الطفرة الاقتصادية ونمو قطاع الطيران يضعان فنادق أبوظبي في قمة معدلات الإشغال

أكد مسؤولون في القطاع السياحي أن ''الطفرة الاقتصادية'' الناجمة عن النمو الاقتصادي والاستثماري، والجهود التسويقية في المحافل الدولية، إضافة إلى تطور قطاع الطيران، وضع أبوظبي على الخريطة السياحية العالمية ما جعلها تستحوذ، بجانب دبي، على أعلى معدل لنسب الإشغال في الشرق الأوسط· ويأتي ذلك، بعد أن سجلت فنادق أبوظبي متوسط إشغال بلغ 86% خلال الفترة من يناير وحتى يونيو الماضي، وبنمو نسبته 2%، مقارنة بـ84% للفترة ذاتها من العام الماضي· بحسب كشف المسح المقارن لفنادق الشرق الأوسط والذي تجريه شهرياً مؤسسة ''ايرنست اند يونج''· وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة أبوظبي، رئيس لجنة السياحة ناصر بطي عمير بن يوسف إن الطفرة الاقتصادية والنشاط الترويجي المكثف لأبوظبي كوجهة سياحية جاذبة أسهما في الرفع من نسب إشغال الفنادق· لكنه أشار الى أن نسب الإشغال لا تعكس حجم الطلب على الفنادق لأنها لا تستطيع استيعاب الطلب الكبير· وأكد أن التطور الملحوظ في قطاع الطيران أسهم بشكل كبير في الرفع من نسب إشغال الفنادق إذ ان توفر جميع الأوقات وسهولة الوصول بالنسبة للمسافر تشجعه على المجيء الى البلد· وكانت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي توقعت في وقت سابق أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال العام الحالي 14% إلى 501 مليار درهم، مقارنة مع 438 مليار درهم في العام ،2007 في وقت توقع محللون وخبراء اقتصاديون أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي في الدولة إلى 8,4% خلال العام الجاري مقابل 7,4% العام الماضي· وأشار عاملون في فنادق، إلى نشاط ملحوظ في سياحة الأعمال والمؤتمرات الناجم عن النشاط الاستثماري والعقاري في الفنادق، متوقعين بعد أن تنفذ المشاريع الفندقية خلال السنوات الخمس المقبلة، أن تستوعب كثيرا من السياح الذين يأتون لهدف آخر غير الاعمال· ولا تعكس نسب الإشغال الحالية حجم الطلب على السياحة في أبوظبي، إذ إن الطلب ''كبير جدا''، يفوق الغرف الفندقية المعروضة، ما يقف عائقا في قدرة الإمارة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السياح، بحسب مسؤولين في القطاع· وتستهدف الخطة الاستراتيجية الخمسية لهيئة أبوظبي للسياحة 2008- 2012 زيادة عدد نزلاء فنادق الإمارة ليصل إلى 2,7 مليون نزيل، مع زيادة عدد الغرف الفندقية إلى نحو 25 ألف غرفة فندقية بحلول العام 2012 أي أكثر بأربعة آلاف غرفة من العدد المستهدف سابقاً· ويبلغ العدد الإجمالي للشبكة العالمية للناقل الوطني في أبوظبي ''الاتحاد للطيران'' 47 وجهة، كما ستتسع الشبكة إلى 50 وجهة بحلول نهاية العام الجاري ·2008 وتقدر قيمة العقود التي وقعتها الشركات الوطنية (''الاتحاد للطيران'' و''الامارات'' و''العربية'' و''دبي لصناعات الطيران'' و''فلاي دبي'') منذ بداية العام، بنحو 427 مليار دولار وذلك لشراء 714 طائرة اي ما يقارب أسطول شركة لوفتهانزا الألمانية ثاني أكبر شركة طيران في العالم· وقال البطي إن الإمارة بحاجة الى عدد غرف يفوق الـ20 ألف غرفة لتستوعب الطلب المتزايد من السياحة، مشيرا الى ضرورة توجيه الاستثمارات إلى إقامة مشاريع خاصة في القطاع الفندقي· وقال مدير عام وكالة