الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

غلاء الغذاء يهدد النمو الاقتصادي في آسيا

2 أغسطس 2008 22:27
قال تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو) إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في دول شرق آسيا أصبح من العوامل التي تعطل النمو الاقتصادي· وفيما تعتبر آسيا المنطقة الأكثر إنتاجاً واستهلاكاً للحبوب، فقد بدأت تستشعر النتائج السلبية لارتفاع أسعار الأرز وخاصة من خلال تأثيره على التضخم الذي ترتفع معدلاته بسرعة مقلقة· وبلغ المعدل الشهري للتضخم في فيتنام أعلى مستوى له على الإطلاق عندما وصل إلى 26,8 % فيما شهدت سنغافورة ارتفاعاً قياسياً في معدل التضخم من 0,5% عام 2007 إلى 7,5 % الآن وفقاً لإحصائيات صادرة عن البنك الآسيوي للتنمية· وارتفعت أسعار الأرز إلى الضعف تقريباً خلال عام واحد حيث وصل سعر الطن مؤخراً إلى 585 دولاراً ارتفاعاً من 326 دولاراً في الفترة الموافقة من عام 2007 وفقاً لإحصائيات صادرة عن المعهد العالمي للأرز الذي يوجد مقره في الفلبين· وارتفع سعر تصدير الأرز من تايلاند التي تعدّ المصدر الأكبر له في العالم؛ إلى ما يقارب ثلاثة أمثال أي من 376 دولاراً للطن في شهر يناير من عام 2008 إلى 907 دولارات للطن في شهر مايو الماضي· واضطرت حكومات إلى التحرك في مواجهة هذا الوضع، ففي سنغافورة مثلاً التي تستورد ما يقارب من 100% من حاجتها من المواد الغذائية، اضطرت الحكومة مؤخراً إلى السماح للمستوردين بزيادة مخزوناتهم من أجل ضمان هامش أوسع للأمن الغذائي خوفاً من حدوث نقص أكبر في الإمداد· وفي الفلبين التي تعد أكبر مستورد للأرز في العالم، تعمل الحكومة بدأب على شراء كل ما يمكن شراؤه من أرز الصين وباكستان لسدّ حاجاتها الغذائية المحلية· وتوقع تقرير نشره موقع حسخ على الإنترنت أن تواصل أسعار الأرز ارتفاعها في المستقبل القريب وبما سيزيد من حدة التوتر الاجتماعي في دول آسيا حيث يعدّ الأرز الغذاء الرئيسي على المستوى الشعبي ولا يمكن للطبقات الفقيرة تحمل سعره الراهن· ويرى كونسيبسيون كالب المحلل الاقتصادي في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) ومقرها في روما، أن الأسعار الراهنة للأرز مرتفعة إلى الحد الذي يستحيل معه حدوث انقطاع في الإمداد، وقال: ''نتوقع توفر المزيد من المخزونات في شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين''· ولا تكمن مشكلة ارتفاع سعر الأرز الآن في مجرد علاقة بسيطة بين العرض والطلب، بل بعوامل أخرى مثل انخفاض الدولار والارتفاع الكبير في أسعار القمح· وتعالج دول آسيا هذه المشاكل بطرق مختلفة· ولا شك أن الدول الأكثر استهلاكاً واستيراداً للأرز هي الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعاره؛ وهي أيضاً مهددة أكثر من غيرها بنقص الإمداد منه· وعمدت ماليزيا مؤخراً إلى اتخاذ قرار وصفه المراقبون بأنه لا يحظى بالشعبية الكبيرة عندما قررت وقف الدعم على الأرز لأنه أصبح يكلف الدولة الكثير بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره· ورفضت سنغافورة الطلبات المقدمة إليها من الأوساط الشعبية لدعم أسعاره، وكتب لارتفاع أسعار الأرز أن يقفز إلى مقدمة المشاكل التي تعاني منها الفلبين مما دفع الحكومة إلى وضع الخطط الطموحة التي تضمن اكتفاءها الذاتي منه بحلول عام ·2010 ويرى تقرير (فاو) أن الحل الأمثل المتيسر الآن لهذه المشاكل يكمن في تشجيع الاستثمار بالمشاريع الزراعية التي تستهدف توفير المواد الغذائية الأكثر شعبية واستهلاكاً· وينصح أيضاً بتحرير التجارة العالمية بهذه السلع الأساسية والتصدي للإجراءات الحمائية كتلك التي تبنتها كمبوديا عندما عمدت إلى منع تصدير الأرز بعد أن كانت تصدر منه مليوني طن سنوياً ومن المقدر أن يبلغ إنتاجه منه لهذا العام 6,4 مليون طن·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©