أبوظبي تستثمر 14,7 مليار درهم في إنتاج خامات البلاستيك

تقود أبوظبي قاطرة الصناعات البلاستيكية في منطقة الخليج خلال السنوات المقبلة، باستثمارات تقدر بنحو 14,7 مليار درهم حتى عام 2015، لرفع إنتاج القطاع إلى 4 ملايين طن، من مليون طن سنوياً في الوقت الراهن، بحسب خبراء. وقال مشاركون في منتدى الخليج للبلاستيك الذي انطلقت أعماله بدبي أمس إن الدراسات الاستشارية لواقع صناعة البتروكيماويات في العالم حتى العام 2016، تؤكد أن 3 منتجين خليجيين سيحتلون مراكز في قائمة أكبر عشر منتجين بالعالم من حيث العائد. وتضم القائمة شركة أبوظبي للصناعات الأساسية “أدبيك”، وشركتي “سابك” و”أرامكو” السعوديتين. وقال راشد الشامسي نائب الرئيس في شركة أبوظبي للصناعات الأساسية “أدبيك” إن استثمارات الشركة ترتبط برؤية أبوظبي 2030، والرامية إلى تنوع الخريطة الاقتصادية، مع التركيز على الصناعة كرافد رئيسي للتنمية الاقتصادية. وأضاف أن منتجات “أدبيك” تتنوع بين مختلف القطاعات الصناعية، من بتروكيماويات وحديد، وبلاستيك، وتستهدف تكاملا صناعيا يعزز من القدرات الاقتصادية بدولة الإمارات. من جانبه، قال لورنس جونز نائب الرئيس التنفيذي لمساندة الشركة في بروج لـ”الاتحاد” إن حجم الاستثمارات في “بروج” سيصل إلى 10 مليارات دولار (36,8 مليار درهم)، باستكمال “بروج 3” مطلع عام 2014. ولفت إلى أن الشركة انتهت بالكامل من عقود البنية التحتية والرئيسية. وذكر أنه تم مؤخرا ترسية عقد أعمال بناء وحدة لإنتاج البولي إيثيلين المتشابك في مصنعها بمنطقة الرويس بقيمة 169 مليون دولار وبطاقة إنتاجية سنوية 80 ألف طن، وهو العقد الرئيسي الأخير لمشروع التوسعة الكبير “بروج 3”. ويشارك في المنتدى في دورته الثانية نحو 500 متخصص في صناعة خامات البلاستيك من دول المنطقة وقادة الصناعات التحويلية البلاستيكية في الشرق الأوسط والخبراء والتنفيذيين في صناعة البلاستيك إقليمياً. ويناقش المنتدى على مدى يومين 16 ورقة على مدى خمس جلسات عمل يقدمها خبراء وتنفيذيون من الشركات الخليجية والعالمية وفي مقدمتها تصنيع الوطنية و”بترورابج” و”بروج” وسابك للبلاستيك المبتكرة إضافة إلى متحدثين من شركات عالمية مثل “داو كيميكال” و”إيفونك”. ويركز المؤتمر على آفاق النمو العالمي والاستهلاك، والتنافسية الخليجية في هذا القطاع، علاوة على القضايا البيئية ودور التقنيات الحديثة في دعم وتطوير قطاع صناعة البلاستيك في منطقة الخليج وإمكانية توظيفها لتعزيز نمو القطاع مستقبلا. ويناقش المنتدى، الذي ينظمه الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات، التحديات التي تواجه صناعة البلاستيك، وآفاق النمو الكبيرة لهذه الصناعة خاصة مع ضخ دول الخليج العربية أكثر من 50 مليار دولار (184 مليار درهم) في توسعات بقطاع البتروكيماويات حتى العام 2015. إلى ذلك، أشار لورنس جونز الى أن استثمارات “بروج 3” تصل إلى 4,5 مليار دولار، وسيصل الى كامل طاقته التشغيلية منتصف 2014، لترتفع طاقة المصنع إلى 4,5 مليون طن سنوياً، ليصبح أكبر مجمع متكامل للبولي أوليفينات في العالم. وأشار إلى أن بروج تحتل مركزاً بين أكبر عشر مصانع حول العالم في مجال إنتاج خامات البلاستيك. وأكد أن المشروع يضع الإمارات على قائمة أهم موردي البوليمرات على المدى الطويل إلى الأسواق العالمية للأسلاك والكابلات والبنى التحتية، مشيراً الى أن “بروج 1” الذي دخل بالكامل مراحل الانتاح عام 2010، تم إنجازه باستثمارات قدرها 5 مليارات دولار. وقال لورانس إن “بروج” تخطو لتصبح لاعباً رئيسياً في صناعة لدائن البلاستيك والبروكيماويات، وتمتلك خطة واستراتيجية واضحة لتدخل عام 2013، كأكبر مجمع عالمي متكامل في مجال إنتاج “البولي أوليفين”. وأوضح بأن وحدات “بروج 3” تستهدف إنتاج 1,5 مليون طن من الاثيلين، و54 ألف طن من البولي اثيلين، مبينا أن العقود تشمل بناء وحدة لتكسير “الايثان” وتقوم به إحدى شركات المقاولات بقيمة 1,075 مليار دولار، إضافة إلى عقد بناء وحدتين لإنتاج البولي ايثليين بتقنية “بورستار” بطاقة 1,08 مليون