البوابة الذهبية للسياحة والسفر محمود أحمد إن سبب ارتفاع نسب إشغال الفنادق يعود إلى التسويق والترويج السياحي السليم لأبوظبي الناجم عن جهود هيئة أبوظبي الترويجية ومشاركتها المستمرة في المعارض والمؤتمرات العالمية إضافة الى ارتفاع سوية الخدمات المقدمة في الفنادق، مؤكدا أن أبوظبي أصبح لها مكان في الخريطة العالمية· واتفقت مديرة العلاقات العامة والإعلام في فندق الإنتركونتيننتال ريما البارودي مع البطي في أن النمو الاستثماري والعقاري في أبوظبي إضافة إلى الجهود الترويجية لهيئة أبوظبي للسياحة أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسب الإشغال· وأضافت أن استقطاب الإمارة لعدد كبير من المؤتمرات العام الحالي مقارنة في العام الماضي ساهم بشكل واضح في ارتفاع نسب الإشغال الفندقي في أبوظبي· وقالت إن أبوظبي ستكون مركزا سياحيا مهما في الخريطة السياحية العالمية· وتوقعت البارودي أن يرتفع معدل نسب إشغال الفنادق في أبوظبي إلى أكثر من 90% خلال السنوات المقبلة مع زيادة المعروض من الغرف الفندقية· وفيما يتعلق بارتفاع أسعار الفنادق، تقول البارودي إن قلة العرض مقارنة بالطلب رفعت من أسعار الفنادق· وتوقعت ان تستقر الأسعار مع زيادة العرض في السنوات المقبلة· وأظهر المسح كذلك ارتفاعاً في متوسط سعر الغرفة في فنادق العاصمة بلغت نسبته 15,8%بعد ان قفز من 261 دولاراً للغرفة الى 302 دولار· أما مدير المبيعات والتسويق في فندق الديار/ ريجنسي وميناء الديار محمود الملاح فأكد ان سياحة الأعمال تستحوذ على النسبة الأكبر من نسب الإشغال خصوصا موظفي الشركات بحيث توجد صعوبة في ايجاد شقق لهم ما يضطر أصحاب الشركات الى وضعهم في الفنادق· وواصل القطاع الفندقي في الإمارات صدارته لفنادق منطقة الشرق الأوسط من ناحية الإشغال، بعد أن سجل أعلى متوسط إشغال بين فنادق المنطقة خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 87%، تلته فنادق مصر بنسبة 85%، ثم فنادق قطر بمتوسط اشغال 81%· وبحسب المسح، فقد سجلت فنادق أبوظبي زيادة في عائدات الغرف بلغت نسبتها 29,5%، بعد أن قفزت من 211 دولاراً إلى 273 دولاراً، فيما ارتفع متوسط سعر الغرفة خلال تلك الفترة من 250 دولاراً إلى 314 دولاراً، بنمو نسبته 25,3%· وتعمل في أبوظبي حالياً 98 منشأة فندقية تتكون من 49 فندقاً و49 بناية شقق فندقية بطاقة إجمالية تبلغ 12600 غرفة· وفقاً لتقرير صدر أمس الاول عن مؤسسة ''اس تي آل جلوبال''، فقد حققت فنادق الشرق الأوسط بوجه عام أفضل أداء خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بجميع مناطق العالم، بنمو في متوسط السعر اليومي للغرفة نسبته 20,8% ومتوسط عائد على الغرف نسبته 25,7%، فيما ارتفع متوسط الاشغال الفندقي في المنطقة بنسبة 4% ليبلغ 71,3%· ووفقاً للمسح، فقد تصدرت فنادق مدينتي أبوظبي ودبي جميع فنادق المدن الرئيسية في المنطقة خلال النصف الأول من العام الحالي من حيث الإشغال، حيث جاءت فنادق إمارة دبي في المرتبة الأولى بنسبة إشغال بلغت 88%، تلتها فنادق أبوظبي بنسبة إشغال بلغت نسبته 86%، ثم فنادق القاهرة بمتوسط إشغال نسبته 82%، فيما بلغ متوسط جميع فنادق المدن المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ والاسكندرية 85%، وجاءت فنادق قطر في المرتبة الثالثة بمتوسط اشغال نسبته 81% 80,3%·