ يستحوذ على اهتمام الكل بعدما كان هو محور حديث الجميع لذا يتبع أسلوبا تعويضيا مصطنعا لإخفاء غيرته، أي يخفى الطفل مشاعره الحقيقية ويقوم بدور الممثل نحو أخيه المولود ويقوم بضمه وتقبيله ولكنه في حقيقة الأمر يود قرصه أو ضربه، ومن جانب آخر تبدو الغيرة واضحة بسلوك عدواني موجه للصغير· كما يتعمد الطفل جذب الأنظار إليه، ويحول كراهيته لأمه التي توجه اهتماماً بالصغير وليس له، فيبدأ هنا في الانتقام، ويتظاهر بالمرض أو البكاء أو العناد والسلبية· ومن مظاهر جذب الاهتمام ''وانتبهن أيتها الأمهات'' : نكوص الطفل إلى أنماط سلوكية طفلية سابقة، مثل العودة إلى شرب الحليب من الزجاجة، والنوم في سرير الطفل، والتبول الليلي في الفراش، والتحدث بأسلوب طفلي، ومص الإصبع، والالتصاق بالأم، والبقاء في حضنها كلما حاولت حمل الصغير· وغالبا ما يعبر عن غيرته بالوسائل السلبية التالية: الصراخ والعبث بأغراض الآخرين أو سرقتها أو تدميرها· الاعتداء الجسدي بالضرب أو القرص، الإزعاج وإلقاء الشتائم وإقلاق الراحة، عندما يتقدم الطفل بالعمر '' بعد العاشرة '' تأخذ الغيرة شكل التجسس والوشاية والإيقاع بالآخرين· تصنع الحب الزائد نحو الطفل الجديد وذلك لإخفاء مشاعر الغيرة الدفينة· وإذا أتيحت الفرصة للطفل الغيور حتى يقوم بإيذاء أخيه بالضرب أو بالعض· لذا علينا جميعا الانتباه لهذه السلوكيات ومحاولة تعديلها إن أمكن من خلال: المساواة بين الإخوة، وحسن المعاملة، وعدم التدليل الزائد· هدوء الأجواء الأسرية والبعد عن المشاكل والخلافات· مراعاة مبدأ الفروق بين الأطفال وتقدير كل طفل على حدة وعدم المقارنة أو المفاضلة بين أخ وآخر· عدم إتاحة الفرصة للطفل بالتعلق الشديد بهما، وترك العلاقة بالطفل طيبة جداً وعادية وغير مبالغ بها· سلامة راشد