طن، بقيمة 1,25 مليار دولار. وتشمل أيضا إنتاج 690 ألف طن “بولي برويلين “ بقيمة 950 مليون دولار، علاوة على عقد ثالث بقيمة 400 مليون دولار لإنتاج 350 ألف طن من “البولي ايثلين” منخفض الكثافة، مع عقد خاص لبناء المرافق وملحقاتها بقيمة 935 مليون دولار. ومن جانب آخر، قال لورانس إن القرار الأوروبي القاضي بفرض ضرائب على صادرات الإمارات من خامات البلاستيك يعتبر تحدياً يواجه القطاع الصناعي. ومن هذا المنطلق، تتوسع بروج في فتح اسواق في مختلف العالم، من الشرق الأقصى الى نيوزيلندا. كما تنسق بروج مع مختلف الجهات الرسمية في العمل على ازالة مختلف المعوقات التي تحول دون تدفق انتاجها الى أسواق العالم، بحسب لورانس. وبين أن التحديات التي تعمل عليها بروج، تتمثل في التوسع لاختراق مختلف القطاعات المستهلكة لخامات البلاستيك بما فيها الطاقة والغذاء والموصلات والاتصالات. وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكمياويات والكيماويات “جيبكا” إن منطقة الخليج تلعب دورا محوريا في قطاع البتروكيماويات، بما في ذلك خامات البلاستيك والأسمدة. وبين أن استثمارات دول الخليج بين عامي 2010 و2015 تتراوح بين 50 إلى 55 مليار دولار في قطاع البتروكاويات، لإضافة إنتاج يقدر بنحو 50 مليون طن من الخامات المختلفة بهذا القطاع. وبين أن الطاقة الانتاجية لدول الخليج مع تلك الإضافات سترتفع الى 153 مليون طن سنوياً، لتمثل 20% من الانتاج العالمي، وهو ما يمثل نقلة نوعية في الانتاج، ويعزز من دور دول الخليج العربية في هذه الصناعة، التي أصبحت رافدا رئيسيا في تطوير الاقتصاد العالمي. وبين أن دولة الامارات ومن خلال المشروعات الصناعية في أبوظبي تضع نفسها على الخريطة العالمية في هذه الصناعة، من خلال ضخ استثمارات في مجالات عديدة، خاصة صناعة خامات البلاستيك، موضحاً أن انتاج كل مليون طن من خامات البلاستيك يحتاج الى استثمارات تصل الى مليار دولار. وأشار السعدون إلى أن نمو انتاج أبوظبي حتى العام الماضي في خامات البلاستيك يدور حول 7% سنوياً، الا أن هذا النمو سيرتفع الى 18% من الآن وحتى 2015، مع الاستثمارات الجديدة. ولفت إلى أن الامارات قد دخلت مجال البتروكيماويات في السنوات الأخيرة، بعكس السعودية التي دخلت مبكراً، ولاشك أن ذلك يعطي دولة الامارات مركز الريادة على صعيد النمو في الاستثمارات والانتاج والعوائد. واتفق السعدون مع لورانس فيما يخص عوائق انتشار المنتجات البلاستيكية بعد القرار الأوروبي. وقال “نواجه ذلك من خلال التواصل مع وزارات الاقتصاد والتجارة والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجية”. كما فتح الاتحاد حوارات مع منظمة التجارة العالمية، خاصة فيما يتعلق بضريبة البلاستيك الاوروبية على منتجات بعض دول المنطقة، ومنها الامارات. ويرى السعدون أن المعوقات أمام الانتاج الخليجي مؤقتة، وستزول خاصة مع امتلاك الانتاج الخليجي ميزات تنافسية عالية عن نظيره من الانتاج في مناطق أخرى. وأشار إلى أن تكاليف الانتاج خليجياً هي الأقل عالميا، علاوة على ما تتمتع به الصناعة الخليجية من مواصفات عالية، واستخدام أحدث التقنيات. وأفاد بأن الأرقام تعكس حجم نفاذ الانتاج الخليجي الى أسواق العالم، فحجم ما تم استهلاكه من خامات البلاستيك خليجياً من جانب صناعات البلاستيكية التحويلية بلغ 3,3 مليون طن تمثل ما نسبته 22,5% من إجمالي الإنتاج، بينما الباقي تم تصديره الى أسواق العالم. ونوه الى أن دراسات “جيبكا” تشير الى ارتفاع حجم الطلب المحلي على خامات البلاستيك بأكثر من مليوني طن عام 2015 ليصل إلى 5,3 مليون طن، في الوقت الذي سيرتفع فيه الانتاج، مما يعني محافظة دول المنطقة على صادراتها بذات النسبة من الانتاج. وقال “إن هذا التوسع في الإنتاج الذي تشهده منطقة الخليج والذي يتم خلال فترة زمنية قياسية يجلب معه أيضا تنوعاً في قاعدة المنتجات البتروكيماوية، وستنتج المشاريع الجاري تنفيذها عددا من المنتجات الجديدة التي سيتم إنتاجها لأول مرة في المنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة”.